مُعلِم الأحيَاء| تَايكُوك .

الرابع و العشرُون .

" قهوَة ، و كَعك ! "
نبسَ بهَا تايهيونغ و وضعَ القهوةَ على الطاوِلَه .

سدَ البابُ بعدهَا ، ثمَ إندفعَ نحو الدِرج الذِي كان خلفَ الباب ، و أخرَج منهَا قطعةٌ قُماشيَه .

هرول بعدهَا إلى نِهاية المعمَل ، و فرَش تلك القطعَة القماشيَه .

ثمَ جلب القهوَة و الكَعك و وضعهَا على تلكَ القطعَه ثم أشار إلى جونغكوك أن يجلِسَ مَعه .

تقدَم جونغكوك ُ نحوَه بتَردُد ، لكنهُ رضخَ لطلبهِ في نهايةِ الأمر .

عندمَا جلس جونغكوك ، قدمَ لهُ تايهيُونغ القهوَة ، و شرعَ في فتحِ غطاء الكعك .

ترسَ تايهيونغ قطعةٌ من الكعكِ في فمهِ بعدمَا أعطى جونغكوك حقهُ منه ، ثُمَ صفقَ بيدهِ لكي يُزيلَ فُتاتِ الكعكِ عن يدِه .

" كنتُ سأخبرُكَ بأمرٍ ما جونغكوك ، هل أبدَأ ؟ "

أومَئ جونغكوك برأسهِ مُوافقًا ، فسندَ تايهيونغ ظهرهُ على الجدَار و تنفسَ عميقًا .

" الأمر يا جونغكوك هو أنَ ليسَ كل ما يُقال عنهُ جيدًا يكون جيدًا .. "

قاطعهُ جونغكوك بتذمر
" و هَل ستُعطينِي دروسًا خارج الحِصة أيضًا ؟ "

رفع تايهيونغ وقتها يدهُ عاليا في الهواء ليضرِب ظهر جونغكوك بقوَة مسببًا ألمًا له
" أيها الصعلوك ، لقد أفسدتَ طعم الحدِيث
لن أكمِل ، أنهي طعامَك و إرحَل "
عبس بعدهَا .

حينها أدرك جونغكوك الموقِف الذِي وضع نفسه فيها
حَس بالذنبِ الشديد لأنهُ غممَ مهجةِ الشخص الذي يحبهُ ، فوضع الكعكًة التي كانت بيده بعيدًا ثم أطرق رأسهُ نحو أستاذهِ بغية التودد ، صنع أوجهٌ عدة بلهاء لكِي يُذهِب عبوس أستاذهِ لكن الأمر زاد الطين بِله .

" آسِف ؟ "
نبس بها جونغكوك ، لكن تايهيونغ لم يلقي بالاً لإعتذاره
" حسَن ، سأرحَل ما دمت لا تودُ الحديِث "

وقف جونغكوك بغيةَ الذهاب ، لكن يد تايهيونغ قبضَت على رسغه ، فإلتفتَ نحوه
" لقد كنت أمزح فقط ! "
قالها تايهيونغ وهو يرسم بسمةٌ بلهاء على شفتيه .

" كنت سأخبرك عن أمرٍ فلسفِي ، لا يصدقها أحدٌ غيري"
"

كنتُ سأقول لكَ أن الأمور ليست دومًا واضحَه "

" ماذا ؟؟ "

" دعنِي أشرحُ الأمر لك جيدًا جونغكوك ..
أودُ أن أخبركً أن ليست كل الأشياء التِي نراها هِي ما تبدُو عليه ، قَد نرى شيئًا جميلاً لكن خلفهُ يتخبَى القُبح
قد نرَى قبيحًا ممتلئٌ بجمال ..
وهكذا ليست رؤيتنا للأمُور هي من تُحدِد حقيقة الأمر
بَل حقيقتها هي كل شئ "
أنهَى تايهيونغ كلامهُ ، فإندهَش من جونغكوك الذي كان فاتحًا فاههُ إلى أبعد ما يُمكِن .