علامات الظهور

54 25 1
                                    

العلائم غير عادية

إن حدوث علائم الظهور هو كحدوث بقية الظواهر الطبيعية تابعة لنظامها في الكون، لكن بعض الروايات تحدثت عن وقوع بعض هذه العلائم بصورة غير الطبيعية حتى أن من يسمع بها يتصور أنها وقوعها يتوقف على إعجاز خارق للعادة، فعلى نحو المثال: طلوع الشمس من المغرب أو الصيحة التي تسمع في السماء، فإن ما يفهم من ظاهرهما أنها لا تتحقق إلا عن طريق الإعجاز، وحدوثهما عن مجراها الطبيعي قضية غير معتادة. نعم، لعل بعض العلامات لها معنى كنائية وأنها غير صريحة، وتشير إلى قضايا لا تحدث بمجراها الطبيعي.

الجدير للذكر أن هناك احاديث كثيرة وردث في كتب الحديث والروايات عن علائم الظهور، ولكن بما أن سند أغلب هذه الروايات ضعيف، فلا يعول عليها، ومن ناحية الدلالة غير منسجمة أيضاً.

يبدو أن أهمية القضية المهدوية من جهة ورغبة المسلمين الشديدة للاطلاع على كيفية تحقق الأحداث في المستقبل وظهور علائم الإمام المهدي (عج) من ناحية أخرى تسببتا أن يستغل حكام الجور وأعداء الإسلام هذا الموقف وأن يقوموا بتصحيف وتحريف الروايات لمصالحهم السياسية.

فالآن نواجه مجموعة من الروايات الصحيحة وغير الصحيحة حول علائم الظهور، ولم تكن بمأمن من يد التحريف والتزييف، وللأسف هناك كتب ألفت في هذا المجال فإما جهلاً أو تحنناً أو تعمداً قامت باختلاق بعض القضايا.

وبما أن هناك روايات صحيحة ومتواترة وردت حول علائم الظهور فلا يمكن أن يشك في جميع الروايات الواردة تحت ذريعة أن هناك روايات موضوعة ومزيفة وردت في الكتب والأخبار أو وجود أشخاص يدعون المهدوية بالكذب، فيتم طرحها وإسقاطها من درجة الاعتبار.

ملاحظة مهمة

عموماً فإن بعض علامات الظهور واضحة الدلالة والمفهوم، ومجموعة أخرى من هذه الروايات مبهمة ومجملة وغير واضحة فضلاً عن كونها معقدة. فقد أورد في الأونة الأخيرة العديد من مفكري ومؤلفي المتأخيرين أي العصر الحديث هذه الروايات في تأليفاتهم، وقاموا بتفسيرها وفق وجهة نظرهم وبناء على آرائهم الشخصية.

لكن يبدو أن هؤلاء المفكرين والمؤلفين ما تمكنوا من إثبات تفاسيرهم وآرائهم حول هذه الروايات وفق المنهاج العلمية والتاريخية، فلا يأخذ برأيهم وتفاسيرهم؛ إذ أن لا يفهم من تلك الآراء ما هي حقيقة الأحداث التي ستحدث، والله ورسول والأئمة هم أعلم بحقائق الأمور.

على سبيل المثال هذا نموذج خلافي حول ما ورد عن علائم الظهور:

ورد في الإرشاد للشيخ المفيد عن علائم الظهور: "...ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة....".

إن الأتراك في الوقت الراهن يسكنون في إيران وشمال العراق وتركيا و القوقاز وأذربيجان فلا يعلم المقصود من الترك أياً من هؤلاء؟وكلمة الجزيرة الواردة في العبارة المتقدمة لها مصاديق عديدة، ولا يعلم أي جزيرة يقصد منها؟أما الروم فهي تشمل قارة أروبا في الوقت الراهن، وقارة أروبا هي تتكون من عدة دول، وأغلب هذه الدول كانت داخلة في حدود الروم في العهد القديم.من جهة أخرى الرومان الذين أتوا لغزوة مؤتة وواجهوا المسلمين سكنوا الأردن وفلسطين، فهل المقصود من الروم إسرائيل؟وقد يقصد من كلمة الروم هي أمريكا؛ لأن أغلب الأمريكيين هم الأروبيين الذين هاجروا إلى القارة الأمريكية.وقد ورد كلمتي المشرق والمغرب كثيراً في الروايات المرتبطة بالظهور خصوصاً تشير إلى بعض علائمه، فالسؤال الذي يطرح في المقام هو: ما المقصود من المشرق والمغرب؟ فهل المشرق هو الشرق الأدنى أم الشرق الأوسط؟ وهل المقصود من المغرب هو الغرب أم المغرب العربي الذي يشمل ليبيا وتونس والجزائر ومراكش؟ فأي دولة يقصد منه؟وكذلك ورد في الرواية: "ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟" فما المقصود من بني فلان؟ ومن هم هؤلاء؟ فقيل أنهم بنو العباس، وكما هو المعلوم أن حكمهم انتهى سنة 656ه. وبما أن بعض حكام الدول العربية ينتمون إلى بنو العباس في نسبهم، فهل يمكن أن يقدر هؤلاء ببني فلان الذين ورد ذكرهم في الرواية المذكورة؟

فإن من الصعب أو حتى من المستحيل معرفة الأسماء والأماكن التي وردت في الروايات لما فيها من رموز والتباسات، فالأفضل أن تأخذ بها كما وردت في الروايات، حتى تفسرها الأحداث التي تجري في المستقبل وتكشف عن أسرارها وتبين مصاديقها كما ينبغي بها.

♡♡♡♡♡♡♡♡
كل شي منقول

مهدي الامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن