أنتَ لن تكونَ وحيدًا بعدَ الآن
إنطفئ ذلِك الضوء الذي بِداخِلي و ملأتني عُتمة و ظلام دامِس, الأملُ بالحياة يتضائل شيئًا فشيئًا...
لكِن ما زالَ لدي أحلام كثيرة و كبيرة أُريد تحقيقها! إنهُ ليسَ وقتَ اليأس أبدًا...
تُراودني هذه الأفكار ليلاً, و حينَ أستيقظ و أرى تشانيول المُحِب للحياة... يتغيرُ كُل شيء!
كأننا نقومُ بنسيج بينيلوبي, لأن ما كُنت أنسجهُ مِن أفكار في الليل, يُمزقها هو في الصباح بِإشراقِه و حُبه للحياة, فلديهِ قوةٌ هائِلة و عظيمة تجعلني أُغير منطقي! إنهُ يُسيطر على عقلي .
أشعُر أنني أنا المريض و ليسَ هو , لأنني أنا من أبدو مُكتئبًا و سائِمًا من الحياة و هو مُشرِق و سعيد جدًا كأنه في وسطِ إحتفالات الكرنفال.
في الأيام اللاحِقة القليلة بقيتُ أتفادى تشانيول تمامًا, أُحاوِلُ أن لا أخلِق حوارات معه و أتجاهلهُ بِقدر المُستطاع . رُغم علمي أنهُ ليس خطأه لكِن...
لكِن ما زالَ قلبي يؤلمني و المُسامحة بِسهولة ستجعلني تلقائياً أتسامح مع كُل شيء يفعله .
لا نحظى بِأية حوارات صباحًا, نعمل كالآلات طوالَ اليوم في مُساعدة الجيران و التجهيز لِحفلة العيد ميلاد..
و ليلاً يأتي لِيغفو فوقَ ساقي حينَ يراني أقرأ كِتابًا.إستيقظتُ مبكراً هذا الصباح, برودة الجو لا تُساعدني حقاً على النهوض و مُغادرة سريري الدافئ . لكم أكرهُ الثلج و الشِتاء, إنهُ أسوء فصل.
تنهدتُ بتعب و نهضتُ في النهاية, كانَ علي الإستيقاظ قبلَ جدتي لِأعُدَ لنا جميعًا الفطور .
ألقيتُ نظرةً على تشانيول, و الذي كانَ ما زالَ نائِمًا, تركتُه كما هو كونهُ لا ينام كثيرًا و يبقى مُستيقظًا مُعظم اليوم حتى مُنتصف الليل و ينامُ ساعتين أو ثلاث فحسب.
توجهتُ للمطبخ بعد أن إستحممتُ بِماء دافِئ, فبِظني هذا ما أحتاجُه حينَ أستيقظ كي لا يخملَ جسدي المُرهق بِالفعل.
جدتي رفضت النهوض على غير العادة قائلة بأنها تشعرُ بالكسل اليوم و أنهُ مِن الأفضل أن أُجهِز الطعام لها و أترُكه في المطبخ حتى تستيقظ هي و تأكُله.
كُنت أحوم في المُطبخ بِسُرعتي المُعتادة كي أُجهِزَ مستلزمات الفطور و بالي مشغول في ماذا يجِبُ علي أن أطبخ الآن و في الغداء أيضاً..
حتى سمِعتُ ضجة طفيفة مصدرها تشانيول الذي دخلَ المطبخ .