حيرة

3.3K 211 72
                                    

أتمنى من كلّ شخص يقرأ من كتاباتي أن يترك أثرا له و لو بكلمة🌹

لا تنسوا الضغط على ⭐️⭐️إذا نال الجزء إعجابكم🌷🌹
—————————————-
دخلت سون هي الحمام لتمرّر بعض الماء البارد على أطرافها و رقبتها المتشنّجة، خرجت بعدها لتعبر الحديقة باتجاه المدخل، و بين لحظة و أخرى ،اقترب منها رجلان خلسة لينقضّا عليها فجأة، واحد وضع قطعة قماش تحوي المنوّم على فمها و الآخر حمل رجليها، جاعلان منها فريسة سهلة، أخذا بعدها الطريق الثانوي للخروج من تلك المدرسة بكل هدوء، لم تستطع حتى الصراخ أو المقاومة، أمرها كان محسوما منذ البداية...........

بذلك السواد الحالك، تقدّم السيد إدوار أمام باب المعهد ينتظر سيّدته، خمس دقائق، عشرة، فعشرين دقيقة، سون هي لم تظهر أمامه و صبره تعدّى حدوده، ترجّل باتجاه الحمام، توقّف عند بابه، فكيف له أن يُقحم نفسه بمساحة نسائية، حمحم قليلا قبل أن يتلفّظ بصوت عال:" آنسة سون هي هل كلّ شيء على ما يُرام!"

انتظر ردّا و عندما لم يتلقّاه ردّد:" آنسة سون هي، هل لازلتي بالداخل؟ إن لم تجيبي فسأقتحم المكان!"
بضع ثوان من دون رد كانت كافية لتجعله يتجاهل الأجناس و يدخل بهرع، الباب الأول فالثاني و ما يليه لآخر باب، طيفها غير موجود حتّى!

قلّة الصبر مُسحت ليحتلّ محلّها القلق، أخذ هاتفه ليتّصل ، لكنّها لا تُجيب، بل هاتفها مغلق حتىّ، ركض نحو قاعة العرض، لم يتبقّى سوى القليل من العالم، يمكن عدّهم على أصابع اليد، سأل هنا و هناك، ما من أحد لمحها، اجتاحه شعور سيّء لم يجد تفسيرا له!

أجل، كلّنا مررنا بذلك الإحساس، عندما تقشعرّ أجسادنا و تُداهم تفكيرنا تلك الأفكار السوداء، حاسّة سادسة كما يسمّيها البعض أو حدس قويّ يتنبّأ بما هو أسوأ عند الآخرين...

خرج السيد إدوارد هارعا يبحث يمينا و شمالا، تارة يركض و أخرى يتوقّف ليتفقّد المكان على درجة 360، يحاول ترصّد أماكن كاميرات المراقبة، لكنّها شبه منعدمة بتلك الحديقة الخلفية، فهي حتما سلكت ذلك الطريق إن لم تخرج من الباب الأمامي حيث انتظرها!

ساعتان من البحث، فعل السيد إدوارد بها كلّ ما بإمكانه تأديته ليجدها، قبل أن يتبقّى له ذلك الخيار الذي تمنّى لو تمكّن إجتيازه لكنّه ما من حلّ، الآنسة سون هي اختفت، لا يعلم عن مكانها شيء و لا يمكنه إبلاغ الشرطة عن اختفائها كونها بالغة و لم تمرّ 24 ساعة عليها، كما أنّ الشجار الذي قام بينها و بين حبيبها و الذي كان شاهدا عليه عن بُعد، لربّما يكون السبب في ابتعادها طلبا  لبعض المساحة، هو خمّن أنّ الشرطة ستقول ذلك إن علمت بالأوضاع قبل اختفائها، لذا أخذ هاتفه ، إنّه منتصف اللّيل بلندن، ما يعني أنّ الساعة الثامنة بسيول، السيد جونغكوك من المؤكد لم يصل بعد ، لذا إتّصل بمن يليه مرتبة قائلا بعد أن رُفع عنه الخط:" آنسة أون جي! آسف إن كنت قد أزعجتك، أعلم أنّ السيد جيون لم يصل بعد، لذا اتصلت بك لإجراء استفسار صغير!"

Appearances حيث تعيش القصص. اكتشف الآن