11

69 10 0
                                    



"اذاً؟!"
ذو القامة الطويلة كان المتكلم. كلم الاخر الذي غير مئة مرة امام تلك المرآة و بدأ بالانزعاج كون لا شي ناسبه. تجاهل سؤاله فهو على علماً بما لمح له و هو مشتت بخصوصه.
" اذاً ماذا؟!"
تغابى بينما زيف الانشغال لعلا الاخر يسكت.

" بحقك يارجل. لم اراك تنظر لاحداً بتلك النظرات غيرها"
ابتسامة ساخر ارتسمت لدى نطقه الاحرف كونه لاحظ ارتباك الاخر الذي لم يكن يوماً من شخصيته.
" اي نظرات؟! فلتغلق فمك فرائحته نتنة"
استنكر و اجاب بقسوة لكن الاخر لم يكن ليستسلم.

" نظرات الانجذاب، نظراتك اللامعة لدى ابتسامتها حتى غيرتك عليها. انت مكشوف؟!"
بشاعرية مزيفة لاستفزازه نطق و نجح فهو رمى عليه اقرب شي وقعت يداه عليه. لكنه سرعان ما هدئ و اسند جسده على باب الخزانة بينما يداه خلف ظهره.

" لا اعلم يا رجل لا اريد توريطها اكثر"
كانت كلماته جادة تشرح تردده و خوفه لاول مرة.
" لما الخوف؟! تم قتل الرئيس منذُ اسبوع و لا يوجد تحقيق لانه اتخذ قراراً غبياً. اننا في مدينة جديدة و هي حتى لحقت بك بعذراً فاشل. الا ترى؟!"
بادله الجدية و حاول تزين الوضع لعلا حائط الاخر يسقط. لكنه مازال شارداً.

" انا جاسوس يا رجل...."
" ااا لقد كنت جاسوس الان انت مواطن عادي واقع بالحب"
قاطعه موضحاً له الامر ببساطة لكن عقله كثير التفكير لم يقبل.
" مازلت املك معلومات سرية و من الممكن باي لحظة ان يحدث مرة اخرى او حتى اسوء"
صمت سيطر على المكان لعدم امتلاكهما على كلاماً اضافي.

" انتِ حقاً مهوسة. لقد انتقلتِ لمدينة اخرى فقط من اجله و هو...."
اتاها صوته مؤنباً من جهة الهاتف الاخرى على تعلقها به.
" اولاً وجدت عملاً ثا..."
حاولت التستر على نفسها بكذبة مكشوفة لكنه قاطعها.
" انا من وجد لكِ عمل بعد ان قررتِ الانتقال و استقلتِ"
ذكرها بنوعاً ما من الانفعال.

" لقد اخبرك انني حزت على قلبه. ربما مع الوقت سيذوب جليد حائطه. هيا جين لا تكن سلبي"
بنبرتها المتأملة و المترجية طلبت المساندة من صديقها.
فرك جبينه باستسلام لاصرارها الذي لم يعلم بعد كيف يواجهه.

" لديكِ حتى نهاية الاسبوع ان لم يحصل شيء سينتهي مين يونغي بالنسبة لكِ. ستتركيه و تعودين. اتفقنا؟!"
بنبرة تحذير كلمها و هي بحماسها اتفقت ثم ودعته. خمسة ايام لا تعلم كيف ستجعله يعترف لكنها اخذت التحدي.

اطفئت الضوء و وضعت رأسها على الوسادة تنقلت بعقلها من فكرة لاخرى و بنت عدة سيناريوهات لما سيحصل نهاية الاسبوع. سيناريوهات لم تحمل انكسار قلبها للمرة الثانية.

اما هو على تلك الوسادة داخل تلك العتمة التي لم تنار الا بها اخذ قلبه و عقله يتصارعان. احدهما طالب بها و الاخر طالب بابعادها لحمايتها.

استيقظ صباحاً. ذات الروتين الممل و ذات الجارة الواقعة له. ليس و كانه انتقل كلياً. لقد انتقل حتى دون علمها لكنها هنا الان بجانبه و كان شيئاً لم يكن. خرج من شقته و كالعادة تزامناً معه هي.

" صباح الخير يونغياه"
نطقت بابتسامتها المعتادة و المشرقة. احكم اقفال الباب و دون النظر لوجهها تحرك الى الامام لكنه سرعان ما عاود الاستدارة لها.

"دعينا لا نرفع الكلفة. السيد مين، صباح الخير...."
" ما ادراني ربما عدم السلام مطلقاً ها؟!"
نطق معكراً صفو قلبها و دون الانتظار لاجابتها غادرها كما لو ام تكن هناك من الاساس.

كاي انسان عادي فمن المتوقع استسلامها الان. لكنها لم تطفئ نور حبه بعتمة قلبها الوحيد.

24 hour to survive || M.Yحيث تعيش القصص. اكتشف الآن