42) أبعدوها عني (25 أكتوبر 2009)
يبدو أنها لم تُعِر اهتماما لرسالتي فاتصلتُ بها عبر الهاتف، تحدثنا قليلا ثم سألتُها عن زميلي في العمل.. قالت: "نسيتُ أن أشكرك على جوابك.. لكن لا يمكنني أن أضيف أي معلومة أخرى.. "
نارُ الغيرة جعلتني أعبر لها عن حبي ولوعتي.. وفي سياق كلامي قلت لها:
"لي رغبة أن أعرف عنك كل شيء، وأنا على استعداد لأشاطرك كل ما يخالجني.. صدقيني لا أظن أن هناك رجلا أحب امرأة أكثر مما أحبك".
لم أكن أنتظر منها شكرا ولا جزاء لكنها صدتني بقسوة.. قالت إنها لا تريد أن تعرف عني أي شيء ولن تقحمني في حياتها الخاصة وطلبَت مني ألا أعيد الاتصال بها مرة أخرى وأن أعتبرها غير موجودة وأن أبحث عن طريقة تنسيني إياها..
أحسستُ بقسوتها..
وبينما أنا أتألم تذكرتُ ما وقع لطفلة صغيرة في عائلتي فكتبتُ لأحلام: "أعرف امرأة تربطها علاقة حب قوية مع حفيدة لها تبلغ من العمر سنتين. كانت الطفلة تزور جدتها من حين لآخر وكانت تطير من الفرحة كلما رأت جدتها أو سمعت صوتها.. ذهبَت الجدة إلى الديار المقدسة وعند رجوعها كانت ترتدي لباسا أبيضا ناصعا.. كان أهلها يرحبون بها عند مدخل البيت فرحين بسلامتها بينما الطفلة كانت منهمكة في تناول غذاءها في المطبخ وكان وجهها ويداها ملطخين بالطعام. وفجأة سمعَت الطفلة صوت جدتها الذي اشتاقت إليه لمدة تفوق الشهر فقامت فرحة تجري تجاهها لتعانقها كالعادة.
الجدة المسكينة، لما رأت الطفلة ملطخة الأطراف، خافت على لباسها فصرخت تقول: "أبعدوها عني، أبعدوها عني"
الجدة كانت تخاف على كسوتها والله وحده يعلم كيف كانت أحاسيس الطفلة في تلك اللحظات..."
لما قرأَت أحلام رسالتي هذه أجابتني بسؤال مختصر: "هل أنا فظة إلى هذه الدرجة؟"
Suis-je si cruelle que ça؟
لم أجبها ولم أعبر لها عن امتعاضي من تصرفها.. ببساطة لأنني أحبها..
43) فيلم هندي؟ (8 دجنبر 2009).
في صباح إحدى الأيام، انتابتني رغبة جامحة لرؤيتها.. فقررتُ أن أذهب إليها.. بحثت عن عذر لأسافر إلى مدينة الدار البيضاء فلم أجده. ومع ذلك استقلتُ سيارتي وعندي هدف واحد لا غير: أريد رؤية أحلام.
وصلتُ أمام مدرستها حوالي الثانية عشرة والنصف.. اتصلتُ بها عبر الهاتف وأنا أخفي سبب قدومي: ".. لقد انتهيت من عمل في الدار البيضاء وأنا الآن أمام الباب الكبير للمدرسة وأريد أن أراك. من فضلك لا تردي طلبي هذا". أجابتني بترحاب: "انتظرني قليلا أنا قادمة". بعد عشر دقائق أعدت الاتصال بها فلم تجب. أخبرتها عبر رسالة نصية عن مكان ونوع السيارة التي أنا فيها.. ثم اتصلتُ بها بعد مدة فأجابتني: "انتظرني، سأغلق فقط باب غرفتي ثم أنزل عندك".. انتظرتُها فلم تأت.. ثم أعدتُ الاتصال فلم تجب.. بعثتُ لها رسائل نصية فلم ترد. انتظرتُها إلى غاية الواحدة والنصف ثم بعثتُ لها آخر رسالة: "أتمنى أن يكون المانع خيرا. أنا عائد لحالي". رجعتُ إلى الرباط حزينا جريحا.. تجرعتُ خيبة أملي.. انتظرتُ منها مكالمة أو رسالة اعتذار، لكن للأسف، لم تتصل ولم تعتذر..
