فصل إضافي ٢ : الظلمات

1.1K 77 123
                                    

لا زال التروس يدور
____________________________________

يستلقي على أرضية الغرفة الباردة يلهث و بيده الصغيرة يعتصر أوسط صدره بينما يغمض عينيه بألم

هذا مؤلم...
مؤلم جدا...
الأكسجين يأبى دخول رئتيه...
خانق ، خانق، هذا خانق جدا
يلهث بشدة محاولا إيصال الأكسجين لرئتيه و هذا يزيده ايلاما و حسب، يشعر ان هناك شيء يجرح رئتيه رفقة كل شهيق

:ساعدوني ..
همس و الدموع تتسرب هو يكره هذا الألم يكره كيف انه بحاجة للمساعدة، يكره كيف انه غارق باليأس

: هذا مؤلم جدا... لا استطيع التحمل.. ساعدوني.. ارجوكم

دموع الألم أغرقت وجهه و هو يهمس يطالب النجدة

لكن لا فائدة... لا احد يستمع... هو وحده هنا.. بلا احد آخر يواجه الموت و هذا شيء آخر كرهه

هدأ الألم أخيرا و لم تتوقف دموعه عن الهطول

هو وحيد
محطم
مكروه
نكرة
لا احد يعترف بوجوده

انهكه التعب و لم يعد قادرا على الاستمرار بالبكاء

هو مرهق و غير قادر على التحرك

أغمض عينيه طلبا للراحة

طلبا لتلك الأحلام الفارغة و الغارقة بالظلمات بعيدا عن كل شيء آخر و التي تشعره براحة مؤلمة

بينما الجميع يركض للشمس ها هو الظلام يغرقه بأحضان باردة و لكنها اكثر حنية من كل ما حوله

الشعور البارد الذي يعطيه اياه يسمح له بأخذ أنفاس عميقه و بشكل ما، هو يشعره كما لو انه حر

شعوره بأطرافه الباردة و جسده المرتجف يذكره بأنه حي

هذا البرد... مريح جدا... اكثر من اي دفء مزيف آخر

كم تمنى لو يستمر للأبد... ليقضي حياته رفقة الظلمات حيث لا مرض يعيقه و لا بشر يخذلونه.. حيث لا الزمان و لا المكان قادران على تحديد مصيره... حيث لا يمكن للمشاعر الوصول اليه و إعتصاره

الأفكار و الاماني المتدافعة و التي يصرخ رغبة بها داخليا تتدفق لرأسه بلا نهاية لينتهي به الأمر بالغرق بالنوم دون أن يدرك حتى سمع صوت صرير الباب

فتح نصف عينيه ينظر للشخص الذي دخل لغرفته

هذا غريب، لا احد يعرف بوجوده عدا الخادمة التي تحضر له الطعام و تنظف الغرفة مرة واحدة كل أسبوع

يذكر ان الساعة كانت العاشرة صباحا قبل أن يصاب بالالم و وجبة الغداء تحضر في الثالثة و اليوم ليس اليوم المحدد لتنظيف الغرفة

و كالمتوقع كانت الخادمة من دخلت الغرفة رفقة وجبة الغداء و قد وضعتها على طاولة الطعام الموجودة في الغرفة

بسمة دامية /:/bloody smile حيث تعيش القصص. اكتشف الآن