*الفصل الثالث عشر- *من يحتاج من؟-

10 2 0
                                    

مدينة غلاسكو –اسكتلندا-

21 سبتمبر 1568

استغرق الأمر ثلاثة أيام حتى يعقد اجتماع النبلاء. على ما يبدو فإيرل أبردين كان في رحلة إلى الشمال واستغرق وقتا أكثر من المتوقع ليصل إلى غلاسكو. توقعت ماري أن إيرل دندي سيرسل وريثه أو أحد ممثليه لكن رسالة وصلت إلى منزل السيد ألكسندر مالكوم ليلة البارحة يعلمه فيها جيمس دونالد بقدومه ناشدا ضيافته. وبالطبع هذا أحد أسباب تأخر الاجتماع فسفر عجوز يستغرق وقتا أكثر من المعتاد ويحتل مكانا أكبر أيضا كما لاحظت سيينا مالكوم التي اضطرت للتضحية بجناحها الخاص وتقديمه لضيفها عندما وصل فجر اليوم.

كان إيرل أبردين قد أمضى الليلة في منزل السيد مالكوم أيضا بينما قرر نبلاء إنفرنيس الثلاثة المكوث في فندق في المدينة حتى لا يلفتوا الأنظار. أخبر ألكسندر ماري أنَّ لا أحد من المدعوين يعلم أنَّها هنا إلا جيمس دونالد الذي لمحت له ماري بوجودها وعلى ما يبدو فقد فهم العجوز التلميح نظرا لكونه تكبد عناء المجيء بنفسه.

لم تغادر ماري جناحها منذ مساء البارحة، أمضت الوقت ترسم خططا وتكتب ملاحظات وترتب أفكارها من أجل الاجتماع. كانت قد استيقظت فجرا بسبب الضجيج الذي سببه وصول إيرل دندي مع عشرين من جنوده وثمانية خدم وثلاثة مرافقين وعدة صناديق محملة بأشياء ادعى أنه لا يستطيع السفر بدونها.

كانت الشمس قد ارتفعت قليلا في الأفق ولكن المدينة لا تزال نائمة عندما سمعت ماري صوت طرق على الباب بينما تتناول فنجانا من الشاي أمام النافذة المفتوحة. سمعت صوت خطوات أقدام وعرفت القادم قبل أن تستدير لتراه. تقدمت سيينا مالكوم منها وعلى وجهها علامات الإرهاق والتعب، كانت قد تخلت عن مشيتها المستقيمة الواثقة وبدت وكأنها تكافح للبقاء على قدميها وسرعان ما رمت بنفسها على أقرب مقعد وأغمضت عينيها.

"أكره ذلك العجوز" قالت بسخط، على ما يبدو فإيرل دندي قد استهلك كل طاقتها وصبرها.

ضحكت ماري وتقدمت لتجلس على المقعد المقابل. في الأيام الماضية خلقت علاقة صداقة متينة بين ماري وسيينا مالكوم. بعد الوقت التي قضيتاه معا والنقاشات التي خاضتاها وجدت ماري أنَّ سيينا هي ذاك النوع من النساء التي تحتاجه بجانبها طيلة الوقت، وحسبما لاحظت فألكسندر مالكوم يعلم أنَّ زوجته أكثر بكثير من مجرد وجه جميل وآداب راقية، فسيينا كانت حاضرة في كل اجتماع وحديث خاضوه في الأيام الماضية ورأيها كان ذا عون عظيم وماري تقدر هذا كثيرا.

"كوني شاكرة أنَّ هذه مجرد زيارة خفيفة، لقد اعتاد أن يأتي إلى القلعة في إدنبرة كل عيد ميلاد جالبا كل حاشيته معه" قالت ماري متذكرة تلك الأيام.

"شكرا على التحذير سأتأكد من رفض دعوتك لقضاء عيد الميلاد القادم في إدنبرة" ردت وارتسمت ابتسامة متعبة على شفتيها.

قصة ملكتينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن