طعنة العشق
الفصل الثالث
بقلم بشرى أبو غيدا
Bouchra Abou Ghaidaكبير الغجر : السيد سراج حدد طريقة عقابها ، وقد قرر أن يكون هذا العقاب أصعب من الموت بحد ذاته بسبب كرهها الشديد له ، ومع أنني وافقت مضطرا على قراره لكن في النهاية الأمر يتعلق به وحده، وهو حر في قراره ، السيد سراج حكم عليها بالزواج منه والعيش معه لآخر يوم في حياتها أو حياته.
لاحت إبتسامة خافتة على شفتي يولاندا، أما في المقابل جن جنون شمس، وهزت برأسها بقوة رافضة القرار جملة وتفصيلا.
شمس : ماااذا، لااا، على جثتي، لن يتم هذا الزواج ، الموت أهون عليّ من إن أتزوج مجرما مثله.
عمت الفوضى أرجاء المكان، لم يتقبّل أحد ذلك القرار، رفع سراج يده لإسكاتهم، وبادر موضحا وجهة نظره.
سراج : ليس هناك أصعب من أن يعيش الإنسان مع أحد يكرهه وهذه الفتاة داخل قلبها حقد كبير لي، وزواجي منها هو أكبر إنتقام منها لما فعلته ، وبطريقتي سأقوّم سلوكها المعوج ، هذا قراري وأتمنى أن تحترموه .
تقطّع قلب هند عند سماعها هذا الحكم، إغرورقت عيناها بالدموع التي ما لبثت أن إنسابت بغزارة على وجنتيها، وهرولت مسرعة نحو منزلها الصغير تبكي حبها المستحيل، أما شمس فعلى حالها تحرك رأسها رافضة بهستيريا ،
بينما كثرت المحادثات بين الغجر منهم من هو لا زال على إعتراضه، ومنهم من إستسلم للأمر الواقع.
شمس بصراخ : أنت تحلم لا يمكن أن أوافق على هذه المهزلة ، تريد قتلي إقتلني لا يهمني لكن من رابع المستحيلات أن أوافق على أن يكتب اسمي على إسم رجل مثلك .
سراج : هذا حكم وأمر، رفضك أو موافقتك لن يقدما أو يؤخرا شيئا.
ثم نهض سراج وتقدم منها، إنحنى ليصل إلى مستواها، هامسا بفحيح، وخبث.
سراج : أترين كل هؤلاء الرجال ،بإشارة واحدة مني لن يترددوا ثانية واحدة في نهش جسدك ، وكما ترين فهم كثيرون والنساء عندنا قلة، عيونهم جائعة، أنظري حولك ركزي على نظراتهم ،فكري جيداً أتحافظين على كرامتك وشرفك ، أم .....
إزدردت لعابها وجالت بنظراتها بين وجوه الرجال حولها، أيقنت صدق كلامه وهي ترى تحديقهم بها، إرتسمت إبتسامة على جانب فمه فور رؤيته لشحوب وجهها، وخوفها الذي إرتسم على محياها، فاكمل.
سراج : إن سمعتِ كلامي وقبلت بحكمي عليك وتخليتِ عن عنادك ، لن يجرؤ أحد منهم على توجيه نظرة واحدة لك ، لكن إن صممتِ على موقفك لن أستطيع حمايتك منهم .
عاد للخلف مبتعدا عنها وقد لاحت على وجهه علامات الإنتصار وهو يرى تخبطها وحيرتها.
كبير الغجر : جهزوا عروس السيد سراج، وتجهزوا للإحتفال، اليوم عرس كبيرنا .
تنهد بخفوت وعيناه تتابع ذهابها، أعاده إلى الواقع صوت جدته، إلتفت إليها وجدها مقطبة الجبين، أخذ نفسا عميقا إستعداد للتأنيب الذي سيلقاه من جدته، إقترب منها وقد رسم بسمة ساذجة على وجهه، فاتحا يديه قائلا
ألن تعانقي حفيدك العريس وتباركي له زواجه.
