الحلقة 14

224 6 0
                                    

49) أحلام تتوظف في مدينة الرباط (1 أكتوبر 2010)

تمكنَت أحلام من الحصول على دبلوم الماستر فاقترحتُ على والدها أن تفتح مكتب دراسات، فهي تملك من القدرات ما يجعلها تنجح في المبادرات الشخصية.. أخبرني أنها حصلت على وظيفة في مدينة الرباط..

باركتُ لها وظيفتها فحدثَتني عن طبيعة عملها وعن المسافة الطويلة التي بين مقر سكناها ومقر عملها.. قلتُ لها إنني مستعد كي أوصلها وقتما شاءت، يكفي أن تناديني.. شكرتني رافضة ثم سألتني: "لماذا يخبرك أبي عن أشياء تهمني؟".. أجبتها: "أبوك رجل طيب ويعتبرني صديقا له"..

لم أفوت الفرصة كي أعبر لها عن حبي واستعدادي لمساعدتها إن احتاجت أي شيء.. طلبتُ منها أن نلتقي فرفضَت ثم انتهت مكالمتنا على أمل مواصلة الحديث في اتصال آخر..

50) أبحثُ لها عن شقة (27 أكتوبر 2010)

فكرتُ جيدا كيف يمكنني أن أساعدها .. فخطر ببالي أن اقترح عليها كراء شقة للسكن مع أخيها أو إحدى صديقاتها في حي قريب من مقر عملها.. ثم قررتُ أن أذهب معها أبعد من ذلك.. سأقتني شقة في ذلك الحي ثم أدعوها للاستقرار فيها.. ويمكننا أن نتفق على سومة كرائية رمزية تفاديا لكل إحراج.. لن أخبرها أنني اشتريتها خصيصا لها..

وبالفعل ذهبتُ ذات يوم فراغ إلى الحي المعلوم فبحثت عن شقة للبيع فكانت صدمتي قوية حين وجدت ثمن الشقق قد ارتفع بشكل مهول ويفوق كثيرا امكانياتي ..

تراجعتُ عن الفكرة ولم أذكرها قط لأحلام..

51) مشاعري ليست حب (29 نونبر 2010).

اتصلتُ بأحلام مرات عديدة فلم ترد.. فكتبتُ لها:

"لن أخسر أي شيئ إن قلت لك مرة أخرى أحبك..

في الحقيقة تؤلمني قسوَتك حين لا تردين على مكالماتي الهاتفية..

أحيانا أفكر أن أعاملك بالمثل.. فأقرر ألا أتقاسم معك أحاسيسي وألا اتصل بك لا بالهاتف ولا بجيميل، لكن لست أدري أي قوة هذه ترغمني على الاستسلام والبحث عنك..

لست أدري إن كنتِ تستوعبين الآن أو ستستوعبين لاحقا.. ليس ما أقوله ولكن ما أشعر به تجاهك"

لم أبعث رسالتي هذه إلا لنفسي. وبعد بضعة أيام (14 دجنبر 2010) أرفقتُها إلى أحلام مع عبارة قصيرة: "من فضلك أحلام أريد أن أراك"..

بعد مرور أكثر من أسبوعين (2 يناير 2011) أجابتني: "لقد علمتُ أن مشاعري تجاهك ليست حبا. لا يمكنني الاستمرار قُدما معك. من فضلك، علاقتنا يجب أن تبقى علاقة عمل إن كانت القطيعة غير ممكنة"..

صُدمتُ من جوابها، أحسست بجرح في قلبي فأرسلتُ لها رسلة قصيرة: "حسنا.. اتصلي بي إن احتجتني" ..

52) مسحتُ الأرشيف (18 يناير2011)

تيقنتُ أن أحلام ترفضني فقررتُ أن ابتعد عنها فألبي رغبتها.. محوتُ كل ما يربطني بها.. محوت أرقام هاتفها وهاتف أبيها وهاتف منزلها ثم عرجتُ إلى حسابي الإلكتروني في جيميل فبدأتُ أعيد قراءة بعض محادثاتنا، أحيانا أشعر بسعادة جميلة وأحيانا يخالجني غموض كثيف.. وجدتُ نفسي حبيس مجموعة من الأسئلة المبهمة مع أحلام، فبدأتُ أمسح أرشيف محادثاتنا..

بعد بضعة أيام وبعدما عز اللقاء، بادرتُ بالاتصال بها، تحدثنا قليلا فبُحت لها بما قمت به من مسح لمراسلاتنا: أجابتني: "لمَ فعلت؟ لو كنتُ مكانك ما مسحتها "

شعرت كأنها قالت: "يوما ما قد نكون أنا وإياك زوجين سعيدين وقد يغمرنا الحنين للماضي.. سنرجع إلى أرشيف محادثاتنا، وسنضحك ملء شدقينا على تصرفاتنا، سنعيد قراءة تاريخ حبنا وسيتجدد كلما تذكرناه.. " 

أحلام مستحيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن