" لقد عدت " أنزلقت هذه الكلمة من لسانه ليضرب صوته الجدان ويعود إليه كصدى ، لقد إعتاد نطقها كغيرها من الجمل الأساسية
دلف غرفة المعيشة وقعت عيناه فور دخوله على الصورة الكبيرة المعلقة على الحائط أمامة مباشرةرجل في أواخر الثلاثين ذو ملامح حادة بشعر أسود بدأت شُعيرات بيضاء تنبت بين ثنايا شعره يجلس على كرسي بزية التقليدي وبجوارها أمرأة في منتصف الثلاثين بشعر أسود طويل وملامح جميلة تبتسم ببشاشة ، ترتدي زي تقليدي ، يقف خلفها صبي صغير بفم مزموم يتضح من منظرة أنهماكه في الثبات فهو يقف على رؤوس أصابعه حتى يظهر في الصوره على يمنيه يقف صبي طويل القامة بشعر طويل مربوط كلاهما يرتديان الزي التقليدي
صورة يراها كمشهد سنمائي في كل مرة تقع عيناه عليها
صورة التقطت قبل يوم من وقوع الكارثةعبس بحزن فهو عبثًا يحاول نسيانها ، بالرغم من تجديد المنزل الا أن لا تزال بعض تلك اللطخات السوداء على السقف
رمى نفسه على الأريكة بإهمال وضع ذراعه فوق عينيه ، دقائق صامتة بطيئة ثقيلة بالذكريات الأليمة ، وقف وهو يخلع عنه قميصه ويلقيه في سلة مملوءة بكومة من الغسيل المؤجل ، تابع سيره وهو يدخل مطبخه فتح الثلاجة الفارغة إلا من ثلاث بيضات وبعض من الطماطم التي معضمها قد فسدت أخرج بيضة وهو ينبه نفسه بأهمية التسوق وإلا سيتضور من الجوع قريبًا ، أعد له وجبة بسيطة وضعها على طاولة الطعام ، نظر أمامه للكراسي الفارغة وصحون الموزعة أمامها ، تناول القليل فقط وترك فائضًا في طبقة ، ومع مرور كل هذا الوقت إلا أنه يحبذ التناول في مجموعة لكنه لن يطلب ذلك بنفسه ، أمسك طبقه ثم فتح باب منزله ، وضع الطبق على الأرض ثم دخل وأغلق الباب ، راقب بهدوء الخارج ، لقد أعتاد وضع ما يتبقى من طعامه للقطة التي أصبحت تزور منزله ، كان يستمتع بجود روح أخرى تشاركه وجبة ما حتى ولو كانت هذه الروح مجرد قطة ضآلة ...تُشيح بيدها أمامهن بعصبية بغيت أبعدهن عنها ، وهي تقف بحزم أمام تلك الفتاة الساقطة ويدها تمسح الدماء النازفة من شفتها السفلية
الفتاة وهي تنهض وتلعق ما نبقى من دماء : ما مشكلتي معي يا هذه !
ساكرا بغضب : لا تتظاهري بالجهل أمامي وأنتي تعلمين ما هي مشكلتي
الفتاة وهي تنفض ثيابها : هل لكمتني للتو من أجل تاجرة الممنوعات تلك !
صرخت ساكرا بها بغضب : تحدثي بشكل مستقيم و إلا لكمتكِ مجددًا
تقدمت الفتاة منها وهي ترفع رأسها عاليًا وتضع يديها على خصرها : تسك .. لا تعلمين مع من تلعبين يا هذه لذلك غادي قبل أن ...
قاطع حديثها ركلة قوية من ساكرا ، سقطت على الأرض تمسك بقدمها بألم : هي أخبريني إذًا من أنتي
خارج الزنزانة كانت كل من إينو و تن تن تراقبان ما تفعله صديقتهم بتوتر
تن تن وهي ترخي أكمامها وتزفر : هيا بنا لقد حان دورنا