٣-حلم آن له أن يذوي

404 14 4
                                    

#كبرياء_الفراشة 🌷🌷
عذرًا يا بنات على التأخير 😊😊
الفصل الثالث :
بعد عدة أيام من العزاء بمنزل إيثار....
تجلس إيثار متشحة بالسواد، حولها تلتف نساء الحي بأجمعهم... يواسونهم و يهتمون بهم، كعادة ساكنِ تلك الأحياء الشعبية.
بعد فترة انفض الجميع من حولها، لم يتبقى سوى فادية التي تأتي مكرها يومياً بطلب من عبدالله... فالأن أصبح قدومه بمفرده للمنزل و صاحبه  قد رحل، لا يصح .

كان الصمت يخيم على المكان، فكل من فادية و إيثار صامتتان... لتقطع فادية ذلك الصمت بأن اردفت تسأل بعدم اهتمام حقيقي: و إنتو هتعملوا ايه بقى؟.. أقصد هتعيشوا منين يعني؟
كانت إيثار شاردة، فتنظر إلى فادية بتقطيبة.. ثم تردف بهدوء : لسة مش عارفة يا طنط.
تلوي فادية فمها بسخرية، ثم تردف : أومال مين إلي هيعرف يا بنتي؟.. هو انتو عادلكم حد في الدنيا دي بعد موت والدك؟.. لازم تفكري هتعيشي إزاي انتِ و أخواتك بعده.
تنظر لها إيثار يعينان مملؤتان بالدموع ثم تردف بعد ثوان :  شكراً يا طنط على قلقك علينا... بس اطمني أنا و أخواتي هنقدر نعيش و نقف على رجلنا و نكمل إلي بدأه بابا .

يدلف عبدالله في تلك اللحظة، فهو كان يبتاع بعض الأغراض للمنزل... و عاد بنفس اللحظة التي سألت والدته بها إيثار!
ليدلف للغرفة بهدوء ،لكنه رمى والدته بنظرة ضيق... لتردها والدته بأخرى غير مبالية، يجلس عبدالله مقابل إيثار، التي كانت تنظر لأسفل رافضة التقاء نظراتهم... حتي لا يرى الإحتياج بعيناها و الضعف، فهي مازالت تشفى من الفاجعة التي قصمة ظهرها... يستمر عبدالله على صمته ناظراً نحوها، و عيناه تجذب عيناها... لترفع عيناها عندما لم يتفوه عبدالله بحرف واحد منذ جلس، فقط تشعر بعيناه.
ليردف عبدالله بعد أن نظرت له إيثار : إيثار اعملي حسابك اننا هنتجوز انا و انتِ في أقرب فرصة... علشان تنقلي أنتِ و حازم و جميلة لبيتنا، حتى لو كتبنا الكتاب و بعد الأربعين نعمل حفلة صغيرة نعلن فيها زواجنا.
تنظر له إيثار بصمت... لم تقطعه، فقط تنظر لعيناه التي تعدها بالأمان، ثم تنقل نظرها لوالدته التى يبدو الرفض واضحاً وضوح الشمس بعيناها التى ظللت بالرفض.

لم يجد عبدالله منها أي رد، ليقف فجأة ثم يردف بهدوء : يلا احنا يا ماما... بكرة إن شاء الله هنرجعلك يا إيثار، خلي بالك من نفسك و من حازم و جميلة... لو احتاجتوا أي حاجة كلميني علي طول.
يخرج عبدالله و والدته من المنزل، ثم يستقل عبد الله سيارة والدته... حتى يقودها، و تدلف فادية بالمقعد المجاور له، ثم تغلق الباب خلفها بعصبية شديدة... و ما أن غلق عبدالله باب

السيارة، حتى باغتته فادية بحديثها : أنتَ إزاي تتكلم كدة بدون ما تأخذ رأي؟... هو مش إلى بتعزم بيه ده يبقى بيتي برده؟ عمال تأخذ قرارات من دماغك و تدبس نفسك في مسئوليات أنت مش قدها... قولي أنت هتصرف إزاي علي زوجة و أنت لسة طالب؟ و ياريتها لوحدها... لا دي ساحبة وراها عيلين!!
يمرر عبدالله يده على وجهه بضيق، ثم يردف بعصبية مماثلة : يعني عاوزاني أعمل ايه دلوقت يا أمي؟.. عاوزاني أسيبهم بعد مبقاش ليهم حد غيري؟... أسيب حبيبتي و خطيبتي إلي هتكون مراتي محتاجة هي و أخواتها و أقعد أتفرج عليهم من بعيد؟
تجيبه فادية بغضب : و احنا مالنا نشيل مسئولية كل دول ليه؟ و أنت بدل ما تتجوز و تتهنى ، تأخذ عروسة بعيلين في ديلها!
يردف عبدالله بغضب و هو يطرق بيده فوق المقود بعصبية : أعمل ايه يعني يا أمي؟... يرضي مين أنِ أسيب خطيبتي بالظروف دي لوحدها؟
تجيبه والدته سريعاً : يرضيني أنا... و لو عملت إلي في دماغك يا عبدالله و خلفت كلامي، و الله لأكون سيبالك البيت و رايحة لأي دار مسنين أقضي فيها إلي باقيلي من عمري .

كبرياء الفراشة (إيثار)🌹 سمر خالد (مـكتــملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن