فتاة مهداوية

39 13 0
                                    

قصص لقاء صاحب الزمان
عرفت فاطمة أنها يجب أن تسلك طريقا اخر لكن ماهو ؟ لم تكن تدرك ذلك .... مرت الايام وفاطمة تقرأ الادعية وتسمع .. ذات مرة كانت تسمع السيد محمد رضا الشيرازي كان يتحدث عن الامام المنتظر عجل الله فرجه قصة عن احد الاشخاص الذي ظل الطريق في الحج وتوسل بالامام صاحب الزمان كان السيد يقول اذا ناديت من اعماق قلبك یا مهدي ادركني فأن الامام المهدي عج سيأتي لينقذك لم تكن فاطمة تعرف الكثير عن امامها الثاني عشر لكن الطريقة التي كان يتحدث بها السيد الشيرازي وكم كان يعشق هذا الامام الغائب ويتحدث عن الارتباط المباشر به آثار فضولها لتكتشف اكثر واكثر عنه كانت تشغلها هذه القضية كثيرا ... وبدأت فاطمة بقراءة الكتب نعم هي لم تغير من ملابسها لانها ليست جريئة لتفرض شيئا على والديها لكنها كانت تسمع منهم وعودا كثيرة في كل سنة عن انهم سيسمحون لها بأرتداء الجبة السنة القادمة ووثقت بتلك الوعود ... وفي الليل دائما تنصت الى سماحة السيد الشيرازي وهو يتحدث عن أمام الزمان كانت كل كلمة ينطقها عنه تسرح بها فاطمة في مخيلتها كانت تتمنى أن تعرف اكثر واكثر كأنما سقطت في بحر كبير جدا وعميق وهي تحاول العوم في بدايته ولكن الطريق طويل .كانت فاطمة منشغلة بالمباريات اضافة الى بحثها المتواصل عن أمام الزمان عجل الله فرجه لذلك لم تنجح في مادتين وكانت تكره دراستها النظرية اخطأت فاطمة في ادارة وقتها بين التفرغ للبحث الديني والدراسة لكنها كانت تنظر الى مستقبل اخر ينتظرها حتى جاء العام الاخر وهي بحالة اخرى فقد قرأت الكثير وصارت تعرف اشياء لكن للأسف لا تغير من نفسها حتى اتى ذلك اليوم حين علمت انه تم قبولها في كلية أخرى فرحت كثيرا وتركت دراستها الحالية وفي هذا الوقت كانت مستمرة بسماع كل من يتحدث عن مولاها صاحب الزمان واكثر شخص يؤثر فيها كان السيد محمد رضا الشيرازي قدس سره وبدأت عام دراسي اخر ومجتمع اخر كانت تتأمل اليوم الذي سترتدي فيه ملابس اخرى كما وعدتها والدتها لكن مضى شهر ولم ينفذ الوعد ... لم تيأس فاطمة والحت بكل التقت بأشخاص في الجامعة اعطاها احدهم کتابا صغيرا عندما نظرت اليه فاطمة قالت " " مالجديد !! فأنا أفعل كل ما مكتوب فيه لكن ربما مظهري يجعل الناس تظن انني لست بملتزمة فأنا ملتزمة بدعاء العهد وزيارة عاشوراء " " " لكن حين امعنت النظر في الكتاب وجدت فيه " صلاة الليل " لم تكن فاطمة تصليها لكنها تعرف كيف تصلى هذه الصلاة شيء ما كان يمنعها من المحاولة ربما لانها كانت وقت الليل تشاهد مباريات وفي احد الايام وهي تسمع السيد الشيرازي كان يتكلم عن اذا اراد المرء أن يفعل شيئا فليفعله مباشرة فلربما القى الله في نفسك هذه النعمة اذا كان في شي يرضى الله فأن لم تفعله مباشرة لا تعلم متى ستموت حينها تكون خسرت هذه الهبة الالهية ....
ترى فاطمة هل ستوفق لهذه الهبة


