مخيم الكتيبة الأولى –خارج أسوار إدنبرة- اسكتلندا
27 أكتوبر 1568
في مركز المخيم، وسط الحراسة المشددة انتصبت خيمة مستديرة كبيرة الحجم مصنوعة من قماش القنب الأحمر الداكن، رغم ثخانة هذا الأخير إلا أنه كان بالإمكان للمشاهد من الخارج أن يرى الظلال تتحرك داخل الخيمة على ضوء الشموع.
في الداخل وقف رجال تشي مظاهرهم بكونهم رجالا نحتتهم الحروب والمعارك، أغلبهم على الأقل، ففي المقعد ذي الظهر العالي في الطرف الخلفي للخيمة جلس رجل نحيف الجسم وجهه بيضاوي ولديه لحية خفيفة، أنفه رقيق وحاد وعظام وجنتيه بارزتان، تدلت بضعة خصلات من شعره القصير الداكن على جبهته وتحركت مقلتاه الداكنتان حول المكان بحماس واضح. كان من الواضح أنه رجل سياسة وجلوسه في وسط معسكر مرتديا ملابس جلدية ودرعه الفولاذية موضوعة إلى جانبه لا يغير هذا. خلفه إلى اليمين وقف رجل آخر أكبر عمرا بوجه مستدير وجسم ممتلئ قليلا لحيته السوداء تخللتها خصل رمادية واختفى شعره تحت شاش أسود مثل ملابسه. لن يحتاج الرائي إلى التفكير ليعرف أن هذا الرجل راهب بروتستانتي.
أمام المقعد وقف ثلاثة رجال آخرين، أحدهم ذو جثة ضخمة وهيئة مهيبة يتحدث بصوت غليظ مليء بالسخط، كان الثاني قصيرا ببطن منتفخة ووجه محمر ذي شارب كبير يمشي في المكان ذهابا وإيابا بقلق واضع. أما الثالث فبدا وكأنه قد نحت من صخرة جليدية، وقف الرجل ذو القامة الطويلة والوجه الحليق ذي القسمات القاسية بكتفين مرتفعين ويداه متشابكتان خلف ظهره بينما رمق الآخرين بعينين باردتين.
"أنا أقول لك لسنا مستعدين، لقد وصلنا اليوم فقط، الرجال لم يرتاحوا بعد" قال الرجل الأول مجادلا.
"جنرال غراهام، الرجال مستعدون يجب أن يكونوا مستعدين، هذه هي الحرب" أجاب الرجل الجالس على المقعد.
"سموك" قال ذو الوجه المحمر وقد توقف عن المشي "الفوز من نصيبنا بالفعل لم علينا إذن أن نسرع ونخاطر بفقدان مزيد من الرجال".
"من الأفضل أن تلتزم الصمت دارل، أنت السبب في كل هذا" أجاب دوغال غراهام.
"أنا؟" صاح دارل "كيف هذا؟".
"لواء دارل" قال الجالس على الكرسي "لو أنك دربت رجالا أكفاء جسديا وعقليا نجحت أختي في الهرب ذاك اليوم في أنان ولكنا تفادينا كل هذه التعقيدات".
"إيرل موراي لقد اعتذرت مرارا وتكرارا، لو علمت هويتها ذاك اليوم لما..."
"النقيب إيان فريزر، ذاك الذي يقود جيوش عشائر المرتفعات شمالا ضد قواتنا بينما نتحدث ألم يكن ضمن كتيبتك؟ ألم يهرب في نفس الوقت الذي هربت فيه ماري؟" سأل الراهب بصوت ماكر.
"ابق خارج هذا نوكس" هدر دارل بغيظ.
"ما حدث قد حدث" قال الجنرال دوغال غراهام "لنعد للمسألة التي بين أيدينا"
أنت تقرأ
قصة ملكتين
Fiksi Sejarahماري ستيوارت اليزابيث تيودور ملكتان... امراتان... مناضلتان شاءت الاقدار ان تكونا عدوتين لدودتين.. لكن ماذا لو لم تسر الامور بهذه الطريقة عندما تتعقد الاوضاع وتنتشر المؤامرات تكتشفان ان الكره تجاههما ليس بدافع الدين او الوطن او السياسة وانما كونهما ا...