الحوار لبناني تحت 👇
الفصل الثامن 🌹
طعنة العشق❤️
بقلم بشرى أبو غيدا
Bouchra Abou Ghaidaماذا يعتمل بداخل ذلك الجالس بعيدا عنها، جن جنون قلبه حين لمس غريمه يدها، ويتمنى لو أنه لم يغرق في بحر إبتسامتها لكان لاحظ منذ البداية تقرب يد ذلك المتطفل من حبيبته....
هادي : لا تجيبي الآن ، فكري جيدا وسأنتظر ردك، أريدك أن تعرفي أنك كل حياتي ، أحبك.
ورحل مسرعا، قد يكون الخوف من الرفض هو من جعله يرحل بهذه السرعة ، يخاف أن تكسر قلبه، آثر الهروب والإنتظار مؤجلا الحكم الذي يتمنى أن لا يكون حكما بالإعدام على حبه المجنون بها.
كاد أن يصل إليها بعد رحيل هادي، لكنها ذهبت مسرعة تلبي رغبتها المجنونة، لحق بها، وجحظت عيناه دهشة أحقا ستقوم بالسباق، إرتعب قلبه خوفا وبدأت الهواجس تتملكه وهو يرى المتسابق الآخر الواقف بغرور وخبث، ينظر لشمس بإستهزاء، لاح في ذهنه الآف السيناريوهات فما كان منه سوى أن إقترب من المتسابق قبل أن يصعد إلى سيارته، وتكلم معه ليأخذ مكانه، وبعد تهديد ووعيد وافق المتسابق أن ينسحب ، تمركز في مقعد القيادة ولبس الخوذة لم يظهر من وجهه سوى عيناه، إقترب بسيارته من سيارة شمس ووقف بجانبها نظر إليها، إلتفتت هي نحوه وتلاقت عيناهما، لا تعرف لم قفز قلبها وبدأ يطرق بجنون، إنه هو يا إلهي، أيعقل أن تراه اليوم بعد ليال طويلة أرهقت قلبها، أيقظها من شرودها صوته العميق،.
سراج : هل أنتِ جاهزة يا شمسي.
سرت رعشة في أوصالها عند سماع صوته، لكن إحتدت ملامحها حين لاحت نظرة سخرية من عينيه نحوها، وبثقة بالنفس ورغبة في الفوز عليه، غمزت له بإحدى عينيها وأردفت.
شمس : جاهزة يا سراجي.
ألجمته غمزتها ونبرة إسمه بصيغة التملك، إستفاق على صوت إطارات سيارتها تصدر صوتا قويا وهي تنطلق بسرعة، إبتسم لذكاء حبيبته التي تعمدت إلهاؤه بكلماتها وانطلق خلفها بسرعة، إرتجف قلبه حين رأى سيارتها تميل على المنعطف وتكاد تحيد عن طريقها ولكنها بمهارة إستطاعت السيطرة عليها، تقود بسرعة جنونية، وهو من خفف من سرعته خوفا عليها وترك المجال لها لإعتقاده أنها ليست ذات مهارة عالية، لم يخلو سباقهما من الإثارة حيث إحتدم التنافس بينهما تسبقه فيتقدم من سيارتها حتى يصبح بجانبها فيغمز لها بعينه وينطلق متخطيا إياها فيزداد عزمها للتغلب عليه، كادا أن يصلا إلى خط النهاية حين فوجئ بها تناوره بسيارتها حتى كادت تصطدم به إنها تعلم يقيناً بأنه سيتفادها خوفاً عليها ولن يسمح أبدأ بهكذا صدام، فابتسمت بخبث عندما تم لها ما أرادت ورأته يتنحى عن طريقها لتفوز هى في النهاية، نزلت من السيارة تقفز فرحا، أما هو نزل وإبتسامة صغيرة تزين وجهه، فجنون حبيبته وعشقه فاق الحدود، ودهاؤها يثنى عليه.
إقتربا من بعضهما عاجلها سراج بالقول.
سراج : تهانيّ لكِ.
شمس : أشكرك، ما رأيك مسابقة ممتازة.
سراج :إني أرفع القبعة تقديرا، سائقة ماهرة بحق، لكن هذه ستكون المرة الأخيرة التي اسمح لك بهذا الجنون.
