١٠-رحيل

346 12 0
                                    

#كبرياء_الفراشة ❤ ❤

الفصل الأخير :
ابتسمت إيثار مبهوتة،قبل أن تنظر لفرحة أخيها البادية على وجهه بوضوح.
- ألف مبروك يا حبيبي...ربنا يقومهالك بالسلامة إن شاء الله.
نظر لها حازم بتقطيبة،قبل أن يقودها للدخول.
دلفت إيثار، و هي تشعر بضباب يلف عقلها...تشعر بالنقص و الفراغ،كأنها تسير منومة!
- إيثو حبيبتي كويس انك جيتي...كنت عاوزة أخد رأيك في شوية حاجات كدة ليوم الخطوبة،استني هروح اجيب التاب جري و اجيلك.
قالتها جميلة التي كانت تجلس بغرفة الجلوس، ثم تركتها و ركضت لغرفتها.
جلست إيثار بمقعد والدها المفضل،الذي كان يفضل الجلوس به دوماً...تستشعر أمانه ووجوده بحياتها،تشكو إليه كسرتها، و قلة حظها.

" شوفت يا بابا..من ساعة ما سبتني و مفيش حاجة حلوة في حياتي، كان نفسي تكون جنبي دلوقت تطمني بكلامك الحنين...تاخدني في حضنك و تطبطب عليا،و تقولي كل حاجة هتعدي...مش هبقي أم يابابا تخيل،مش هسمع كلمة ماما أبداً!
مش هشيل طفل من حبيبي في بطني،حتة مني ومنه...اتحرمت من الحضن ده،زي ما اتحرمت من حضنك يا بابا...ااااه ياريتك كنت جنبي يا غالي مكنش همني حد و لا خفت من حاجة، طول مانتا ساند ظهري،و حاسة اني وقت ما احتاجك هلاقيك...بس خلاص كل حاجة حلوة في الدنيا راحت،مش أنت روحت! أنا مش بعترض على أمر ربنا...بس كان نفسي أترمى في حضنك دلوقت و أبكي يا بابا "
كانت تود أن تصرخ بكل هذا،كانت تتمنى أن تبكي أن تخرج قليلاً مما بداخلها...لكن حالة تبلد سيطرت عليها جعلتها هكذا جامدة، لا تأتي بأي رد فعل...و ماذا تفعل و قد قابلها الجميع سعيد، هل تبكي و تصرخ و تعكر لهم صفو حياتهم!
دلف حازم للغرفة ،مصطحباً ريهام بجانبه التى كانت تضحك بسعادة لا توصف، فقط تشعر بها كل إمرأة علمت بتكون روح صغيرة بداخلها.
- اهي يا ستي ريهام، جبتهالك مخصوص علشان تباركلها...أصل أنا محرج عليها متنزلش من السرير أبداً الكام شهر دول.
ابتسمت إيثار، ثم وقفت و توجهت نحو ريهام المتأبطة ذراع اخيها، و صافحتها بسعادة تعادل سعادتها...فبالنهاية ،ستصبح عمة عن قريب يمكن أن يكون هذا تعويض من الله عز وجل لها!
- ألف مبروك يا ريهام، إن شاء الله تقومي انتي و البيبي بالسلامة، و يكون ولد صالح و بار.
أجبتها ريهام بإبتسامة صفراء، متململة.
- الله يبارك فيكِ عقبالك.
- لا عقبالي ايه خلاص بقي أنا هبقى عمتو قريب، و لازم أتفرغ للمنصب ده.
قالتها إيثار بمزاح، و ابتسامة سعيدة راضية.
بعد أن أنهت إيثار الحديث مع الجميع، و إختارت مع جميلة أشياء الحفل...و باركت لأخيها وزوجته، كانت بدأت تشعر لحد ما بالرضى و التقبل...شعرت بأنها بحزنها، تعترض على قضاء الله، فرضت و احتسبت.
عادت إيثار للمنزل، عندما تأخر عبدالله عليها... فقد أخبرها بإنه سيعود لإصطحابها بعد إيصال والدته...لكنه تأخر و هي تشعر بالإرهاق، فعادت هي و سوف تهاتفه لو خارج المنزل و تخبره بعودتها.
لم تكد تدلف من باب المنزل بمفتاحها، حتى وجدت هبة تختبئ، بجوار باب غرفة الجلوس تسترق السمع، تقطب إيثار بضيق من هذا الموقف السخيف...لكنها اقتربت من هبة، و ربتت على كتفها بهدوء،انتفضت هبة التي نظرت لها بضيق...لم يدوم، لتتحول نظراتها للسخرية و الشماتة.
- سمعت انك مبتخلفيش،ياعيني تصدقي زعلت عليكي...بس متقلقيش على عبودي، هشيله في عنيا!
احمر وجه إيثار بفعل الغضب،ثم نظرت لهبة بتقطيبة.
- الحمد لله على كل إلي يقسمه ربنا...بالنسبة لجوزي بقي، فمالكيش دعوة بيه نهائي انتِ فاهمة؟...عبدالله مش بيفكر فيكِ أساساً،خلي عندك دم شوية و ابعدي عنه بقى.
ابتسمت هبة بجانب فمها بسخرية،ثم نظرت لها بكره بين،قبل أن تشير لها على الداخل.
- جوزك إلى مش بيفكر فيا أساساً...مشرف مع مامته جوا بيتفقوا علي جوازه مني، علشان اجيبله العيل إلي مش هتقدري انتي تجبيه.
نظرت لها إيثار بعدم تصديق،و خفقات قلبها تكاد تظهر للعيان،من سرعة تقافزه.
- لو مش مصدقة، تعالي اسمعي بودانك و جوزك بيبيعك و يشتري الطفل،إلي هيشيل اسمه.
نظرت لها إيثار بتشتت و شك للحظة، ثم اقتربت من الباب الغير موصود جيداً...و استمتعت لما جعل نبضات قلبها تتوقف للحظة ثم تعود مختلفة، ناقصة،كأنها تبدلت، أو سرقت لكن تلك ليست خفقاتها بحضوره،و هذا ليس حبيبها الأوحد من تعاهد على الوفاء و الإخلاص إلي الأبد.
- خلاص ياماما بقي،مانا قولتلك موافق...المهم إيثار متعرفش حاجة عن الموضوع ده أبداً، و إلا اعتبري اتفقنا ملغي.
- يا حبيبي يا بني،و الله فرحت قلبي بموافقتك انك تجيبلي الحفيد إلى بتمنى أشوفه قبل ما أموت...و اطمن خالص زي ما اتفقنا.
زفر عبدالله براحة،ثم انتفض واقفاً عندما نظر لساعة يده،و وجد انه قد تأخر كثيراً على إيثار!
كانت إيثار تقف بالخارج غير واعية لأي شئ يجري حولها...تزاحمت الأصوات داخل عقلها، و ضاق صدرها بما فيه من ألم و جرح.
سارت مبتعدة عن هبة التي تنظر لها متشفية، تتخطاها ذاهبة لغرفتها، التي عاشت بها أجمل أيامها مع حبيب عمرها، الذي قايض حياته مقابل حياتها، إلتقطت حقيبة كبيرة وضعت بها ملابسها، ثم رحلت!

كبرياء الفراشة (إيثار)🌹 سمر خالد (مـكتــملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن