' ساعدنِي.'
__
وقوعُ جيمين منَ الأعلَى سبَّبَ حفرةً بالأرضِ، وَ لحسنِ حظِّهِ الأرضُ التِي إستقبلتهُ كانتِ غابةً تبعدُ عنْ المدينةِ مِيلينِ فلَا قلقَ منَ تعطيلِ حركةِ السيرِ أوْ قلقِ أحدِ المواطنينَ إنْ عايشَ شجارًا بينَ شيطانينِ فِي منتصفِ الليلِ.إستقامَ الحليبيُّ يدلِّكُ ظهرهُ ألمًا وَ قدْ عادَ لشكلٍ بشريٍّ طبيعيٍّ، لمْ تمرَّ ثوانٍ لوقوفهِ معتدلًا حتَّى أحسَّ بجسدهِ يدفعُ بعيدًا مصطَدمًا بالأشجارِ خلفهُ، ثمَّ بيدٍ تحيطُ عنقهُ وَ تشدُّ عليهِ.
" أنتَ ستذهبُ لغرفةِ يونغِي وَ سوفَ تكملَ زرعَ سمومكَ كالفتَى المطيعِ الذِي أنتَ عليهِ وَ إلَّا والدتكَ ستقتلُ بسببكَ، كمَا فعلَ سكانُ القريةِ منْ قبلُ."سكتَ تايهيونغ ينظرُ للمتخبِّطِ أمامهُ قبلَ أنْ يقتربَ هامسًا بأذنِهِ.
" وَ إيَّاكَ أنْ تحاولَ التذاكِي عليَّ، لأنَّكَ قدْ تفقدُ رأسكَ وَ هذَا تحذيرِي الثانِي لكَ لنْ يكونَ هناكَ ثالثٌ."
ضربَ رأسهُ بقوةٍ بجذعِ الشجرةِ قبلَ أنْ يفلتهُ، مستديرًا مستعدًّا للذهابِ.وَ منْ بينِ لهيثهِ، إلتقطَ تَاي كلماتَ صديقهِ.
" لَا تخضَع لأثان تاي."
قلبَ عينيهِ ثمَّ فردَ جناحيهِ محلِّقًا للأعلَى، تاركًا جيمين خلفهُ جالسًا بخمولٍ يحدِّقُ بالفراغِ فتأخذهُ أفكارهُ بالأحضانِ حينًا وَ يتلاعبُ النعاسُ بجفنيهِ حينًا آخرَ.__
فِي الجانبِ الآخرِ، يونغِي عادَ للعملِ وَ قدْ أشرقَ وجههُ وَ تلاشتِ معَالمُ التعبِ منهُ تقريبًا، لكنْ مَا لاحظهُ هوَ غيابُ جيمين بيومِ عودتهِ، هوَ رجَّحَ أنَّ الأصغرَ قدْ تكاسلَ عنْ المجيءِ أوْ ربَّمَا لديهِ ظروفٌ مَا.لكنْ قلقهُ تضاعفَ لمَّا إستمرَّ تغيُّبِ جيمين طويلًا، أسبوعينِ وَ لمْ يقابلهُ بأيِّ مكانٍ وَ لوْ بالصدفةِ، لذَا ظلَّ يفكرُّ بالأمرِ وَ حتَّى إتصلَّ ب تايْهيونغ يسألهُ إنْ كانَ تلميذهُ بخيرٍ أمْ لَا، وَ الأصغرُ أجابَ أنَّهُ ذهبَ ليزورَ عمَّهُ بمكانٍ بعيدٍ وَ لَا يمكنُ أنْ يتأخرَّ أكثرَ بالعودةِ.
لكنْ، عندمَا عادَ يونغِي للمنزلِ وَ شغلَّ أضواءَ شقتهِ، فزعَ لرؤيةِ هيكلٍ واقفٍ أمامَ الأريكةِ لمْ يلمحْ لهُ وجهًا وَ لَا تفاصيلًا، بلْ فقطْ هيكلًا مَا تحيطهُ غمامةٌ سوداءُ يتحرَّكُ بالأرجاءِ.
وَ شعرَ بأطرافِهِ تتَجمَدُ وَ يعجزُ عنْ الحركةِ وَ أصابعهُ إرتختِ مسقطًا حقيبتهُ أرضًا، ليلتفتَ الهيكلُ متوجهًا نحوهُ وَ يونغِي أقسمَ أنَّهُ باتَ يستطيعُ سماعَ دقاتِ قلبهِ وَ كأنَّهَا قرعُ طبولِ الحربِ، ثمَّ لمْ يدركْ متَى إسودَّ العالمُ منْ حولهِ وَ سقطَ مغشيًّا عليهِ.
إنتفضَ منْ مكانهِ يتنفسُ بقوَّةٍ، يشهقُ وَ يلهثُ وَ دقاتُ قلبِهِ تتسارعُ وَ كَأَنَّ أحدهمْ كانَ يخنقهُ وَ يكتمُ أنفاسهُ، جالَ سريعًا بنظرهِ بالغرفةِ وَ أبصرَ جسدًا متكوِّرًا حولَ نفسهِ وَ كتفاهُ يهتزَّانِ.
" م..ماء.."بصوتٍ مبحوحٍ قالَ وَ المتكوِّرُ حولَ نفسهِ رفعَ رأسهُ بوجهٍ منتفخٍ وَ عينينِ دامعتينِ، ثمَّ إستقامَ هرعًا جالبًا المياهَ، وَ عقدةٌ إحتلَّتِ مكانًا بينَ حاجبي يونغِي حينمَا أدركَ أنَّ منْ كانَ بالغرفةِ هوَ جيمين.
" مَا أنتَ؟"
إستفهمَ الأكبرُ بنبرةٍ هادئةٍ مقيمًا جذعهُ يحدِّقُ بالأصغرِ الباكِي وَ الَّذِي إشتدَّ عبوسهُ حينمَا خاطبهُ يونغِي بهذَا البرودِ وَ مستعملًا مَا.
" أنَا شيطانٌ، وَ مهمتِي قتلكَ، أنَا بالفعلِ بثقتُ سمومِي بالغرفةِ وَ بالشقةِ لهذَا كنتُ أبكِي كنتُ أظنُّنِي قتلتكَ، منَ الجيِّدِ أنَّكَ حيٌّ، لكنْ الآنَ الأمورُ ستصبحُ صعبةً، ليتكَ كنتَ تستطيعُ مساعدتِي."" إذًا الهيكلُ المظلمُ الذِي رأيتهُ حينمَا دخلتُ كانَ أنتَ؟"
تعجَّبَ جيمين وَ نفَى سريعًا، ثمَّ أردفَ.
" ربَّمَا ذلكَ منْ تأثيرِ السمِّ.."' أوْ ربَّمَا تجسُّدُ أثان بعالمِ البشرِ..اللعنة الوضعُ أخطرُ ممَّا إعتقدتُ!'
تنهدُّ يونغِي الطويلُ أخرجَ الأصغرَ منْ دوَّامةِ أفكارهِ.
" أنتَ بخيرٍ؟"" هلْ أبدُو لكَ كشخصٍ بخيرٍ؟! تختفِي أيَّامًا عنْ الفصلِ لزيارةِ قريبكَ ثمَّ تعودُ محاولًا قتلِي بلعنةِ سمومكَ وَ يتضحُ أنَّكَ شيطانٌ؟! هلْ تخفِي عنِّي شيئًا آخرَ؟"
رفعَ يونغِي صوتهُ ليزفرَ جيمين مجيبًا." لسببٍ مَا، أميرُ مملكةِ الشياطينِ الأكبرَ يريدكَ، يبحثُ عنكَ، سأخذكَ لمكانٍ آمنٍ أكثرَ و سنتحدَّثُ هناكَ."
" ماذَا عنْ هوسُوك وَ تايهيونغ؟ ألنْ يأذيهمْ؟"
وقفَ جيمين فاردًا جناحيهِ وَ متحوِّلًا لهيئةٍ أخرَى، وَ أمسكَ يدَ يونغِي يقودهُ للشرفةِ وَ طلبَ منهُ أنْ يتشبثَ بهِ." هوَ لنْ يؤذِي أتباعهُ المخلصينَ."
وَبهذَا حلَّقَ جيمين بعيدًا وسطَ صدمةِ الشاحبِ....
رأيكم بالبارت؟
أعتذر للتأخر بس كنت مشغولة بروايتي الثانية و أخيرا بعد ما أنهيتها بقدر أتفرغ لهذي❄بدي أشكركم على دعمكم لهذه الرواية و تذكروا أنه تفاعلكم يشجعني أستمر💛
توقعاتكم؟أحبّكم❤
دمتم في أمان الله 🍃
أنت تقرأ
Little Demon | شيطانٌ صغيرٌ
Fanfiction[مكتملة] شيطانٌ صغيرٌ بفصلِ الأستاذِ مِين يونغِي، غيرَ أنَّ لَا أحدَ يعلمُ وَ لَا يجبُ أنْ يعلمَ أحدٌ. لكنْ تمشِي الرياحُ بمَا لا تشتهي السفن، وَ السرُّ إنكشفَ ليونغِي، فماذَا يفعلُ شيطانٌ بعالمِ البشرِ؟ - يونمين، برومانس -خاليةٌ منَ العلاقاتِ المث...