رفعت حاجبها وردت عليه بسخرية .
شمس :أحقا .
سراج : حقا .
شمس : ألا تلاحظ بأنك تتدخل في شؤوني كثيرا في هذه الأيام، وتعطي اوامرك وكأنني سأنفذها .
سراج : وأنتِ ألا تلاحظين إنك لا تسمعين الكلام، وهذا يغضبني كثيرا ويجعلني أخرج عن طوري (بيعصبني وبينرفزني ،ويخليني أخرج عن شعوري.)
شمس : مشكلتك يا سراج أنك تصدق نفسك بأنك بتّ وصيا عليّ وأنني من الممكن أن أسمح لك بالتحكم في حياتي.
سراج :فعلا كلامك صحيح لأنها الحقيقة ، أنا زوجك ، ولي حكم الطاعة عليكِ وأنتِ عليك تنفيذ أوامري.
إقتربت منه هامسة بجانب أذنه.
شمس : وكأنك تعيش في القرون الوسطى زمن جدي وجدك، الآن هناك حقوق للمرأة، والدنيا تغيرت،أعذرك حقا فأنت متأثر بعادات الغجر.
إبتسم وإتسعت إبتسامته حتى قهقه عاليا وأردف.
سراج :ما لا تعرفينه عزيزتي، أنني ذو جذور غجرية.
رفعت حاجبها تنظر له بإستهجان.
سراج : ألم أقل لكِ سابقا أنّ جدتي والدة أبي غجرية؟
رجعت شمس بذهنها إلى حديثها مع نجاة وتذكرت حكاية جده،ففاجأته قائلة.
شمس : أنت لم تقل لكن انا اعرف أنّ جدتك غجرية، وأعرف حكايتها كلها مع جدك.
نظر لها وإبتسامة جانبية تزين وجهه.
سراج : يبدو أنكِ تتابعين أخباري يا شمسي.
شمس :لا تنغر بنفسك كثيرا، المربية حكت لي حكايتهما قبل ما أتعرف عليك.
سراج : أتقصدين قبل أن تحاولي قتلي.
تجهم وجهها عند ذكره الأمر وندم هو عندما شاهد إختلاجات وجهها.
شمس : عن إذنك.
أمسك يدها مانعا إياها من الرحيل.
سراج : أعتذر منك، لا تغضبي أرجوكِ. .
شمس : لست غاضبة منك، أنا غاضبة من نفسي، وكلامك الآن أكد أنّ ما حدث سيبقى حاجزا بيننا .
رقص قلبه طربا وأردف بحنو.
سراج : بيننا! أهذا يعني أن لي في قلبك مكان يا شمسي.
شمس : وما الفائدة من ذلك، قلت لك الأمر (صعب) .
سراج :لا شيء (صعب) في الحب، إنها طعنة الحب التي خطفت قلبي، وجعلته ملكك، الطعنة هذه هي سبب وجودك في حياتي، بسببها قلبي يدق فوق معدله الطبيعي.
لم تستطع النطق بحرف من سحر كلماته.
قرب وجهه من وجهها وهو ما زال ممسكا بيدها يضغط بحنو ورقة، يمرر إبهامه على يدها.
سراج : شمسي، جهّزي نفسك سآتي لإصطحابك عند الساعة التاسعة سنذهب لتناول العشاء سويا، ونتكلم ، أهذا ممكن.
هزت رأسها مسحورة بقربه وأنفاسها تكاد تنقطع من شدة توترها وأردفت.
شمس : حسنا .
إقترب منها فأغمضت عيناها قبّلها على جبينها بعمق قبلة أرجفت أوصالها، ورحل من أمامها مبتسما ظافرا.
دخلت هدى المنزل منهارة، تشهق من شدة البكاء،نظر والداها لها بجزع، أغمض والدها عينيه بأسى، لحقا بها، إستوقف محمد زوجته ودخل غرفتها وعيناه تشعان حزنا لألم إبنته، وجدها مستلقية على بطنها غارزة وجهها في وسادتها تحاول كتم شهقاتها، جلس بجانبها يداعب شعرها بحنان، تركها تفرغ ما في قلبها علها ترتاح، إلى أن طال بكاؤها.
محمد : هدى حبيبتي، أنظري إليّ.