كانت فاطمة تنتظر مباراة مهمة في احد الدوريات الأوربية لكنها كانت تنظر الى كلمة صلاة الليل وكانت في حيرة من امرها الصلاة ام المباراة ... هل سيتغلب عليها هوی النفس أم ستنفق في سبيل الله ما تحب وتحضى بالخلوة القدسية مع الخالق سبحانه فبادرت الى ترك المباراة لأول مرة ولم يكن أمرا هينا فهي معتادة على المشاهدة لكنها منذ أن وقفت على السجادة في الليل وكانت تتلو بخشوع التتقرب الى خالقها بكل جوارحها تناجي ربها ... ها انا امة الك بين يدي رحمتك..تاركة للدنيا خذ بيدي اعني على نفسي ..قربني من مولاي الهمني عشقه دلني على الطريق فأنا تائهة في هذا الملكوت لكن هذا الملكوت الرائع يأخذني الى السماء ويبعدني عن حياة الدنيا التي احياها كانت من اعظم اللحظات التي شعرت بها فاطمة ودمعت عياناها حبا الخالقها ... في ذلك اليوم نامت فاطمة بعمق وشاهدت في منامها أنها تتعرض للأذى كثيرا وكأنها في حرب وفجأة بدأت تصرخ یا مهدي ادركني .. ادركني وتبكي حتى افاقت المؤلم ووجدت دموعها تجري وكأنها حقيقة ليست بمنام فتوجهت لأمامها بالنداء تناجيه ساعدني يابن الزهراء خذ بيدي .. في اليوم التالي ايضا كانت لديها مباراة مهمة لكنها تركتها فقد شعرت فاطمة بلذة الخلوة ... آن وقت الليل ثمين فكيف تهدره على شي لا ينفعها وقفت مرة اخرى بين يدي الله وكأن قوی جذب تجر بها الى السجادة ادرکت حينها ان الامام عجل الله فرجه قد أخذ بيدها ومنحها هبة عضيمه
وعادت تسمع السيد الشيرازي كان يتحدث هذه المرة عن الوفاء للأمام كيف يكون الوفاء ..كم هي عظيمة مسؤولية كونك انسان متعلق بأمام الزمان وان المحب يطيع حبيبه في كل شيء عادت فاطمة تفكر ..نعم انا احب ائمتي لكن متى وفيت لهم ان كنت احب الحسين عليه السلام فالحسين حتى في اصعب المعارك لم يترك فرضا او يؤخره..وانا اذا مرضت اجلت الصلاة او اخرتها بعد المباراة .... ان كنت احب مولاتي زينب فزينب عليها السلام لم تترك العباءة يوما قررت أن أتغير ان يؤثر في ما احمله من عشق وعلم وارتباط بالله وبالفعل تمكنت فاطمة من ترك المبارياة ولم تعد تهتم بها لانها تهتم بأمام الزمان فقط لا غير التقت فاطمة بصديقة اخرى ايضا تحب الامام عجل الله فرجه وما جمعهم هو حب الامام ايضا .
واخيرا واجهت فاطمة اهلها بشجاعة واخبرتهم لن اخرج بعد اليوم بهذه الملابس اريد الجبة وفي اللقاء الثاني بصديقتها الجديدة التي كانت ترتدي الجبة قالت لها انا سأرتدي ايضا جبة لكن لا اعلم النوع ومكان بيعها فقامت صديقتها بأعانتها على اختيار اماكن مناسبة ولم يمضي يومان بعدها الا وقد ارتدت فاطمة الجبة كانت أشبه بحلم تحقق لها .. تغيرت حياتها واصبحت اكثر تعلقا بالله وولیه الامام المنتظر عج كانت دائما تخاطب الله بكلمات دعاء ابي حمزة الثمالي " او لعلك رأيتني الف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني " وتبكي حبا وشوقا وعودة الى خالقها وتقسم عليه بأمام الزمان أن يغفر لها غفلتها ... وتذكرت كم مرة كانت صديقتها تنصحها " من احب عمل قوم حشر معهم " كان الحديث للأمام الصادق ربما وقصيدة ابا ذر الحلواجي عندما كان يصف من يتابع المباراة ويترك احتفالات ولادة الأئمة كانت تكابر في السابق وتقول لا المشاهدة للمبارياة لكن حاليا ادركت ان هذا الوقت الثمين خسارة ان يهدر في اشياء قد تسلب العشق الالهي وتجعلها اله تتابع اشياء للغرب لن تنفعها في شيء وتبعدها عن عشق اولياء الله وامامها الثاني عشر ... وتكلمت مع صديقتها في الكلية القديمة براءة واخبرتها بما حدث لها من نعم الهية عاجزة عن شكر الله ... استمرت فاطمة بالبحث في قضية الامام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشريف وكانت تتمنى دائما أن يكون لها هدف فأن كان هدف الانسان هو الجنة فقد يغفل عن الاخطاء البسيطة في شخصيته بحجة أنه قد ينال الشفاعة أو
يتعذب مدة من الزمن في النار ثم يخرج بعدها لكن هدف الانسان أن يكون مهدويا هو محور اخر فالانسان المهدوي انسان رقیب جدا على تصرفاته في ابسطها ومرتبط بعمق مع مولاه وهنيئا له من يتعمق ليصل الى مراتب الكمال الروحي ويبعد عن الدنيا الفانية فأن سمعة الامام وقضيته يتحملها الانسان المهدوي اذا اساء التصرف سينعكس اساءته على فكر المهدوية ويقال انظروا الى المهدويين کم هم مسيئين واذا احسن فالكل سيثيره الفضول لمعرفة من هو هذا الأمام وماهي صفاته حتى يكونو محبيه بهذه الرقابة على انفسهم ماهي عظمته ماهي صفاته ..وهيبته ذابوا في عشقه ومستعدين ان يضحوا بأنفسم من اجله .

منقول
شارك الكتاب ليصل إلى عدد أكثر

مهدي الامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن