الفصل السابع

73 0 0
                                    

الحوار اللبناني في الأسفل
الفصل السابع
طعنة العشق
بقلم بشرى أبو غيدا
Bouchra Abou Ghaida

أغلق سراج باب المصعد خلفه وضغط على الزر الخاص برقم طابقها ، وكيف لا يعرفه وهو قد حفظ عن ظهر قلب كل ما يتعلق بها، طرقات قلبها إزدادت أضعافا مضاعفة، يشعر به تحت راحة يده وهو يضمها إليه وظهرها ملتصقا بصدره، سكون تام طغى على المكان فقط أصوات دقات قلبيهما وأنفاسهما اللاهثة، سحبها وراءه عندما فتح المصعد آخذا حقيبتها يبحث عن المفتاح وهي تنظر إليه كالمغيبة فتح الباب أدخلها، فانتفضت وعادت إلى رشدها على صوت إغلاق الباب بعد أن صفعه بقوة، إرتجفت شمس عند رؤية نظراته الغاضبة، وسمعت (أصطكاك) أسنانه ببعضها، تذكرت ما شاهدته فأخذت نفسا عميقا ونظرت إليه ببرود عكس ما يعتمل بداخلها.
شمس :لماذا جئت خلفي؟ ماذا تريد؟
سراج بغيظ : من هذا الذي كنتِ ترقصين معه؟
شمس ببرود : وما دخلك أنت ؟
إشتعلت عيناه أعاد تكرار السؤال وأضاف عليه.
سراج : من هو هذا الرجل؟ وكيف تسمحين له بمراقصتك؟ أو تسمحين له بأن يقترب منك بهذا الشكل من الأساس؟
إبتسمت بخبث وتقدمت نحو الأريكة، فجلست عليها ووضعت ساقا فوق الأخرى.
شمس : هذا شيء لا يخصك ، أنا حرة أفعل ما أريد ، أنت لست بوصي عليّ،لكنني سأريحك، هذا الشاب هو هادي حبيبي، يحبني كثيرا ، وطلب يدي للزواج وأنا وافقت.
إقترب منها بلحظة، وانحنى نحوها يرتكز بذراعيه على جانبي الأريكة محتجزا إياها ، حملقت في وجهه برعب وتوقفت أنفاسها فهيئته أرعبتها، ونبرته سحبت الدماء من جسدها وهو يقول
سراج : لا حبيب لكِ غيري انا، من غير المسموح لأي رجل أن يقترب منك غيري، عليكِ إستيعاب هذا الأمر ووضعه داخل عقلك ويجب أن تحفظيه جيدا، من يقترب منك أمحوه من عن وجه الأرض، أنت زوجتي أتعرفين ما معنى كلمة زوجتي؟ ملكي كل ما فيكِ ملكي انا، والكلام الذي قلته منذ قليل لن أكرره ، وما فعلته أنت لو كررته مرة أخرى لن يمر الأمر على خير مطلقا.
أجابته بتحدي.
شمس : انا لست زوجتك، ولن أعترف بهذا الزواج، وانا لست ملكك ولن أكون، سأكون ملكا لمن يحبني بحق، ملكا للذي يتوق لإرضائي، ملكا لزوجي وكل حياتي، سأكون ملكه هو.
إستقام في وقفته ونظراته المستعرة المصوبة نحوها جعلت حلقها يجف واتجف جسدها وهي تراه قد خلع سترته وحل أزرار قميصه وزمجر قائلا.
سراج : الآن سأثبت لك أنك زوجتي، وأنني زوجك وحبيبك ورجلك الوحيد، وأن كل ما فيكِ ملك لي وحدي .
لا تعلم كيف أسعفتها قدماها للنهوض عند سماعها لكلماته تلك  إذ هرولت مبتعدة  ولكن ليس كثيرا، فذراعيه كانتا لجسدها بالمرصاد ، لحظات وحملها على كتفه، وهى تلوح بقدميها في الهواء، تصرخ به مرددة.
شمس : أنزلني، أنزلني يا سراج .
