26) النجدة! ساعدوني (5 يناير 2009)
حِرت مع من أقتسم أحاسيسي وتساؤلاتي.. سبحْتُ في عالم الإنترنيت علني أجد من يشاطر همومي، فعثرتُ على منتدى يُخول لأي متصفح أن يعبر عما يخالجه فيتوصل بملاحظات واقتراحات الزائرين على نفس الصفحة.
كتبتُ تدوينة مفادها: "النجدة، أريد المساعدة.. أنا متزوج، عمري 38 سنة وعندي أطفال.. أعشق حد الجنون فتاة أكبرها ب 15 سنة.. أعشق فيها جمالها وذكائها وطيبوبتها.. إنها لا تفارق مخيلتي، ولا أريد هدم بيتي.. ماذا أفعل؟ أفيدوني بنصائحكم.. "
توصلتُ بمجموعة من التدخلات المتباينة.. إحداهن كتبت: "أنتم الرجال كلما وصلتم إلى معشوقة تستنزفون شبابها وما إن تتعرفوا على شابة أخرى حتى تنسوا الأولى.. أنصحكَ أن تكون مخلصا"
قالت أخرى: "اعتني بزوجتك وبأطفالك.. لستُ أدري ماذا تريد منك فتاة في ريعان شبابها؟"
كتب آخر: "نعيش مرة واحدة، إذا كنت ترى فيها حلمك، فواصل معها.. عش سعادتك.. فقط كن مسؤولا أمام أبنائك"
وقال أحدهم: "يكفي أن تمارس الجنس معها كي تنطفئ رغبتك"
وعقب آخر: "يجب أن تختار وبسرعة.. وإلا ستفقد الإثنتين.. الكثير يتحدث عن العشق من أول نظرة.. لكن اسأل نفسك: أيهما يمكنها أن تعيش معك إلى آخر العمر؟"
27) ألا تستحيي؟ (12 يناير 2009)
كنت أقرأ التدوينات كلما استجدت، فوجدتُها تجلدني أكثر مما تنير لي الطريق، فأوقفتُ التعليقات، وبعثتُ الرابط لأحلام كي تلقي نظرة..
في المساء اتصلتُ بها، سألتُها عن رأيها، أجابتني: " كان عليك ألا توقف التعاليق وأن تتركني أدلي برأيي".. قلت لها: "بإمكانك الآن أن تعطيي رأيك شفويا.. أو كتابيا عبر جيميل".. قالت: "فات الأوان، كان بِوُدي أن أدلي بدلوي مع المعلقين".. سكتت هنيهة فسألتني: "لماذا بعثتَ لي الرابط وأردتَني أن اطلع على محتواه؟ ثم.. ألا تستحيي أن تقتسم معي آراء فيها تعابير مخلة بالحياء؟"تذكرتُ أن في القائمة من تعدى اللباقة في التعليق، فقلت لها: "أنا لم أعلق على أي مقال ولست مسؤولا عما كُتب.. وأظن أن الوضع يشبه إلى حد ما الحالة التالية: تخيلي أننا نشاهد مع بعض شريطا سينمائيا، وفي لحظة تمر لقطة مخلة بالحياء صوتا أو صورة أو صوتا وصورة.. ما هو أفضل تصرف في نظرك؟" سكتَت أحلام وكأنها تشك في رأيها، فتابعتُ: "أفضل تصرف هو ألا نناقش اللقطة وألا نومئ إلى بعضنا البعض تساؤلات قد تجعلنا نعطيها أهمية أكثر مما تستحق.. "
28) لطيفة، أنا بحاجة إلى نصائحك (20 يناير 2009).
تذكرتُ أن لي صديقة استثنائية تسمى لطيفة، متزوجة وتقطن بكندا، صديقة من طراز آخر، تعرفتُ عليها سنة 1997 عبر جيميل، كنا نتبادل الرسائل الإلكترونية بصفة دورية.. كنا نتحدث في مواضيع شتى منها عامة وأكثرها شخصية.. كنا سندا لبعضنا البعض في مواقف عديدة.. اتفقنا أن تبقى علاقتنا علاقة رقمية صرفة وألا نلتقي وألا نتحدث عبر الهاتف.. . لم يسبق لي أن رأيتها أو سمعت صوتها.. كل ما أعرف عنها أنها ذكية ومتفتحة. آخر مراسلة بيننا تعود لأكثر من 8 سنوات..
تذكرتها في هذا اليوم، بعثتُ لها رسالة أستشيرها في أمري، حكيتُ لها قصتي وشجوني مع فتاة اسمها أحلام.. إلخ..
لم تتأخر لطيفة في الجواب.. قالت إنها لا تشعر بالراحة في الرد علي وتقديم المشورة.. وأنني في موقف يخشاه جميع الأزواج.. حذرتني من خيبة الأمل.. ذكرتني بزوجتي وأطفالي وطرحت علي عدة أسئلة تهم مشاعري الحقيقية وعلاقتها بالواقع المعاش.. قرأتُ جواب صديقتي لطيفة، فوجدتُها تقسو علي.. كانت تجيبني وقد وضعَت نفسها مكان زوجتي أحيانا ومكاني أحيانا أخرى، لكن في كلتا الحالتين كانت تفكر في لحظات القسوة أكثر من لحظات السعادة، لم تستسغ أن يكون لي قلب ينبض بحب فتاة ليست زوجتي.. بعثتُ لها رسالة أخرى كتبتُها من أعماق قلبي.. حكيت لها عن عشقي لأحلام وذكرتُ بعض الجوانب السلبية من حياتي الزوجية..
لطيفة تأكدت أنني في وضع غير مريح وأنني حقا مغرم بأحلام وأدركَت أنني قد أعيش سعادتي لو تزوجتُ بأحلام فنصحتْني أن أنصت لقلبي واتحمل مسؤولية قراري..
بعد مرور بضعة أيام بعثتُ لأحلام سلسلة المراسلات التي دارت بيني وبين لطيفة.. وفي أول اتصال مع أحلام، سألتني بغضب شديد: "من هي لطيفة؟ ماهي علاقتك بها؟ ثم كيف تنعتني في حواراتك معها ب'الفتاة'؟ لماذا تتحدثان عني وكأني قاصر؟" كنت أجيبُ أحلام وأنا أحاول تهدئتها.. ربما نار الغيرة جعلتها تنفعل.. وفي سياق غضبها قالت: "يجب أن تعلم أن أكثر شيء آلمني هي الطريقة التي تحدثتَ بها عن زوجتك لتلك المرأة.. "
لم أدافع عن نفسي لأن ملاحظتها في قمة الحكمة.. كبُرت أحلام في عيني فزاد حبي لها..
جميلة وذكية ورزينة.. أعشقها..
أنت تقرأ
أحلام مستحيلة
Romanceقصة حب حقيقية.. بين رجل متزوج وفتاة اسمها أحلام وفعلا هي أحلام، لكن أحلام مستحيلة. أتقاسم معكم قصتي بإحساسي أنا فقط .. (ملاحظة: الأسماء المذكورة كلها أسماء مستعارة والتواريخ جلها تقريبية )