الفصل الرابع

6.7K 198 4
                                    

الفصل الرابع
           💔  وجع الحب 💔
                      روني محمد
(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )

         وما ان التفتت حتى جحظت عينيها وتلاشت ابتسامتها وحل محلها الزعر والصدمه ، شهقت بخوف وهي تتراجع للخلف و تضع يدها على فمها تكتم صرختها.....

         وقف الاخر وتفاجأ بها ايضا ، ليضحك بملئ فاه قائلا
-: كويس اننا طلعنا قرايب عشان انا ملحقتش اخد حقي منك...
       لتلتقط السكين المخصصه للطعام ، وترفعها نحوه قائله بتحدي
-: دانت بتحلم ، لو كنت فاكر ان مجيك هنا هيخوفني لا انسى دانا اقتلك ، واشرب من دمك...
         ليمسك شريف السكين ويضعها على المنضده ، ثم يسحب ورد لتجلس امام عمر على الجانب الاخر من السفره ، ليقول
-: ممكن افهم بقى في ايه ؟
    ظل الاثنان يحملقان ببعضهما ويتبادلان نظرات الوعيد بينهم ، لتقطع ورد الصمت قائله
-: خالو اتصل بالبوليس بسرعه هو ده الراجل الي خطفني وكان عاوز يموتني...
   رفع عمر حاجبه من اتهامها له ، ولم تكتفي بذلك وتطلب من والده ان يطلب الشرطه...
   نظر شريف الي ابنه بحده ليقول
-: ايه الكلام الي ورد بتقوله ده يا عمر ، انت فعلا خطفتها وكنت هتموتها..
عمر : دي كدابه ، واحده جايه ترمي بلاها عليه ، تلاقيها بتعمل الحركات دي عشان ليها غرض تاني...
شريف بحده : عمررررررررر
تجمعت الدموع في عينيها لتقول
-: ولله يا خالو مش بكذب ، هو ده الي خطفني..
امسك شريف يدها مطمئنا لها ليقول بحب ابوي
-: مايمكن واحد شبه...
  ابتسم هو بتشفي لها لتقول
-: لا يا خالو انا متأكده ، وبالأماره هتلاقي عضه انا عضتهاله في دراعه ، لما كان بيدخلني العربيه غصب عني...
   مسك شريف زراع عمر ثم شمر عن ساعده ، فلم يجد شيئا ، ثم التقط الاخر وفعل مثل الاول ، ليجد اثار اسنان على زراعه ....
ورد : شوفت يا خالو اهوه ، اثار العضه اهيه
وضع عمر يده مكان العضه ليقول بألم
-: دي كلبه مسعوره عضتني لما كنت مسافر، والحمد لله لحقوني بالمصل المضاد قبل ما اتصعر...
ورد بغيظ : تصدق انك قليل الادب ومش محترم ، انا كلبه يا سواق البهايم..
عمر بحده : تصدقي انك قليله الادب وعاوزه تتربي ، وتستهلي انك تتحبسي زي الكلاب لغايه لما تموتي...
شريف :بااااااس ولله كويس الكلام ده انتو مش عاملين ليه اي احترام خالص ، قموا اضربوا بعض احسن...
ورد بخذو : انا اسفه يا خالو ، هو الي استفذني...
عمر : مانت شايف يا بابا طوله لسانها الي عاوز قطعه...
      طالعته هي بنظرات شرسه ، تتمنى لو تنقض عليه وتخنقه بيديها لعلها ترتاح من ذلك المتعجرف....
شريف بحده : اتفضلوا افطروا وبعد الاكل انتم الاتنين قدامي عالمكتب ، لما نشوف ايه حكايه الهبل الي بتعملوه ده ....
      بدأ الاثنان في تناول الطعام ، وهما ينظران لبعضهما بكره  وفي  داخلهم يتوعد كلا منهم للأخر بالجحيم ، وكأنه يخبره ان مصيره الموت لا محاله وعلى يديه ....
         ~•~•~•~•~•~•~~•••~•~•~•~•~
        عند الين
      حبيسه الذكريات ، كيف لي ان اتخيل عالمي بدونك ، اعيش على ذكراك ، اذكر ملامحك التى فات عليها سنوات ، قد تكون تغيرت ، ولكن احمل منها ما قد يصبرني على البعاد الي ان يحين اللقاء....
كانت تجلس على كرسيها المفضل في شرفه غرفتها ، وتتناول قهوتها الصباحيه ، وتضع جوارها صندوقها الثمين لتفتحه وتلتقط الرساله الثالثه وتقرأها
     " وحشتيني يا لي لي كتير ، وحشني حبك وشكلك وحشتني ملامحك ، الي مش مفرقاني في احلامي ، انا بطمنك اني الحمد لله لقيت شغل بمرتب كويس ، وكمان اتصاحبت على مجموعه من المصريين ، كانو بيتجمعوا في كافيتريا بتاعه واحد مصري ، الغربه هنا صعبه اوي بس الي بيهونها عليه ، اني هرجع واتجوزك يا لي لي ، سامحيني انا مش بقدر اتصل عليكي كتير لان المكالمات هنا غاليه اوي ، وبعدين المكان الي بشتغل فيه ممنوع اخد معايا الموبيل ، اول ما الامور تتظبط معايا بوعدك اني هتصل عشان اسمع صوتك الي واحشني اوي ، خلي بالك من نفسك....
                         حبيبك / أدم             "
     تنهدت هي بحب وهي تقبل الرساله قبل ان تطويها وتعيدها داخل الصندوق ، وقد غزت الدموع وجنتيها اثناء قراءتها رسالته ، تشعر بتسارع نبضات قلبها المفتور ، ولكن كيف لها ان تتخلص من هذه الزيجه ، كيف تستطيع ان تقنع والدها برفض زواجها من ياسر ، كيف لها ان تخون حبيبها ادم ، طال غيابه لاكثر من شهرين ولم يرسل لها خطابا او حتي اتصالا يطمئنها عليه ، اخبرتها احدى صديقاتها ، انه من الممكن ان يكون قد تزوج من اجل الحصول علي الجنسيه ،كما يفعل الكثير لكنها كانت عندها ثقه كبيره به ، نفضت الفكره من رأسها سريعا ، ولكن سرعان ما تعود الي حيرتها ، اذا كان لم يتزوج ، اذا فاين هو طيله هذه المده كيف لا يحدثها ، او يسأل عنها ، اتصلت به مئات المرات ولكن لا يجيب ، الي ان اغلق الهاتف في احد المرات ومن وقتها لم يفتح......
فتحت موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتجد اخر صوره له منذ يومين نشرها احد اصدقاءه على صفحته ، وهو يبتسم بسعاده برفقه مجموعه من الأصدقاء ....
     كاد عقلها ان يجن من كثره التفكير ، ليقطع شرودها صوت امل لينتشلها من دوامه افكارها التي لا تنتهي قائله
-: الين تعالي كلمي بابا عاوزك....
الين بحزن : ماشي يا امل جايه ، متعرفيش هو عاوزني ليه ؟
    رفعت امل كتفيها وهي تذم شفتيها قائله
-: علمي علمك  ، هو قالي روح نادي اختك ، سألته ليه قالي لما تيجي هتعرفي  ....
  ورد : طيب وسعي كده هروح اشوفه .....
      وقفت الين لتتجه الى الغرفه حيث ينتظرها ابيها.
              ~•••~•~•~•~•~•~•~•~
في غرفه المكتب فيلا شريف
        يجلس شريف خلف المكتب  ، وامامه جلس كلا من ورد وفي مقابلها عمر وهما يتطلعان لبعضهما بكره ...
جلسا وكأنهما في تحدي ،تأهب كلا منهما للاخر استعدادا لبدء المعركه ، منتظرين اشاره البدء ،حتى ينقض كلا منهم على الأخر..
شريف : ممكن افهم بقى ايه الي حصل ، ومش عايز طوله لسان...
عمر ببرود : معرفهاش ، واحده وبتتبلا عليا...
طالعته بغيظ لتقول
-: انا عاوزه امشي يا خالو مش هعد هنا تاني مع واحد همجي زي ده....
عمر بغضب : انا همجي ولا انتي الي بتمشي ترمي بلاكي عالناس...
ورد بغضب : بلايا...  انا....  ليه مش انت الي خطفتني وكنت عاوز تموتني...
عمر : ياريتك كنتي موتي وارتحت اهو عالاقل مكنتش شوفت وشك ده تاني....
شريف بغضب : باااااااااااااااس ، اسكتو..... فهمني انت يا عمر ايه الي حصل...
ارجع عمر ظهره الي الخلف عاقدا زراعيه امام صدره ويضع رجل فوق الأخرى قائلا ببرود
-: وانا فالمطار لقيتها ماشيه تتخبط في مخاليق ربنا ، كانت بتشقطلها واحد تقريبا ، وبعدين لقيتها راميه نفسها عليه ،وعمله نفسها تعبانه ومش عارفه ايه..
رحت اخدتها اكسب فيها ثواب وودتها المستشفى سبتها ومشيت....
      كادت هي ان تجن من كلامه ، حاولت التحكم بنفسها بأقصي الحدود حتى لا تنقض عليه وتخنقه ....
شريف بحده : عيب لما تقول علي بنت عمتك كده ، وبعدين انا عارف تربيتها كويس ، فالحوار ده ميدخلش عليه...
عمر : ولله انا قولت الي عندي ، وهو ده الي حصل...
ورد : متتعبش نفسك يا خالو انا حكيت لحضرتك كل الحقيقه ، واظن انت مش هترضالي اعد مع واحد همجي وكداب زي ده في بيت واحد ، انا هلم هدومي وهعد في اوتيل لغايه لما اشتريلي شقه..
عمر بهمس : الباب يفوت جمل....
       فهمت هي ما يقول لتغتاظ اكتر وتهب واقفه ، لتنصرف ليوقفها صوت شريف قائلا
-:  استني يا ورد ، انتي مش هتمشي من هنا ده بيتك قبل مايكون بيتي ، احنا الي ضيوف عندك....
عمر بغيظ : سبها براحتها يا بابا...
شريف : عمررررر ، اسكت واعتزر لبنت عمتك حالا...
عمر بتحدي : انت يا بابا على عيني وراسي ، بس مش عمر الأنصاري الي يعتزر لواحده ست ،(ثم اكمل باستهزاء وهو يطالعها من أعلاها لأسفلها ) ده لو كانت ست اصلا....
ورد : اندفعت تخرج من الغرفه قبل ان تسمع اهانتها اكثر من ذلك....
     ليفكر شريف قليلا قبل ان يدعي المرض ويمسك قلبه بوهن قائلا
-: اااه...... يابني حرام عليك عملت كده ليه ، انا خلاص فاضلي شويه واموت ، سبني امتع عيني بيها قبل ما قابل وجه كريم ، دي من ريحه الغاليه ، انت عارف انا كنت فرحت بمجيها ازاي ، عاوز ليه تحرمني منها.....
    ثم هوى ليجلس على الكرسي ، يدعي المرض ، وهو يضغط بيده فوق قلبه...
   اندفع عمر نحوه يتفحصه ، وهو يمسك بيده الاخري يفركها برفق.....
عمر بلهفه : بابا انت كويس
شريف وهو مازال يضع يده فوق قلبه قائلا
-: روحلها يا عمر طيب خاطرها ، ماتخلهاش تمشي انا مش قادر اقوم..
عمر : يا بابا طيب طمني عليك...
شريف بتمثيل : انا هاخد حبايه تحت اللسان اهو وهبقي كويس ، اوعي تسبها تمشي يا عمر ، هموت لو حد من اهل ابوها لاقاها وعمل فيها حاجه.... روح يابني طيب خاطرها ومتخلهاش تمشي ....
عمر بنفاذ صبر : حاضر يا بابا مش هتمشي ، انا هتصرف  ..
    خرج عمر من المكتب متجها الي اعلا بعدما سأل عليها احدى الخادمات وعرف انها بالغرفه...
    ليطرق الباب عده طرقات قبل ان يفتحه بقوه....
ليجد الغرفه خاليه ، وحقيبه سفر كبيره موضوعه على السرير ، فيبدو انها حزمت امتعتها وقررت الرحيل ، سمع صوت الماء المتدفق ياتي من الحمام لينتظرها قليلا بجوار النافذه يتطلع الي الفراغ امامه....
    بعد قليل
خرجت هي من الحمام ترتدي منامه بيتيه لا تتعدى الركبه بحمالات رفيعه ، تمسك فوطه صغيره تجفف شعرها  ، التفت هو ليتكلم معها وينهي الصراع بينهم وما ان التفت حتى حبس انفاسه للحظات وهو يتأملها بهذا الشكل ، جمالها لم يكن عادي بل كان حد الفتنه ، بدءا من شعرها الذي تتمرد خصلاته المبتله على رقبتها لجسدها الممشوق ل....
لم يكمل تأمله لها لسماعه صوت صراخها بعد ان فزعت عندما وجدته بغرفتها ، ليقترب منها سريعا يكبلها بين زراعيه ، ويكتم فمها باحدى يديه ، بينما هي حاولت ان تقاومه بضراوه الي ان وقعا الاثنان على الارض ، هو على ظهره وهي فوقه، فتح شريف باب الغرفه ليتفاجئ  من منظرهم.....
         ••••••••••••••••••••••••
     عند الين
  دلفت الي غرفه والدها لتلبي ندائه لها لتقول
-: ايوه يا بابا حضرتك بعتلي...
يوسف : تعالي اعدي يا الين...
جلست هي في الكرسي المجاور له ، وهي تنصت له باهتمام ليقول
-: انتي عارفه يا بنتي انا عمري ما غصبتكم على حاجه مش عاوزنها ، بس في موضوع جوازك ده بالذات انا شايف مصلحتك الي انتي مش شيفاها وماشيه ورا وهم ، انا لما حبيت امك زمان جيت لغايه بابها واتجوزتها ، مفضلتش معلقها بيه وخلاص  .. الي بيحب حد بجد بيجي يدخل البيت من بابه...  واحنا لسه فيها لو في حد انتي مرتحاله انا معنديش مانع اقابله واشوف ظروفه ايه ولو طلع انسان كويس انا مش هقف قدام سعادتكم..
الين بامل : بس هو مسافر...
يوسف : يكلمني عالاقل فالتليفون ، وانا هفهم منه بطريقتي و هسأل عنه وساعتها هعرف اذا كان هو كويس ولا لأ....
   وقفت هي لتحتضن ابيها قائله
-:شكرا يا بابا انا فرحت اوي انك هتدينا فرصه...
يوسف : بس علله ميخيبش ظني ويطلع بيلعب بيكي ، (ثم أكمل بتحذير)  بس لو طلع مش كويس هتنسي الموضوع ده نهائي وهتبقى صفحه واتقفلت....
الين : لا يا بابا ادم حد كويس وانا واثقه انه مش هيخيب ظنك.....
          انطلقت الي غرفتها مسروره ، لتلتقط هاتفها تحاول الاتصال به ، لتخبره بما قاله والدها ، ولكن كان كالعاده مغلقا ، ولا تستطيع ان تتواصل معه....

            
                  💔وجع الحب 💔
                          روني محمد
        
            رأيكم يهمني ،،،،،،
عمر وورد هيكون ايه مصيرهم ، هيفضلوا زي القط والفار ولا للقدر رأي أخر ؟
وحدوته أدم والين الي فيها لغز اختفاء أدم هيكون نهايتها ايه ؟

              توقعتكم ؟؟؟؟
      متنسوش الفوووووووووت

وجع الحب (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن