أركُض طوالَ اليوم مُلاحِقًا الشمس.
ظننتُ أن كُل شيء سيكونُ على ما يُرام حينَ أُعذِبُ نفسي, و أن المشاعِر -و أقصِدُ أي نوعٍ من المشاعِر- إما ستختفي, و إما ستزيد أو ستقوى!
لكِنني كُنت مشوشًا جدًا حينَ رأيتُ تشانيول أمامي, لا أعلم ما هو نوع المشاعر التي كانت تعتريني لحظتها!
هل أتسائلُ كيفَ أتى؟ كيفَ عرفَ منزِل جدتي في الريف؟
أم أسأله مالذي يُريده؟ عشرات الأسئِلة في رأسي!و تقِفُ كُلها أمامهُ هو الذي كانَ ينظُر لي بِإبتسامة جانِبية, و يجلُس على الأريكة!
"بيكهيون! تعالَ رحِب بصديقك!" تكلمت جدتي و هي تنظُر لِتشانيول بِسعادة.
"أجل..." خرجت الكلمات من فمي بِصعوبة و أنا ما زِلتُ في حالةِ ذهولٍ تامة, ما أزالُ مشدوهًا! ماذا يحدُث بِحق السماء هُنا!
إقتربت مِن الأريكة لكِنني بقيتُ بعيدًا عن تشانيول نفسه, و إنحنيتُ بِخفة "مرحباً"
"لقد إتصلَ لي بِالأمس و أخبرني أنهُ يرغبُ بِأن يأتي لِيقضي الإجازة معك! أنا سعيدة أنكَ جلبت شخصًا آخر لِيُساعدك!" تقولُ جدتي و هي تبتسِمُ بِتوسع ما إن تمحورَ الحديث عن تشانيول.
"يُساعدني؟" سألتُ بِلا فهم
"ماذا؟ من؟ هو؟!!" رفعتُ مِن صوتي و أنا أُشير على تشانيول بِمقت "ماذا يحدُث أصلاً! ماذا تفعلُ هُنا؟!"جدتي قطبت حاجبيها فورًا "هل هكذا تُعامل صديقًا أتى لزيارتِك و قضاء بعض الوقت معك عوضًا عن عائلته, أيُها الوقِح؟"
ينطُق الشيطان الجالِس على الأريكة مُتلبِسًا رِداء الملاك "كلا جدتي, لا تضغطي عليه, نحنُ مُعتادونَ على عدم التحدُث بِرسمية"
"أنتَ نبيلٌ جدًا" جدتي تبدو و كأنها رئيسة نادي مُعجبيه.
لكِن حقًا... ماذا يفعلُ هُنا!
هل هو يتجاهلُ حقيقة ما حدث بيننا؟يتناسى؟ أم نسى بالفعل؟
لأنَ ما أراهُ هُنا هو إستغفالٌ لي لا غير, هو بِلا شك يظُنني سأطلُب مِنه أن يضُمني."دعني آخُذها عنك" تقولُ جدتي و هي تُحاوِلُ أخذَ حقيبة تشانيول مِنه, فإستدركَ تشانيول ذلِك و نفى بِرأسه فورًا "كلا جدتي, لستِ بِحاجة لذلِك!"
"إذًا بيكهيون, خُذ أغراضه عنه لِلغُرفة" تحدثت جدتي, هي بِلا شك تقصِدُ غُرفتي.