*الفصل العاشر- *سيدة وليست آنسة-

15 4 1
                                    

طريق روتشيلد –اسكتلندا-

15 سبتمبر 1568

"وهكذا انتهى الأمر رجع كل واحد منا إلى بيته ولم نتحدث عما حدث ثانية أبدا".

قالت ماري بصوت ضاحك: "يا إلهي سيد ألاستير إن هذه لقصة رائعة، لقد حظيت بحياة مليئة بالمغامرات".

كانت ماري التي لم تنم طيلة الليل قد نهضت من فراشها قبيل الفجر وأيقظت مارغريت معها، حملتا أغراضهما القليلة وخرجتا من الغرفة حيث كانت إيلا واقفة في المطبخ الصغير تحضر بعض المؤونة، حيتهما وأخبرتهما أن ليث بانتظارهما في الخارج وأنهم سيغادرون بعد قليل.

خرجوا عندئذ إلى هواء الصباح البارد حيث كان ليث مع ألاستير -جاره الذي سيرافقهم- يركبان عربة قديمة يجرها حصانان، وقد ملئت بصناديق الخضر وبراميل التفاح.

احتضنتهما إيلا مطولا وتمنت لهما التوفيق والسلامة لعشرات المرات، ثم رددت مرارا وتكرارا كم هي سعيدة وممتنة لمعرفة فتاتين رائعتين مثلهما وكم كان حظها جيدا عندما وجدتهما خارج البستان.

في المقابل لم تجد ماري ما تقوله، كانت تدين لإيلا بالكثير، ليس فقط لأنها أوتهما وأطعمتهما، بل لأنها وعن غير قصد أطلعت ماري على معلومات سرية قيمة للغاية. ربما إيلا لا تعرف لكنها وعائلتها ربما سيكونون السبب في تغيير اسكتلندا والعالم بأسره. جعلت هذه الفكرة ماري تشعر بمشاعر غريبة.

بعدما وضعوا الأغراض القليلة في العربة والتي كانت عبارة عن فستانين من إيلا أصرت ان تأخذاهما في حال دعت الحاجة، وحزمتين من الطعام من أجلهم على الطريق. صعدت مارغريت إلى العرية وهمت ماري باتباعها عندما أوقفها صوت إيلا.

"ماريان لقد نسيت شيئا" استدارت لترى يد إيلا الممدودة وعليها دبوس ماري الفضي.

مدت يدها وأغلقت يد إيلا على الدبوس هامسة: "احتفظي به".

"لا لا يمكنني فعل هذا، من الواضح أنه ثمين جدا" جادلت.

"بلى بإمكانك وستفعلين، لقد فعلت الكثير من أجلنا هذه مكافأة صغيرة فقط" قالت ماري بابتسامة.

"بحقك ماريان لم أفعل شيئا ذا قيمة، لقد استضفتكما لليلة فقط هذا كل شيء"

"صدقيني إيلا لقد فعلت أكثر من هذا بكثير" قالت ماري بنبرة محملة بالمعاني.

"لا أفهم" قالت إيلا باستغراب.

"لا بأس، ستفعلين يوما ما. احتفظي بالدبوس إيلا أرجوك. شكرا على كل شيء وأعدك أنني سآتي لزيارتك ثانية" قالت ماري واحتضنت إيلا ثانية ثم ركبت العربة. كانت قد قطعت هذا الوعد على نفسها مثلما قطعته على إيلا ستعود إلى هنا يوما ما لكن ليس كماريان بوسي الفتاة الفرنسية النبيلة، بل كماري ستيوارت ملكة اسكتلندا.

قصة ملكتينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن