Little Demon | شيطانٌ صغيرٌ

Twelve

' أنتَ السببُ.'
__

" لهذَا كنتُ أحظَى بهذهِ المعاملةِ الخاصَّةِ..كمْ أنَا ساذجٌ." مستلقيًا علَى سريرهِ، يحدِّقُ بالسقفِ بصمتٍ، شاردًا يفكرُّ، قبلَ أنْ يغلقَ عينيهِ متنهدًّا بإنزعاجٍ.
" تبًّا لِهذَا!"

صرخَ، يشعرُ بالغيظِ كلَّمَا تتردَّدُ كلماتُ أثانِ إلَى ذِهنه، تمَّ إستغلَالهُ، خداعهُ وَ الآنَ سيتمُ إستهلاكهُ.
" يونغِي السَّببُ! ذلكَ اللعينُ هوَ السَّببُ! كنتُ عاديًّا، كنتُ رضيعًا، كنتُ طبيعيًّا وَ هوَ دمرَّ كلَّ شيءٍ! لَو كنتُ أعلمُ فقَط أنَّهُ الفاعلُ، لقتلتهُ مباشرةً! لقدْ إنتهَيتُ.."

طرقٌ علَى البابِ، قاطعَ أفكارهُ الغاضبةَ وَ اليائسةَ، ليُقيمَ جيمين جذعهُ فيصبحَ جالسًا علَى السريرِ وَ قدماهُ تلامسانِ الأرضَ، يحدِّقُ بالبابِ يكادُ يثقبهُ منْ حدَّةِ نظراتهِ.
" هلْ أستطيعُ الدخولَ جيمين؟"

كانَ الزائرُ جونغكُوك وَ ملامحُ الحليبييِّ إرتختِ لرؤيةِ صديقهِ ينتظرُ إجابتهُ بعَينينِ واسعتينِ وَ براقتَينِ.
" جيمينِي، أنتَ بخيرٍ؟"

" كيفَ حالُ ذلكَ اللعينِ؟"
الأقصرُ تجاهلَ سؤالَ الجنرالِ الذِي إقتربَ جالسًا بجانبهِ علَى السريرِ.
تنهدَ جونغكُوك وَ أجابَ.
" لازالَ غائبًا عنِ الوعيِ، قالَ الحكيمُ أنَّهُ سيحتاجُ وقتًا حتَّى يستيقظَ وَ يعتادَ علَى هيئتهِ الجديدةِ.
ثمَّ لمَ كلمةُ اللعينِ عوضَ إسمهِ؟ ظننتكَ إستلطفتهُ وَ أخافكَ موتهُ، مَاذَا تغيَّرَ؟"

" جونغكُوك، يونغِي هوَ السببُ فِي تحويلِي، هوَ منْ تلبَسنِي وَ أنَا صغيرٌ، ثمَّ ذلكَ اللعينُ أخاهُ قدْ أخرجَهُ وَ تذوَّقَ منْ روحِي وَ دمائِي! أنَا فريستهُ الآنَ، هوَ أبقانِي حيًّا رغبةً منهُ فِي أكلِ روحِي، أمِّي، علَى الأرجحِ هيَ ميِّتةٌ الآنَ، لذَلكَ لمْ يسمحُوا لِي وَ الجحيمَ برؤيتهَا!"

يشعرُ بعينيهِ تحرقانهِ ليفركهمَا بقوَّةٍ، قبلَ حتَّى أنْ تنزلَ دموعهُ، وسطَ ذلكَ شعرَ بجونغكُوك يحتضنهُ بخفةٍ، يهمسُ بكلماتٍ تهدِّئهُ.
منذُ أتَى لهذَا العالمِ، وَ كُوك يساندهُ، يعلِّمهُ، يدرِّبهُ وَ لَا يتركُ جانبهُ، لمئاتِ السنواتِ كانَا أقربَ للعائلةِ منهمَا للزملاءِ أوْ فقطْ بنِي جنسٍ واحدٍ.

لمْ يدرِكْ جونغكُوك لمَا رقَّ قلبهُ لحالِ المهجَّنِ وَ لمَا شعرَ برغبةٍ دفينةٍ فِي حمايتهِ وَ إيوائهِ، لكنَّهُ فعلَ كلَّ هذَا وَ سيُضحِي بأيِّ شيءٍ لأجلهِ.

" سآتِي لأخذكَ الليلةَ بعدَ العشاءِ، هنَاكَ أمرٌ مشوِّقٌ يحصلُ وَ أنتَ يجبُ أنْ تعرفهُ."
حينَ همسَ الجنرالُ بهذهِ الجملةِ فِي نهايةِ حديثهِ، توقفَ جيمين عنْ مسحِ دموعهِ، يحلِّلُ كلماتهُ بحثًا عنْ إجابةٍ مقنعةٍ لتساؤلاتهِ عنْ هذَا الأمرِ المشوِّقِ.