قصر ريتشموند –لندن- انجلترا
04 سبتمبر 1568
"مارغريت." صاحت إليزابيث، ودخلت وصيفتها بخطوات سريعة.
"جلالتك." قالت بينما انحنت أمامها.
"اقتربي مارغريت، اجلسي بجانبي." ربَّتتْ على المكان الفارغ بجانبها على الأريكة.
تحولت نظرات مارغريت إلى الاستغراب وتردَّدتْ للحظة ثم اقتربت وجلست.
"حسنا مارغريت سأكون مباشرة، أنتِ هنا لأنَّني أحتاج شيئا." قالت إليزابيث وعقدت مارغريت حاجبيها.
"أجل مارغريت أنا أحتاج شيئا، وهذه المرة سأطلبه ولن آمركِ." أومأتْ مارغريت برأسها دهشتها تعجزها عن التلفظ بأي شيء وتساءلت إلى أين سيقودهما هذا الحديث.
"سأغادر القصر في منتصف الليل وسأعود بعد حوالي يومين."
أرادت مارغريت أنْ تسألها لماذا لكنها أمسكت لسانها متذكرة مكانتها.
أكملت إليزابيث بصوت لطيف: "لكنني لا أريد أحدا أنْ يعرف على الإطلاق، لذلك فأنا أريدك ألَّا تدعي أحدا يدخل إلى هنا مهما حدث، أخبري الجميع أنَّني لا أريد مقابلة أيِّ شخص، لن يكون هذا غريبا نظرا لتصرفاتي مؤخرا. هل ستساعدينني؟"
ابتسمت مارغريت، بإمكانها فعل هذا بسهولة: "أجل جلالتك سأساعدك."
"جيد جدا لن أنسى هذا مارغريت." ربتت على كتفها ثم تابعت: "أحضري سلة من المطبخ وضعي فيها بعض المؤن سأحتاجها، وأريد ملابس غير تلك المعتادة، جهزي لي زوج البناطيل الرمادي الذي ارتديته في رحلة الصيد الأخيرة وحذاء برقبة عالية ومعطفا طويلا بقلنسوة."
"على الفور جلالتك." قالت مارغريت بينما هبَّت واقفة وذهبت لتنفذ أوامرها.
أرادت إليزابيث أنْ يتم كل شيء بسرية فإنْ علم شخص واحد فقط بمخططاتها فهي في عداد الموتى. تعرف أنَّ لا أحد سيوافقها على قرارها، حتى وليام. وليام لن يؤذيها أبدا لكنها تعرف أنَّه لن يسبب الضرر لبلاده من أجل حمايتها.
مشكلتها تتمثل في بيتر. بيتر يعرف كل شيء دائما لذلك فالأمر يحتاج الكثير من التخطيط والحذر. ربما هو يدَّعي الولاء لها لكنها متأكدة أنَّ ولاء بيتر كشراع سفينة يتحرك باتجاه المال دائما. وهذا هو سبب اختيارها لمارغريت من بين الجميع. منذ أربعة سنوات كانت مارغريت على علاقة بأحد نبلاء البلاط والذي كان متزوجا، بيتر لم يكن عضوا في مجلسها بعد وكان يعمل لصالح من يدفع أكثر. زوجة النبيل كانت مركيزة من إسبانيا بثراء ونفوذ كبيرين، وهكذا كان من السهل جعل بيتر تحت أمرها.
أسبوع هو كل ما تطلبه الأمر ليعرف بيتر هوية الفتاة التي سرقت زوج المركيزة منها. وكالعادة فإنَّ العقاب كان من نصيب مارغريت فقط بينما استقبلت المركيزة زوجها بذراعين مفتوحتين بعد أنْ وبخته قليلا. أرادت إليزابيث الاعتراض على معاقبة مارغريت فهذا لم يكن عدلا نظرا إلى أنَّ كلاهما مخطئان، لكن حتى الملكة لا يمكنها الوقوف في وجه الطبقة الأرستقراطية إلا إذا أرادت جلب بضعة متاعب على نفسها.
أنت تقرأ
قصة ملكتين
Ficción históricaماري ستيوارت اليزابيث تيودور ملكتان... امراتان... مناضلتان شاءت الاقدار ان تكونا عدوتين لدودتين.. لكن ماذا لو لم تسر الامور بهذه الطريقة عندما تتعقد الاوضاع وتنتشر المؤامرات تكتشفان ان الكره تجاههما ليس بدافع الدين او الوطن او السياسة وانما كونهما ا...