فتح عينيه ببطئ حتي اعتاد على الضوء و عندها تفاجئ بتواجده في غرفة يكسوها اللون الأبيض و الحوائط ملصق عليها ما يشبه الوسائد او شئ من هذا القبيل
حاول الجلوس و لكنه شعر بألم في رأسه شديد مما جعله يتأوه
اعتدل في جلسته و هو يحيط رأسه بيديه و حينها فُتح الباب و دخل شخص يرتدي معطف طبيب و يضع نظارة
ضيق دونغهي عينيه لينظر إلى ذلك الطبيب بتمعن فهو يشعر بداخله أنه قد شاهده من قبل
أتسعت عيناه بدهشه و قال بصدمه:دكتور تيم
ابتسم الطبيب و اردف بلطف:من الجيد انك تذكرتني دونغهي، ثم جلس على حافة السرير مقابلاً له
ابتلع دونغهي ريقه و نطق بأرتباك و هو ينظر بأرجاء الغرفه:هل عدت إلى المشفي مرة اخرى؟
ربت الطبيب على يده التي تقبض على الفراش و وضح له:ليس الامر بالخطير فأنت هنا لنحرص على سلامتك
قال بذعر:هل سأعود للاقامة هنا مجدداً؟
نبس الطبيب بهدوء:بالطبع لا و لم يتم احضارك إلى هنا إلا عندما أرهقت الأطباء بالمشفى العام
نظر له بعدم فهم و قال:ماذا! كل ما اتذكره هو انني فقدت الوعي
"ذلك كان منذ اسبوع"
قال دونغهي بصدمة:منذ اسبوع!
اومئ الطبيب برأسه و اردف بوضوح:نعم، لقد عانيت من نوبات يوميه و كان يلجأ الاطباء للمهدئات و لكن لعدم قدرتهم على اعطائك المزيد من المهدئات لأنها قد تضرك اكثر مما تنفعك قاموا بأحضارك إلى هنا اول أمس بعد أن علموا بماضيك المرضي
ابتسم بحزن و قال:علموا اني مجنون لهذا قاموا بأعادتي إلى هنا
"لست مجنون دونغهي و لم تكن، أنت عانيت من اكتئاب حاد و تم علاجك، لكن ما لا اعلمه ما الذي حدث لك لتعود تلك النوبات؟"
تنفس دونغهي بعمق ثم قال له:لقد كنت أمضي في حياتي بروتين هادئ حتي ظهر ذلك الوهم او الشبح لا أعلم بالحقيقة بما يجب ان أقوم بتسميتها
كان الطبيب ينصت لكل كلمة يتحدث بها دونغهي ليحدد كيفية اعادته لحالته مرة ثانية
عدل نظارته و قال بهدوء:أستمع لي جيداً دونغهي، من أجل علاجك من الاكتئاب و النوبات التي كانت تلازمك بسبب ذلك الحادث السئ و فقدانك لوالديك قمنا بتنوميك و محونا بعض من الذكريات السيئة
بلل شفتيه و أكمل بجدية:أنت الان لا تتذكر سوى انك فقدت والديك في الحادث و لا تتذكر كيف كان الحادث او ما الذي حدث في ذلك اليوم، أليس كذلك؟
اومئ دونغهي برأسه و قال بذهول:نعم أنا لا اتذكر تفاصيل الحادث
تنهد الطبيب و تحدث بتمهل:لذلك أنت لا تتذكر من تكون أمبر او كيف صُنع ذلك الوهم، خرجت من المشفى و بدلاً من ان تقيم صداقات و تختلط بالمجتمع فضلت الانعزال و عند شعورك بالوحدة الشديدة شعرت بالخوف و رغبت بشخص معك و لكن بالمواصفات التي تريدها