في صباح الغد بعثتُ لها رسالة نصية عبر جيميل وأنا كلي امتعاض: "بعد كل ما حدث: شكرا". أجابتني: "لماذا تشكرني؟ يجب عليك أن تعتذر.. لا أن تشكرني".. هنا لم أتمالك أعصابي فكتبت لها: "ماذا؟ أنا الذي يجب أن يعتذر؟ حقيقة أنت (.. ) لا أحب أن أفكر في الكلمات الوضيعة.. أقول لك أنا في انتظارك خارج المدرسة وتقولين إنك قادمة وأنك سوف تغلقين فقط باب غرفتك.. ثم تقطعين كل اتصال معي؟ هل كنتِ تظنين أنني سأبحث عن غرفتك بكل الطرق ثم أصرخ بصوت عال وأترجاك بكل عطف أن تطلي علي من النافذة كما في الأفلام الهندية؟ لا يا آنسة. لكنني أشكرك.. لقد صححتِ انطباعي عنك. أنتِ لست أحلام التي عرفتها".. في اليوم الموالي أجابتني: "تابع أنت في الطريق الصحيح"..
فهمتُ أنها كانت تبحث عن أي وسيلة لتتخلص مني وبدون ندم..
44) قد يكون هذا آخر اتصال بيننا (21 دجنبر 2009).
مرت حوالي أسبوعين وأنا حزين بسبب ردود أفعالها، فأدركتُ أنني في طريق خطإ ويجب أن أضع حدا لهذه العلاقة، فبدأتُ أكتب لها عبر جيميل:
"قد يكون هذا آخر اتصال بيننا. وبذلك سألبي رغبتك.
اطمئني.. لن أقول لك أنت مخطئة.
سأتوقف عن التظاهر بأني أريد رؤية والدك وأنا أريد أن أراك، سأتوقف عن الذهاب إلى مدرستك للقائك. سأتوقف عن التحدث إليك عن مشاعري. سأتوقف عن السؤال عن حالك. سأتوقف عن الحلم بأن نعيش معا. سأتوقف عن أمل رؤياك مرة أخرى. سأتوقف عن مراسلتك عبر البريد الإلكتروني.. سأحاول التوقف عن التفكير فيك.. سأتذكر فقط أنني أحببتك من كل قلبي.."
وفجأة لاحظتُ أن علامة أحلام في "جيميل" أصبحت خضراء تدل على أنها متصلة في حسابها وماهي إلا بضع ثواني حتى توصلتُ منها برسالة نصية قصيرة مباشرة: "هيه ماذا تفعل في هذا العنوان الإلكتروني؟".. فهي تعلم أنني لا أستعمل ذاك الحساب إلا للحديث معها.. أجبتُها: "أنا بصدد كتابة رسالة إليك. هل تريدين أن أبعثها إليك في الحين أم تنتظرين حتى أنهيها؟".. قالت: "أريدك أن تمحوها"..
كنت في تلك اللحظة قويا فضغطتُ على زر الارسال.. ثم سألتُها عن أحوالها.. قالت إنها جد مستاءة من كلماتي.. حاولتُ أن أفهم ما حصل ذلك اليوم في المدرسة فرفضَت التعليق ..
أنهينا حديثنا بعد منتصف الليل.. لم تشف غليلي لكنني تراجعت عن قرار مقاطعتها. نعم لا يمكنني أن أتخلى عن أحلام مهما حصل.. مهما كانت مبهمة.. مهما كانت قاسية.. إنها تسكن قلبي..
أنت تقرأ
أحلام مستحيلة
Romanceقصة حب حقيقية.. بين رجل متزوج وفتاة اسمها أحلام وفعلا هي أحلام، لكن أحلام مستحيلة. أتقاسم معكم قصتي بإحساسي أنا فقط .. (ملاحظة: الأسماء المذكورة كلها أسماء مستعارة والتواريخ جلها تقريبية )