عاجلته بضربة من عصاها على إحدى جانبيه مردفة بحدة :
بل سأكسر العصا عليك.
صرخ متألما وهو يتحسس مكان الضربة، ويحاول تفادي الضربة الثانية ممسكا العصا.
آه، لا تغضبي هكذا، ألست من تقولين لي دائما، متى ستتزوج يا سراج، أريد أن أرى أولادك قبل موتي، أغيرتِ رأيك الآن.
يولاندا : لا تتذاكى عليّ أيها المعتوه، قلت لك تزوج ممن تحبك وتحبها، أما أن تجبر إمرأة على الزواج منك، فهذا ضرب من الجنون.
سراج : جدتي اسمعيني أ
قاطعته قائلة
لن اسمع منك اي كلمة، أعد الفتاة إلى ذويها الذين لا بد وأنهم قلقون عليها، ستدخل نفسك في مشاكل جمة.
سراج : لن أعيدها إلى أي مكان، ليس قبل أن أعرف سبب تهجمها عليّ،وتدفع ثمن فعلتها هذه، كادت أن تقتلني، الأولى أن تقفي في صفي انا، أنا حفيدك.
تنهدت يولاندا بتعب.
يولاندا : بني سراج أيعقل أن تجبر فتاة على الزواج منك، أتقبلها على نفسك؟ أأنت مقتنع بأسبابك الواهية هذه؟هناك طرق كثيرة لمعاقبتها، سلمها إلى الشرطة.
أجاب سراج بتسرع
سراج : أمجنون أنا كي أرسل مهرة جامحة رائعة ساحرة كهذه لتتعفن في السجن.
نظرت يولاندا إليه نظرة يعلمها جيدا، تلك النظرة التي من بعدها يفضي لها بالحقيقة كاملة.
سراج : أوووه زهرة البنفسج لا تنظري إليّ بهذه الطريقة.
نظرت يولاندا حولها فرأت الجميع يستمعون لكلامهم أشارت له ليقترب منها وهمست في أذنه
يولاندا : أأحببتها يا ولد؟
حك رأسه من الخلف وأجاب وتلفت يمينا ويسارا ليتأكد أن لا أحد يسمعه وأجاب
سراج : صدقا لا أعرف جدتي ولكن هناك شيء يجذبني إليها، إنها تفقدني صوابي، جمالها رشاقتها، عنادها رقتها لا أعلم،ألا أكون أحمقا إن جعلتها تفلت من قبضتي؟ عدا عن ذلك فضولي يقتلني لأعرف سبب كرهها الشديد لي.
أمسكت يولاندا بأذنه ولوتها فأغمض عينيه متألما وهمس.
سراج : جدتي لقد أضعتِ هيبتي امام الرجال.
يولاندا : سأسمح لك بإكمال مخططك الأحمق، لكن عليك أن تعرف إن تعرضت لها بأذى سأقتلع لك أذنيك.
سراج : حسنا ،حسنا.
تركت أذنه وقالت.
هيا إذهب وجهز نفسك لحفل الزفاف، هههه لطالما أردت أن أقيم لك حفل زفاف غجري نكاية بوالدتك، وها أنا سأحقق حلمي.
سراج : جدتي، والدتي مسافرة ولا تعلم بشيء.
يولاندا :أستظل مسافرة طول العمر، سأطلب من صخر أن يصور حفل الزفاف بأكمله لأغيظ به والدتك التي تشمئز من الغجر.
حرك رأسه بيأس ونهض متجها نحو غرفته ليجهز نفسه فاليوم سيكون طويلا ومتعبا جدا.
أنت تقرأ
طعنة العشق
Romanceظنته قاتل والدها، طعنته بكل ما تحمل في قلبها من ألم لفراق أغلى الناس لديها، لكن كان عليها تحمل نتائج فعلتها، ليولد بعد تلك الطعنة حب وعشق كبير، لكن يا هل ترى سيدوم أم أن للبعض رأي آخر، فلنرى سويا