الحلقة 4

330 9 0
                                    

15) أحلام في البعد الخامس (20غشت 2008)

لم تعد أحلام ترد على مكالماتي إلا مرات قليلة.. حتى رسائلي الرقمية لم تعد تجيب عليها إلا بعد مدة.. إنها ترغب في الابتعاد عني.. أما أنا فأصبحتُ أكثر تعلقا بها.. حِرت في أمري فقررت أن أعاملها بالمثل..

بقيتُ أسبوعا كاملا دون أن اتصل بها لا على الهاتف ولا على جيميل إلى أن توصلتُ منها برسالة مختصرة : "السلام.. هل أنت بخير؟".. هاتفتُها.. فأجابتني هذه المرة في الحين.. تكلمتُ معها بكل سرور.. سألتُها ماذا حصل؟.. قالت إنها 'فقط' كانت مشغولة.. تحدثنا طويلا.. كانت طريقة كلامها تشي بأنها سعيدة .. اغتنمتُ الفرصة وطلبتُ منها أن نلتقي مع بعض فرفضَت.. حاولتُ أن أُطمئِنها.. فأنا لا أريد سوى رؤيتها.. لكن بدون جدوى..

رجوتُها.. فلم تبالي:

- أحلام أرجوكِ أريد أن أراكِ.. أريد فقط أن أراك..

- أتُريد أن أبعث لك صورتي؟

- لا، أنا أريد أن أراك وجها لوجه، أريد النظر إلى عينيك، أريد أن أراك في أربعة أبعاد

- أربعة أبعاد؟ لمَ لا خمسة؟

- لا، أربعة فقط.. فأنا استعمل البعد الخامس دائما كي أراك وقتما شئتُ وأينما شئتُ

- أنت خطير

- أنا أحبك،.. هل تخافين أن أزداد حبا وتعلقا بك إن التقيت بك؟ لا يمكن.. كوني على يقين.. لا يمكن.. مستحيل.. أكثر من هذا لا يمكن إلا أن أُجَن..

16) ماذا أفعل أمام بيتها؟ (01 شتنبر 2008)

مرة غمرتني رغبة قوية للقائها، ركبتُ سيارتي واتجهتُ نحو منزلها.. ملامحها لا تفارق مخيلتي.. آمنتُ أنني سأقف أمام الدار، سأستمتع بصدى ضحكتها من تحت نافذة غرفتها، سأدق على الباب، سأكون سعيدا لو أطلت علي من النافذة لتقول: "من الطارق؟"، سأكون أكثر سعادة لو فتحت لي الباب بنفسها، سألقي عليها التحية، ستَسمعني أقول لها عبارات عديدة دون أن أنطق بكلمة واحدة، سأقرأ ردة فعلها في تقاسيم وجهها الجميل..

قد يطل علي أبوها أو أخوها أو أختها، وقد يفتح لي الباب أحدهم، سأتكلم بكل هدوء دون أن أخرج عن اللباقة والصواب.. سأقول إنني مررت صدفة من حيهم فاغتنمت الفرصة لأسأل عنهم.. سوف لن تصدقني أحلام ولن تجادلني، إنها تجيد القراءة بين السطور..

طويت الطريق بسرعة وأنا أسابق حلمي، فوجدتني أخيرا واقفا أمام باب الدار.. استرقتُ السمع والبصر إلى أعلى فلم أتلق أي إشارة، وبسرعة أفقتُ من هيامي فقلت في نفسي: "يا إلهي ماذا أفعل هنا؟ لقد فقدت عقلي أو أكاد". ابتعدتُ عن البيت ثم نظرتُ يمينا وشمالا.. لا أحد رآني.. ركبتُ سيارتي.. ثم هممت بالعودة إلى حال سبيلي، فراودتني مرة أخرى رغبة جامحة لرؤية أحلام.. بقيت في السيارة أراقب إحدى المحلات التجارية القريبة من منزلها لعلها تزوره فأراها.. لم يدم انتظاري طويلا حتى اقتنعتُ أنني مجانب للصواب فيما أقوم به.. فعُدت من حيث أتيت.. حبي لها لا يعطيني أي ذريعة  لإزعاجها وفي حيها.

17) هدية من أحلام (16 شتنبر 2008)

بعثت لي أحلام رسالة تخبرني فيها أنها اجتازت مجموعة من الامتحانات المؤهلة للدراسة بالماستر وأنها الآن في مدينة طنجة وتسألني ماذا أفضل كهدية؟ فرحتُ برسالتها وكدت أقول لها: "تكفيني رسالتك هذه" لكن اختصرت كلامي: "أريد سلامتك"..

لما أتمت جولتها بعدة مدن (طنجة، فاس،.. ) زارتني رفقة أبيها بالمكتب وأهدتني فانوسا تقليديا صغيرا لازلت أحتفظ به في مكان واضح فوق خزانتي.. إنه يذكرني بوجه جميل وابتسامة خلابة وطبع أصيل وعقل ذكي..

18) كنت سآتي لوحدي (16 شتنبر 2008)

في المساء هاتفتها.. شكرتها على هديتها.. قالت إنها كانت تنوي زيارتي لوحدها لولا اصرار أبيها كي يصطحبها.. أحسست كأنها قالت "أحبك".. فقلت لها: "لا عليك، المهم أننا التقينا.. من الطبيعي أن يخاف عليك والدك".. قالت: "أنا لست صغيرة".. أجبتها: "أنت لست صغيرة لكن أنت كنز ما شاء الله عليك.. لو كنتُ مكان أبيك لفعلتُ نفس الشيء".. قالت: "لا تجعلني أندم على مجيئي إليك"..

تخيلتها قد أتت لوحدها لزيارتي، تخيلتُ أننا خرجنا مع بعض لاحتساء فنجان قهوة سويا.. تخيلت أنني فككتُ القيود عن قلبي فبُحت لها بما يخالجني من عشق.. تخيلت ابتسامتها ونظراتها وحركاتها.. أحسست بسعادة رائعة.. تُرى كم ستكون سعادتي لو عشت خيالي معها.. ؟

أحلام مستحيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن