لا أحد سيأخُذ مكانك
في هذِه الليلة شديدةُ الإغواء , أحسستُ بِتلك الكلمات المُدونة على الورقة تنتشِرُ بِداخلي و تصِلُ حيثَ تشانيول أرادها..
إستهدفت قلبي الصغير .
أغلقتُ الورقة و أعدتُها مكانها.
جريتُ لِلخارِج مُرتديًا حذائي ذو الساق العالي و مُتبِعًا عقلي لِلكنيسة.كانَ الجو بارِدٌ جدًا, و الليلة سوداء و عاتِمة و ثلجية للغاية.
أشعُر بحبات الثلج القوية تضرِبُ مِعطفي و رأسي و أنا ما أزالُ أركُض خارِجَ القرية حتى أصعد إلى أعلى التَل .ذهني مُشوش تماماً, و إستمريتُ بالجري بِإرهاق و لهفة تامة إلى أن وصلتُ إلى الكنيسة التي أخبرتُ تشانيول عنها و أسميتُها سري.
رُكبتاي ترتجِفان مِن القلقِ و البرد .
إتبعتُ قلبي , و فتحتُ باب الكنيسة..
حيثُ كانت مُظلِمة تمامًا و كُل ما يُنيرُها هو نورُ القمر الذي يطُل مِن نوافذ الكنيسة الكبيرة.بقيتُ أسيرُ إلى داخِل الكنيسة حتى لِحتُ ظلاً جالِسًا على الكراسي العتيقة و يُعطيني ظهره .
"تشانيول؟" ناديتُ بِخفة لِلظل الغير واضِح.
إستدارَ لي تشانيول فوراً , و بقي لِثوانٍ يستوعِب أنني أتيت
"وصلت أخيراً؟""إنتظرتَ طويلاً بِلا شك صحيح؟" سألتُه. رُغم أنهُ لم يُجِب و بقي مُبتسمًا كإجابة, إلا أن ذلك كانَ ذلِك يظهر مِن خديهِ المُحمرين بِشدة و أنفه !
إقتربتُ بِسُرعة شديدة كي أضعَ يداي على وجنتيه مُتحسساً برودتهما الفظيعة , هذا المُختل فعلاً!
"أنتَ بِخير؟!""أصبحتُ بِخير الآن" إبتسمَ بِهدوء و هو يرفعُ يده البارِدة جدًا كي يلتقِطَ كفي و يُقبِلَ ظاهره , خاطِفًا أنفاسي مِن رئتي.
إستطعتُ مُلاحظة تِلكَ الزُرقة في أظافِره الطويلة فأمسكتُ بِها فوراً "أنتَ حقًا بِخير تشانيول؟"
أومئ و لم يقُل أي شيء لي , كأنَ هذا ما أحضرني مِن أجلِه.
بقي صامِتًا و مُستمتِعًا بوضعي و أنا أُمسك يده بِشدة, أتسائل كيف أن حتى معاطِفهُ الجلدية السميكة لم تكُن قادِرة على أن تُدفِئ يديه على الأقل؟ كم مِن الوقت إنتظرَ هُنا لِيحدُث شيء كهذا؟خلعتُ وِشاحي أسفلَ ناظريه , و أنزلتُه فوراً كي أضعهُ فوقَ رقبتِه
"ماذا تظُن نفسكَ فاعلاً, الجو بارِد"