سيجِدُ حُزنكَ مكاناً لِيُشفى فيه
لقد فقدنا الإتصال بالعالم الذي نعيشُ فيه, فنحنُ غارِقين في عالمِنا الخاص و هائمين في الهلوسة.
أُهلوِسُ بِه و غارِقٌ به .
أفكاري عالِقةٌ بِروحه و بِتُ لا أُفكر بِشيءٍ آخر غيره, فمهما كانَ ما سيشعُر بِه, أنا أيضاً أشعُر بِه...
و على فكرةِ أنهُ يتألمُ الآن, وجدتُني أنظُر بعيداً من نافِذة القِطار و أبكي لِعلمي أنهُ لابُد أن يكون حزين جداً في وقتٍ كهذا .
حينَ نزلتُ مِن القِطار, توجهتُ فوراً لِشوارع سيئول . مِن ثمةَ رفعتُ يدي لِلسيارة الصفراء التي مَرت "أُجرة!"
توقفت سيارةُ الأُجرة و باشرتُ بِركوبها , مددتُ العُنوان -و الذي حصلتُ عليهِ مِن جونغان- لِصاحب الأُجرة "هذا الطريق رجاءً"
ألقى نظرةً أولى على الورقة
"قاعةُ الجنازات؟"-أجل... إذا سمحت.
تأملَ في العنوان و هو يُهمهِم
"إنه عنوانٌ بعيدٌ جدًا, قد آخُذ مبلغاً إضافياً""لا بأس" وافقتُ دونَ تفكير .
لأنهُ بِنظري, تشانيول هو ما يُهم الآن! و أن أكون بِجواره في وقتٍ صعبٍ كهذا هو الأهم ....
كُنت أمشي بِغير ثِقة بِإتجاه قاعةِ الجنازات و التي تكونُ في مبنى خاص, فعلى ما يبدو أن مراسيم الجنازة في الكنيسة قد إنتهت مُنذ الصباح.
إنها الرابِعة بعدَ الظهيرة و هو الوقت الذي يستقبِلُ فيه أهالي المُتوفاة التعازي لا غير لِمُدة ثلاثةِ أيام في مبنى خاص بِالجنازات .
دخلتُ بِساقٍ مُرتجِفة لِلقاعة , و كانت الغُرفة الكُبرى يأكُل فيها الأشخاص اللذين حضروا الجنارة . و أظُن أن إطعام الضيوف الذين يحضرونَ جنازةً هو أمرٌ شائِع في جميع العالم , و كذلك الأمرُ في كوريا.
أما في الغُرفة الأمامية... توجدُ صورة كبيرة مُعلقة لِشابٍ في مُنتصف العشرينيات أو نهايتها , كانَ وسيمًا و لا أُنكر . لا يُشبِهُ تشانيول في شيء لكِنهُ ما زالَ وسيمًا على الأقل!
الزهور البيضاء تُزين المكان و كذلك الشموع على جانِب صورتِه .
و هُناك في الغُرفة ذاتِها... يجلُس أربعة أشخاص
إمرأة و رجُل في نهاية عقدهما الرابِع, فتاة ذات شعرٍ قصير و... تشانيول.