#كبرياء_الفراشة ❤
الفصل التاسع :
في منزل فادية والدة عبدالله...
جلست إيثار بغرفة الجلوس، تنتظر زوجها...لا تعرف لماذا لكنها شعرت بالخنقة بغرفتها، ففضلت انتظاره هنا، خصتاً و حماتها و هبة ليستا بالمنزل لحسن الحظ...تشغل التليفزيون، حتي يسليها، حتي وصول زوجها...تعلم انها مشغولة عنه بالتحضير لحفل خطوبة جميلة، لكنها شعرت بالذنب، و أيضاً اشتاقت له كثيراً فهي لم تعتاد هذا النمط من الحياة، بعد أن اعتادت قربه و دفئ احتوائه لها...تتهلل أساريرها بإبتسامة واسعة ما أن سمعت صوت الباب ينفتح، تعتدل بجلستها بتحفز منتظرة دخول عبدالله بأي لحظة.
لكن يخيب ظنها و تنطفئ ابتسامتها، ما أن رأت حماتها تدلف للغرفة بدلاً من زوجها!
تنظر لحماتها التي اقتربت حتى جلست بقربها بتوجس، لا تعلم ماذا تفعل؟...أو ماذا تفضل هي؟ هل تتركها و تدخل غرفتها؟...لكنها لا تستطيع فتلك الحية هبة تتربص لزوجها، و كلما تراه تظل تحوم حوله، تلقي حوله شباكها الماكرة...و تبدل ملابسها متباهية بفتنتها، الغافل عنها حبيبها، الذي لم يلقي عليها نظرة واحدة منذ صرحته إيثار بشكوكها تجاهها، و هو يحترم غيرتها و مشاعرها، بألا يتواجد بمكان واحد مع هبة لا تكون هي متواجدة به.اختطفت إيثار نظرة نحو فادية الصامتة، لتفاجأ بها حزينة و هناك عبرات تسيل فوق وجنتاها!
تنتفض إيثار ملتفتة نحوها، تلقي حذرها أرضاً و تسارع بالسؤال بقلق تمكن من قلبها خوفاً.
- مالك يا طنط؟..أنتِ تعبانة؟ طيب حاسة بحاجة وجعاكِ؟ اهدي يا طنط ان شاء الله خير.
مسحت فادية عبراتها المزيفة، ثم إلتفتت نحو إيثار بلهفة و هي تشهق ببكاء.
- أنا مش كويسة يا إيثار...أنا حاسة اني كبرت، و هطلع من الدنيا قبل ما أشوف ولاد عبدالله...خايفة أوي يجي الأجل قبل ما أشيلهم بين ايديا.
اقتربت منها ايثار ببطء و حذر، ثم ربتت فوق كتفاها بحنان، و هي تشعر بالتأثر الشديد.
- بعد الشر عنك يا طنط...إن شاء الله هتفضلي وسطنا لحد ما تشيلي أحفاد أحفادك، و الله الأولاد دول رزق، و لما ربنا يريد هيجوا.
نظرت لها فادية سريعاً، و هي تصيح بإنهيار.
- بس أنا مش هعيش كل ده...علشان خطري يا إيثار، بلاش خطري أنا، أنا ياما ضايقتك وزعلتك...علشان خاطر عبدالله، ريحيني و خلينا نسعى و نروح لدكتور يطمنا، في دكتور بيقوله عليه ممتاز تعالي نروحله كلنا يطمنا، و لو في أي مشكلة نحلها لحد ما يؤن الأوان.
نظرت لها إيثار بتفكير للحظات، و لسان حالها يخبرها : ولما لا؟ يمكن أن يكون هذا الطفل هو همزة الوصل بينك و بين حماتك، و ستنالي بموافقتك محبتها!
تنظر إيثار نحو فادية، بتردد لم يكد يظهر حتى إختفى إثر رؤيتها لملامح حماتها المتلهفة.
- بصي أنا معنديش مانع، هسأل عبدالله ولو وافق...يبقي نروح و نكشف، المهم تهدي و إن شاء الله خير.
- بجد يا إيثار أنتِ وافقتي؟ أنا بجد ندمانة على كل الوقت إلى ضيعته، في عند و كلام فارغ...أرجوكِ سامحيني يا بنتي.
ابتسمت إيثار بتأثر، ثم أومأت بقوة، و عيناها تمتلئ بعبراتها.
- طبعاً يا طنط مسمحاكِ، أنتِ في مقام أمي و أنا عمري ما أزعل منك مهما حصل.
- تسلمي يا حبيبتي أنتِ كمان بنت حلال و تستاهلي كل خير.
تفاجأتا الإثنتين بصوت عبدالله، الذي أخذ يصفق بمرح...بعد أن سمع أخر المحادثة، و شهد معاهدة السلام الذي وقع أخيراً بين زوجته و أمه.
- و الله أنتو الاتنين شبه بعض، تفرحوا تبكوا تحزنوا تبكوا!...نفسي أفهم الستات دول مرة.
بس أنا فرحان جداً أنكم اتصفيته، متعرفوش قد ايه كنت متأذي، و أنا حاسس أن أقرب و أغلي اتنين على قلبي، بعاد عن بعض، بس الحمد لله.
جلس الثلاث في جمع يسوده المرح، و المودة و السلام في سابقة، لم تحدث من قبل...و بعد فترة دلف عبدالله لغرفته حتي يبدل ملابسه، ثم يستريح قليلاً...فدلفت خلفه إيثار تساعده، و لكي تسأله في موضوع الطبيب.
- عبدالله...كنت عاوزة أخد رأيك في موضوع كدة.
نظر لها عبدالله بإبتسامة راضية مرتاحة.
- إسألي يا حبيبي إلي تحبيه، أنت تأمر أمر يا قمر أنت.
بادلته إيثار الإبتسامة بأخرى مترددة، قبل أن تعزم أمرها و تخبره بكلمات والدته.
بعد أن أنهت سرد ما حدث اليوم مع والدته، نظرت له بإستفهام.
- ها ايه رأيك يا عبدالله...نروح للدكتور ده، أنا عارفة طبعاً إن كل شيء نصيب.. بس علشان نريح مامتك و نفرحها، ممكن البيبي ده يقربنا أنا وهي من بعض أكتر.
نظر لها عبدالله بتفكير، و هو يحلل الأمر داخل عقله لثوان، قبل أن ينظر لها بإهتمام و يسألها.
- بعيداً عن رغبة ماما...أنتِ رأيك ايه؟ لو الموضوع هيضايقك بلاش يا حبيبتي، و نتفاهم مع ماما بهدوء.
ابتسمت إيثار ثم أجابته بعد لحظة صمت، تلاقت بها الأعين للحظات.
- طول عمري بتمنى أشيل بيبي منك يا عبدالله، يكون شبهك كدة بالضبط، و نفس شخصيتك و ثقتك بنفسك إلى بتدوبني فيك ،بس بشرط يحبني قد ما أنت بتحبني.
كشر عبدالله، ثم قطب بين حاجبيها بضيق مصطنع.
- و ليه متكنش بنت شبهك يا إيثو، تاخذ جمالك، و روحك الحلوة و قلبك الكبير إلى يساع الكون بحاله.
- صدقني مش سايع غيرك وبس.
أنت تقرأ
كبرياء الفراشة (إيثار)🌹 سمر خالد (مـكتــملة)
Romanceالملخص : احببتك حتى فاض الحب بما يكفي لأنتظر، و ما كان حبك وهمًا لأنكسر... بل كان أسمى من أن يندثر، فـ سكن القلب بالصبر ممنيًا، بذكر الحبيبة الوافية بالوعود القاسية... فالبعد صار محتمًا، و القلب ينعي باكيًا حبًا يحتضر. فرضيت بالقدر العنيد مراقبًا ال...