رفعت وجهها نحوه، نظرت له بأعين باكية متألمة، فتح ذراعيه لها توسدت أحضانه بلهفة، أغرقها بوابل من القبل أعلى رأسها، ضاغطا على جسدها، ولكم أحست بالأمان بين أحضانه فغفت ودموعها على خديها هاربة من ألم قلبها سعيدة بحنان لم ولن تشعر به مع حبيبها ومن إختاره قلبها. تنهد محمد بحزن لحال إبنته وعندما تأكد من غرقها في نوم عميق، وضع رأسها برفق على الوسادة ودثرها بالغطاء جيدا، قبل جبينها بحنو، وخرج مغلقا الباب على مهل إلى أن غابت عن أنظاره.
توجه نحو غرفة المعيشة حيث زوجته تنتظره بتوتر، نظرت إليه برجاء عله يطمئنها عنها ، فهو الوحيد الذي تفصح له هدى عن مكنوناتها لقربها وحبها الشديد لوالدها.
منال : ماذا قالت لك؟ ماذا فعل لها؟ أخبرني يا محمد، ارح قلبي.
اردف محمد والوجوم يكتسح معالمه.
محمد : لم تتكلم، لم تتوقف عن البكاء إلى أن نامت في أحضاني، أتركيها نائمة وعندما تستيقظ تخبرنا .
منال : إلى متى يا محمد؟ أسنترك إبنتنا تتألم بهذا الشكل؟ إنها تذوب أمام أعيننا، ما هذا الحب الذي يعذّب صاحبه؟
محمد : سأخرجها مما هي فيه، سأتكلم معها وإن لم أجد نتيجة، سأفسخ هذه الخطوبة بالقوة إن أضطررت.
منال : وابنتك ستصبح مطلقة يا محمد.
محمد : ألا ترين يا منال كيف أصبحت هزيلة بائسة وكأن الدهر اكل عليها وشرب سنخسرها إن لم نتدخل، مطلقة مطلقة ولا أن تعيش طوال عمرها مكسورة وحزينة، ولآخر يوم في عمري سأدعمها هي وأخيها ، إنهما حياتنا يا منال، إنهما فرحة عمرنا، وانا من سيقف في وجه ذلك الرائد إما أن يعرف قيمتها، أو فليذهب كل واحد في سبيله.
منال : فليرح الله قلبك يا هدى يا ابنتي.
سمعت صوت جرس الباب، تأكدت من مظهرها أمام المرآة، وأسرعت نحو الباب، فتحته رفرف قلبها كعصفور صغير ما إن وقع نظرها عليه، واشتمت رائحة عطره الأخاذة،(طعنة العشق بقلم بشرى أبو غيدا) أما هو لمعت عيناه ببريق العشق وزادت دقات قلبه أضعافا نظر لها من رأسها حتى أخمص قدميها وقد سحر بها فهي كتلة من الإغراء آية من الجمال والبهاء بفستانها الذي يحدد تفاصيل جسدها المتناسق يظهر كتفيها بسخاء، وشعرها الكستنائي القصير مصفف بعناية أعطاها طابعا شيقا يليق بشخصيتها ، ومكياجها الهادئ الذي أضفى جمالا فوق سحرها ، طغى السكون للحظات داب كل منهما في سحر الآخر،حمحم قائلا
سراج : كل هذا الجمال من أجلي .
إستيقظت من هيامها على غزله الصريح وإكتسحت حمرة الخجل وجهها، أمسك يدها مقبلا إياها بلطف جعلت ماسا كهربائيا يسري في عامودها الفقري أشارت له بالدخول قائلة.
شمس : تفضل.
سراج :إن كنت جاهزة فالأفضل أن نذهب.
ردد سراج في عقله
سراج : بجمالك هذا ورقتك وأنوثتك وفي شقة لوحدنا، لن نخرج بعدها أبدا.
شمس : انا جاهزة.
تنحّ جانبا مشيرا لها بالتقدم وما زال محتفظا بيدها.
أنت تقرأ
طعنة العشق
Romanceظنته قاتل والدها، طعنته بكل ما تحمل في قلبها من ألم لفراق أغلى الناس لديها، لكن كان عليها تحمل نتائج فعلتها، ليولد بعد تلك الطعنة حب وعشق كبير، لكن يا هل ترى سيدوم أم أن للبعض رأي آخر، فلنرى سويا