الفصل الخامس :
تبتسم له إيثار بسعادة ثم تردف بحماس : خلاص نروح نطلب ايدها من والدها، حدد معاها وقت مناسب و قولنا نيجي معاك في اليوم ده.
يحك حازم عنقه من خلف ثم يردف بتوتر : كنت عاوز آآآآ..أقول لعبدالله يجي معانا هناك، أنا من زمان كنت وعده لما أجي أرتبط بإلي بحبها أقوله يجي معايا لوالدها!
تصدم إيثار من حديث حازم بشدة، تصمت عازفة عن الحديث، و قلبها أعلن العصيان على تماسكها الواهي...تفقد إيثار الأبجدية ماعدة أحرف اسمه الذي يتكرر الأن برأسها كأنه لحن جميل لم تسمعه منذ زمن!بعد قليل كان الجميع قد أوى لغرفته، استعداداً للنوم...تدلف جميلة غرفة حازم سريعاً ، بدون استئذان...ثم تغلق الباب خلفها بهدوء!
يعتدل حازم من رقاده بتعجب، لينظر لأخته التى تبادله النظرات بخبث...ليحرك رأسه لها و رفع حاجبيه، علامة على سؤالها ماذا تريد؟..لتقابله جميلة بإبتسامة ماكرة، لتشرع في الحديث بهدوء : بتخطط و ترسم من غيري يا زوما؟..ماشي ماشي، ابقى افتكرها و متجيش تطلب مساعدتي في أي خطط مرة تانية.
يبتسم لها حازم بتفهم، ثم يردف ببطء : كنت متأكد انك هتكشفيني الصراحة.
تجيبه جميلة بإنتصار : كنت متأكدة انه مفيش وعد زي ده بينك و بين ابيه حازم طبعاً...بس فكرك إيثار هتوافق تكون مع عبد الله في مكان واحد؟
يتنهد حازم بحزن ثم يردف بجدية : هي ضيعت كتير من حياتها لحد دلوقت، مشكلتها انها خايفة تبص لحياتها و تكملها من مكان ما وقفت...و احنا لازم نساعدها في كدة، أنا عارف مش هتفكر حتى تروح لعبدالله و تعرفه أنها تقدر تكمل حياتها معاه.
أومأت جميلة موافقة على حديثه، ثم تضع يدها تربت على كتفه و تردف بتسأل : طيب و ايه إلي هيحصل دلوقت لما يتقابلوا؟
يصمت حازم قليلاً بتفكير...ثم يرفع كتفاه لأعلى بإستسلام، ثم يردف بهدوء : مش عارف يا جميلة...كل إلي متأكد منه إن كان لازم أكدب الكدبة دي، يمكن لما يعرف إن أنا اشتغلت خلاص و هصرف على البيت و كمان هرتبط...يفاتحها هو في موضوعهم.
تردف جميلة لأخيها تطمئنه : ربنا يقدم إلي فيه الخير يا حازم...أنا معاك في إلي عملته، خلاص بقى لازم حد يتدخل بين الإتنين دول و يحركهم شوية، إن شاء الله الموضوع يتم على خير.
يجيبها حازم بتمنى : يارب.تخرج جميلة من غرفة أخيها متوجهة نحو غرفتها، و ما أن جلست فوق فراشها حتى رأت هاتفها يضيئ...تلتقطه و تنظر لإسم سيف الذي ظهر على شاشته بحيرة، هل تجيبه...أم تنتظر للغد و تسأله عنما يريد؟..فالساعة الأن قد تخطت الثانية عشر صباحاً!
تقرر جميلة أن تجيب على إتصال سيف، فقد انتابها الفضول لمعرفة ماذا يريد الأن.
تضغط على زر الرد بالهاتف، ثم تتنحنح بهدوء و تجيبه : ألو..أيوة يا سيف أخبارك ايه؟ و عمو صالح عامل ايه؟
يجيبها سيف من الجهة الأخرى بتوتر : الحمد لله احنا بخير..و عمو صالح بيسلم عليكم واحد واحد.
تجيبه جميلة بود : الله يسلمه..يوصل.
يصمت سيف قليلاً ثم يردف : أنا أسف علشان اتصلت عليكِ دلوقت، بس الجروب بتاع الدفعة نزلت عليه حاجات مهمة المفروض نحضرها...و لقيتك قافلة كل ده مفتحتيش فيس، فإضطريت أكلمك كدة علشان تلحقي تحضري المطلوب مننا.
تضرب جميلة جبينها بكف يدها، ثم تردف سريعاً : شكراً جداً يا سيف، دانا كنت هنام و مش هفتح انهاردة خالص...الحمد لله انك اتصلت قولتلي.
يجيبها سيف بتلعثم : ولا يهمك..الحمد لله انِ مصحتكيش من النوم، آآآ..استئذن أنا بقى، تصبحي على خير.
تبتسم جميلة ثم تجيبه : و أنت من أهل الخير.
أنت تقرأ
كبرياء الفراشة (إيثار)🌹 سمر خالد (مـكتــملة)
Romansaالملخص : احببتك حتى فاض الحب بما يكفي لأنتظر، و ما كان حبك وهمًا لأنكسر... بل كان أسمى من أن يندثر، فـ سكن القلب بالصبر ممنيًا، بذكر الحبيبة الوافية بالوعود القاسية... فالبعد صار محتمًا، و القلب ينعي باكيًا حبًا يحتضر. فرضيت بالقدر العنيد مراقبًا ال...