لا هوية, فقط أنا و ذاتي و نفسي.
أتكاسلُ في المُحاضرة و حتى أنني أتكاسلُ في كِتابة ما يقولُه البروفيسور .
أُفكِرُ فيما يجِبُ علي فعلُه, الذهابُ لِملعبِ التِنس و مِن ثم الذهاب لِلمدينة مع جونغان لشراءِ ملابِسٍ جديدة رُغم أننا ذهبنا الشهرَ الماضي!
لكِنهُ لا يكُف عن هوسه بِالثياب , و الآن بِما أنهُ حصلَ على حبيبة جديدة, فهو يُريد الظهور بِأفضلِ حُلةٍ لها.
إنني أُعاملهُ كخزنة نقودي و هو يصرِفُ أموالي علي بِناءً على ما يشعُر بِأنني أحتاجُه حتى لو لم أطلُبه, كأن يشتري لي أغراضاً جديدة و يرمي القديمة لِشعورِه أنني أحتاجُ شيئًا جديدًا.
إنتهت مُحاضرتي و جمعتُ كُتبي و دفتري و غادرتُ القاعة, لم أتحدث طويلاً معَ تشانيول مُنذ أسبوع, و أكتفي بِرؤيتِه في الممرات أو معَ حبيبته . هل أذهب لِلإطمئنان عليه؟
نظرتُ للساعة, إنها الثانية و لديهِ مُحاضرة في علم الإجتماع, هو بِلا شك لا يعلم عن حقيقةِ أنني قد حفظتُ جدولهُ تمامًا و كامِلاً.
"كلا, لن أفعل" مساحة خاصة, هو يحتاجُ مساحةً خاصة.
لم يتغير شيء... ظننتُ أنَ حينَ يكونُ تشانيول جُزءًا مِن حياتي فسيتغيرُ الكثير! لكِن ما أزالُ أنظُر إليه من بعيد كما أفعلُ مُنذ زمن , هو لا يُعيريني إلا إنتباهاً صغير أو يبتسِمُ أحياناً .
أحياناً لا يفعل, يمُر بي و يُعطيني نظرة قصيرة و كأنهُ لم يراني, و أحياناً لا ينظُر حتى.
إذاً ماذا عن العناقات و القُبلات التي حظينا بِها؟
...
"اللعنة على كُل شيء" إستلقيتُ على سريري, لا أُصدق أنني حينَ لا أفعلُ شيء و إن لم أُبادِر, فهو لن يفعل!
سيبقى صخرةً صامِتة و قد تتحركُ أحياناً بِفعل الرياح القوية!
ماذا عسى أن يكونَ مُبرر تصرُفاته؟ مالذي يدورُ بِخاطره و لِما لا يأخُذني على محملِ الجدية؟ لماذا لا يأخُذ وضعي كشخصٍ يُحبه و يُريد أن يكونَ حبيبه على أنهُ أمرٌ جاد!
أنا فعلاً أُريدُ أن أكونَ الرجُل الخاصَ بِه, و مُنذ وقتٍ طويل...
لكِن لا, هو يبدو مُستقيمًا, و قد يكونُ فقط يخرُج معي لِلعبِ بي و فضولاً, يُريد أن يُجرِبَ جانباً مِنه.