إنهُ الأمس مرةً أُخرى.
ها هوَ الثلج يسقط, و ها هي أحلامي تسقُط معه تدريجيًا, لم يعُد يوجدُ بِداخلي إلا روحٌ فارِغة, أتسائل مالذي سيسقُط مِني في الأيام القادِمة...
كُنت أرى أن المسافة بيني و بينَ ذاتي السابِقة تبعُد شيئاً فشيئاً, و لا أعلم إن كانَ ما حدث هو بِسبب التراكُمات الكثيرة على روحي؟ هل كُنت أضغط على نفسي طوالَ الوقت؟
هل سأعودُ إلى ما كُنت عليه في يومًا ما؟
كُنت نائِم طوالَ رحلتي , و لم أستيقظ إلا حينَ سمِعتُ صوت السائِق يضرُب بوق الحافِلة كي أُفيق لأنني آخِر راكِب و الجميع ذهب.
"إثنانٌ و عشرونَ ألف وون" مدَ يده مُطالِبًا بِالمبلغ.
بِعقلٍ مُشوش و مُضطرِب تمامًا, أخرجتُ مِحفظتي من جيبي كي أُسلِمه المال.و رأيتُ تِلك الصورة التي وضعتُها في محفظتي..
صورتي معَ بارك تشانيول بِجانب الدرج, حيثُ كانت الصورة هي صورةُ أول موعِد خرجنا فيه.أتسائل إن كانَ القدر يتعمدُ تذكيري بِشيء كهذا..
تنهدتُ زافِرًا مشاعري الغبية خارِج رئتي و أغلقتُ المحفظة.
جمعتُ كُل أغراضي ساحبًا إياها خلفي, و خرجتُ مِن الحافِلة.لفحتني نسماتُ الهواء البارِدة, أحسستُها تتخللُ عِظامي الرقيقة رُغم أنني أرتدي مِعطفًا ثقيلاً .
توجهتُ لِمنزِل جدتي و الذي لا يجِبُ أن يكونَ بعيدًا كثيرًا عن المكان الذي أوقفتني الحافِلة فيه.
و حينَ دخلت...
كانَ فارِغًا! جدتي ليست في الجوار! بقيتُ أبحثُ عنها و أحومُ أنحاء المنزِل مُناديًا بِإسمها.
و تذكرتُ بعدها أنهُ ديسمبر حيثُ تكثر الإحتفالات , لِذا هي بِلا شك عادت إلى مسقطِ رأسِها, مُقاطعة جولا (جولانامدو) في ريف سونتشون.
كانَ علي أن أنتظِرَ لِصباح الغد كي أذهبَ لِمحطة القِطار توجُهًا لِطرفِ البلاد, جولانامدو.
و لم أصِل إلى وجهتي إلا و كُل عظمةٍ مِني تشكو الألم, أرتجِف من الوجع الفظيع الذي حلَ علي.
حينَ دخلت منزِل جدتي, إعتلتها نظرات الصدمة.
"بيكهيون!" رفعت مِن صوتِها و تركت الصوف الذي تحيك فيه, و نهضت فورًا لي "أنهيت الجامِعة مُبكِرًا؟! لِما أنتَ هُنا؟ مالخطب؟"