قصر ريتشموند –لندن- انجلترا
01 سبتمبر 1568
لم تخرج إليزابيث من جناحها منذ ثمانية أيام. وعدا بيتر ووليام ووصيفاتها فلم تسمح لأحد بزيارتها على الإطلاق، يأتيها بيتر بالأخبار السيئة التي ما فتئت تزداد سوء بمرور الوقت، ويصِرُّ وليام أنَّ عليها محاربة النار بالنار، لكن نارها باردة، لا تملك القدرة على إحداث أيِّ ضرر.
بعد أحداث الشغب التي تلت الإعدام العلني للخونة، اجتمع المجلس على وجه السرعة لمناقشة الوضع بينما قبض الحراس على المتمردين وأخمدوا الشغب في الخارج بسهولة.
اتضح أنَّها كانت مجرد محاولة فاشلة من مجموعة صغيرة جدا من شعب ويلز الذين شعروا بالإهانة عندما قُبِض على نبلائهم، وقالوا أنَّ إليزابيث أدارت ظهرها لأصولها الولزية. لم يختفِ التوتر والقلق من قلبها على الرغم من إصرار مستشاريها أنَّ الحادثة لا تستدعي كثيرا من الاهتمام. لكنها اطمأنت أخيرا عندما اقترح بيتر أنْ يذهب بنفسه إلى ويلز ويجمع المعلومات ويتفَحَّص حالة الشعب هناك.
انطلق بيتر على الفور وكان من المفترض أنْ يبقى في ويلز لأسبوع، لكنه في اليوم التالي أرسل برقية عاجلة لإليزابيث يقول فيها أنَّ الأمور تبدو هادئة وجيدة في ويلز ولكنه يحتاج الذهاب إلى الشمال لأمر طارئ، لم يحتوِ الخطاب على تفاصيل بشأن هذا الأمر الطارئ لكنه قال إنَّه سيرسل معلومات فور حصوله عليها.
لم تصل أية رسالة بل عاد بيتر بنفسه بعد أربعة أيام. كانت إليزابيث في غرفتها الشمسية عندما أعلنت وصيفتها حضوره، انحنى وحياها بأدب، لم ترد إليزابيث التحية بل قالت بنفاذ صبر: "أين كنت؟ هل ذهبت إلى اسكتلندا؟"
كان مظهر بيتر يدل على أنَّه جاء للتو من رحلة طويلة ومرهِقة، هز رأسه بالنفي وقال بصوت لاهث: "لا في الواقع لم أصل إلى هذا الحد، توقفت في يورك* وكان هذا كافيا، كنت على وشك التوجه إلى اسكتلندا لكن عصافيري أكدوا أنَّ الأخبار صحيحة ولا داعي للمزيد من السفر."
"لديك أخبار إذن؟! لمَ لمْ ترسل رسالة؟" قالت إليزابيث بحدة.
أخفض بيتر عينيه وقال: "لأنَّها أخبار سيئة جلالتك وأحتاج لأنْ أعلمكِ بها شخصيا."
شعرت إليزابيث بضربات قلبها تزداد لكنها حافظت على ملامح وجهها ثابتة بينما حضرت نفسها لسماع ما لديه وقالت: "أخبرني."
"ليست هناك أيُّ علامات تدل على إمكانية قيام ثورة مسلحة، لكن هناك تحريض ضدك. بطرق غير مباشرة يحاول أشخاص قلب الشعب عليكِ."
"من؟ وكيف؟"
"الخطب الدينية والتلاعب بأفكار عامة الشعب. أما عن الشخص المسؤول فهو الراهب جون نوكس."
هبت إليزابيث واقفة وصاحت: "جون نوكس؟! إنه اسكتلندي، ما شأنه بي؟ لقد كان يقف ضد ماري ستيوارت يوما، لكن موقفه كان واضحا. أراد دولة بروتستانتية وماري كاثوليكية. لقد حصل على مراده، لمَ قد يسعى للإطاحة بي الآن؟"
أنت تقرأ
قصة ملكتين
Fiction Historiqueماري ستيوارت اليزابيث تيودور ملكتان... امراتان... مناضلتان شاءت الاقدار ان تكونا عدوتين لدودتين.. لكن ماذا لو لم تسر الامور بهذه الطريقة عندما تتعقد الاوضاع وتنتشر المؤامرات تكتشفان ان الكره تجاههما ليس بدافع الدين او الوطن او السياسة وانما كونهما ا...