لم تتلق منه جوابا لكنه اتجه بها نحو غرفة النوم أنزلها أرضا واغلق باب الغرفة بالمفتاح ووضع إياه في جيب بنطاله ، هوى قلبها بين قدميها من الخوف، تلفتت يمينا وشمالا وهو يقترب منها يراقبها بعينان كالصقر يدرس خطواتها إلى الوراء ، لمحت بعينيها باب الحمام فأوهمها عقلها بأنه خلاصها، ركضت مسرعة نحوه لكنها إصطدمت بصدر سراج الصلب، حاولت التراجع ولكنه أحاط خصرها بيديه مقربا إياها منه، وضعت يديها على صدره، ثم صدرت عنها شهقة قوية وتحول وجهها إللي اللون الأحمر من شدة الخجل حين أدركت التصاق جسديهما ، دقات قلبها الذي كاد يخرج من مكانه تقرع كالطبول، لأول مرة تقترب منه بهذا الشكل، أحرقت أنامل يديها مكان لمستها  ، وأضرمت النار بجسده حين لفحت أنفاسها الساخنة صدره ، تصلبت نظراتهما وساد الصمت تماماً، لا يعلمان كم من الوقت تاها في غياهب مشاعرهما، أحنى رأسه يسعى لنيل شهد شفتيها فاستفاق على دفعها له، لكنه لم يتزحزح قيد أنملة، تعالت أنفاسهما من فرط ما تملكهما من مشاعر لأول مرة يعبران عنها.
شعر سراج بإرتجافة جسدها بين يديه وهى تردد بصوت خافت
شمس : ماذا ستفعل بي؟ لم تقربني منك هكذا ؟ هيا ابتعد.
غمز لها بإحدى عينيه، وقال متخابثا .
سراج : لا، فأنا يعجبني هذا الوضع ، وقلبي سعيد بقربك، وبرائحتك التي تسربت إلى حواسي، أشعر بنفسي أطير ويديك الدافئة الصغيرة هذه بجانب قلبي، أيعقل أن تكون زوجتي أمامي ولا أقترب منها وأضمها؟ ألست زوجتي.
شمس : لا ، لست زوجتك، كم مرة عليّ قول ذلك، هيا ابتعد.
قالتها وهي تحاول الخلاص من قبضتيه اللتين يعتصر بهما خصرها بقوة، ولكن هيهات، فهمس بأذنها
سراج : لن أبتعد يا شمس، ستبقين  هكذا إلى أن يبزغ ضوء الصباح، قد يطول الأمر ليومين أو ثلاثة لن تتحركي من موضعك هذا ولن اتركك حتى تعترفين بأنك زوجتي وأنك ملكي ، قوليها يا شمس، قولي انا زوجتك وملك لك وحدك .
شمس : هاااا.
إقترب بوجهه أكثر وهمس ثانية
سراج : ستنطقين بما أريد أو ....
شمس : أأنا زززوجتك ووووملك لك وحدك .
إتسعت إبتسامته وأردف.
سراج :وبما أنك زوجتي، يحق لي فعل هذا
مال عليها مفصحا عن نيته في تقبيلها فأدارت وجهها فجأة فطالت قبلته وجنتها . عندها صاحت شمس
شمس : كم انت وقح.
سراج : معكِ أنتِ فقط .
إشتعلت عيناها وإحتدت نظراتها، ودفعته بجهد وقوة، فك حصارها بإرادته وإبتسامة سخرية على وجهه لمظهرها الحاد والغاضب،أدارت وجهها حتى لا تفضحها غيرتها الظاهرة ، وهى تقول.
شمس : هذا واضح طبعا، والدليل تلك الفتاة الوقحة التي ضممتها إليك في المطعم.
إقترب منها وقف خلفها وإبتسامة سعادة على وجهه.
سراج : أتشعرين بالغيرة عليّ يا شمسي؟
شمس : أغار ،ممن أغار؟ وعلى من؟ هل أنا أحبك كي أغار عليك أساسا؟
سراج : أتحبين أن أثبت لك  أنك تحبينني؟أنا على أتم الإستعداد أن أستمع إلى دقات قلبك الصاخبة بالقرب مني كما حدث منذ ثوان
شمس : أأناا فقط تفاجأت بما فعلته ،أتعتقد بأنني كصاحباتك اللواتي يجرين خلفك، وأنت مستعد دائما للترحيب بهن بين ذراعيك.
سراج : هل ستصدقيني لو أخبرتك بأنني تفاجأت بها تحتضنني؟ لم أعرف من هي بادئ الأمر، وكنا في مكان عام لم أستطع أن أنهرها أو أبعدها بالقوة أمام الملأ.
شمس : لاحظت أنك كنت سعيدا بما جرى ، لقد كان الأمر على هواك، ولم تكن لتتجرأ تلك الفتاة على التقرب منك لولا انك تسمح بذلك ولك علاقة بها وغيرها الكثير. .
سراج : هذا قبل أن أعرفك، صدقيني.
شمس بسخرية : هل أعلنت التوبة بعد أن عرفتني ؟
سراج : نعم لقد تبت على يديك يا شمسي.

طعنة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن