كنتِِ عاليَة جدًا بلا سمَاء ، بلَا رائِحَة، لا يتقَفّى أثرُكِ إلا كلَب ضَال ، وَ لا يشُمّ عِطرُك إلا شَيطَان ملعُون ، وَ بَين ايقَاعات الصَخب وَ ضَجّة الحيَاة ، كُنتِ انْتِ المدَار الرَاقِص ، بهْجَة الأفُق البعِيد ، وَ الأمل الوَحِيد الذِي تشَبّثت بهِ في ايّامِي المعْتمَة الدَائخَة . اسْتعِيد كُل شَيْء ، الصَحُو ، الذِهن النّاشِز ، العَيْنان المتَورّمتَان مِن عتْمَة الأرَق ، الرَقبَة المتْعَبة ، اليَد اليُمنَى التِي تكْتَظّ بالعَبث ، وَ الوِحدَة العَجيبَة التِي تتفَحّص أعمَاقِي المضْطرِبة برعُونَة ، لأكتُب وَ أتلاشَى نهَاية كُلّ مسَاء ..