الحلقة 15

229 8 0
                                    

53) أهكذا يُقرأ الشعر؟ (10 فبراير 2011)

اتصلتُ بأحلام عبر هاتف عمومي فقلت لها: "هل تعلمين؟ صحيح أنني مسحتُ كل محادثاتنا الإلكترونية نزولا عند رغبتك في قطع علاقتنا، لكن بعض الكلمات لا يمكن نسيانها". قالت: "مثل ماذا؟" قُلت: "القصيدة النثرية التي كتبتُها.. إنها قصيدة تلخص كل شيء، لقد حفظتُها عن ظهر قلب".. قالت: "هل بإمكانك أن تسمعني إياها؟".. انتعشَتْ احاسيسي.. أردتُ استظهارها بمشاعري فخِفت من ردود أفعالها.. ثم بدأتُ أُسمعها كلمات القصيدة كأنني استعرض نصا عاديا.. وفي منتصف القصيدة سألتني: "أهكذا يُقرأ الشعر؟"، صدمتني بملاحظتها، وكأنها تقول: "أريد سماع أحاسيسك".. هنا أدركتُ أنني أسأت الظن بها.. نعم لقد أخطأتُ في حقها حين لم أسمح لقلبي بقراءة كلماتي..

سكت قليلا.. لم أعرف ماذا أجيبها.. تبعثرَت أفكاري، فبادرتُها بالسؤال: هل كلمات القصيدة هي نفسها أم هناك أخطاء (رغم أنني استبدلت كلمة بكلمة أخرى؟)" قالت: "نعم، حتى الكلمة الجديدة جاءت في محلها".. استنتجتُ أنها كانت أمام حاسوبها وتنظر إلى قصيدتي أو أنها حفظَتها هي الأخرى عن ظهر قلب..لما انتهت المكالمة أحسست كأني أخلفتُ الميعاد مع قلبها.. أكيد كانت قصيدتي ستفرحها لو سمعتها من فؤادي.. انتهت تعبئة البطاقة الهاتفية فرجعتُ إلى سيارتي.. كان الجو ممطرا والطقس باردا، لكن بداخلي دفء خفي لا يشعر به أحد سواي.. انتابتني رغبة قوية كي أعيد الاتصال بها فأقرأ عليها القصيدة بقلبي، وهنا أيضا خفتُ من ردود فعلها؟خفتُ أن تشك في أحاسيسي فعُدت إلى بيتي وأنا أحمل في قلبي حبا جميلا وشعورا سعيدا تمنيتُ لو كانت تشاركني إياه.. 

 "تُرى كم ستكون سعادة أحلام لو علمت بمقدار حبي لها؟"..


54) هل أنتِ اسمك جوجل (14 أبريل 2011).

توصلتُ برسالة من أحد الأصدقاء فيها مجموعة من النكت القصيرة. أعدتُ إرسالها إلى أحلام بعدما غيرتُ لون كتابة نكتة خاصة حتى تثير انتباهها. النكتة تقول: التقى شخص بفتاة فأُعجب بها فقال لها: "هل أنت اسمك جوجل؟" قالت له باستغراب: "لا.. لكن لماذا؟" أجابها: "لأن كل ما أبحث عنه موجود فيك.. "

تخيلتُ أحلام تبتسم وهي تقرأ رسالتي فغمرتني سعادة جميلة.. أعشقها..

55) اِفهميني.. أنا أحبك (20 أبريل 2011)

في سياق حديثي مع أحلام عبر الهاتف قلت لها: "أنا أحبك، وسعيد بحبك وأفرح حين أقول لك أحبك.. أكثر من ذلك أشعر براحة كبيرة حين أتيقن أنك سمعتني.. أتمنى أن يكون أثر حبي عليك إيجابيا.. وبالمناسبة أتساءل إن كنت تبادليني نفس الشعور؟"، قالت: "لا أدري". تابعتُ: "لا يهمني كثيرا إن كنتِ تحبينني أم لا، ما يهمني هو أنني سعيد بحبك وسأبقى أحبك، كل ما أتمناه هو أن تفهميني." قالت باستغراب: "لم أفهم ماذا تقصد؟" أجبتها: "لن أتطرق لحالتنا الخاصة، لكن عموما الانسجام بين زوجين يتطلب من الرجل أن يسعى لحب المرأة أكثر فأكثر ومن المرأة أن تحاول فهمه. بمعنى أن الرجل إذا أراد أن يشعر بالسعادة مع شريكته فعليه أن يثابر في حبها وأن يبحث عن كل ما هو جميل فيها فيعبر لها عن اعجابه وعشقه وألا يجهد نفسه في محاولة فهمها حين تبدو غامضة. أما المرأة، فيجب ألا ترهق نفسها بالتعبير لزوجها عن أشياء تحبها فيه، بل يكفي أن تبحث عما يفرحه وتحاول أن تفهم مقاصده..

قالت: "أنا أختلف معك.. أظن أن كلا منهما يجب أن يبحث في الآخر كيف يحبه وكيف يفهمه، ليس هناك أي فرق بين الرجل والمرأة في هذا المجال."

قلت لها: "إذا أحب الرجل المرأة فسيفعل المستحيل لتكون سعيدة معه وستنعكس سعادتها على سعادته ونفس الشيء بالنسبة للمرأة إذا تمكنت من فهم زوجها فأكيد سوف تنشرح معه وأكيد سيحبها وستسعَد هي معه. المرأة بحاجة إلى الحب أكثر من أي شيء آخر والرجل بحاجة لمن يفهمه.. "

لم أقنع أحلام بكلامي وأدركتُ أنني لا أطبق ما أقوله معها في اللحظة ذاتها. فأوقفت الخوض في النقاش.. سعادتها في عاطفتها. قلت لها: أنت حالة خاصة أنت انسانة عاطفية وعقلانية. أنت رائعة.

56) أحلام أنتِ ملاك (3 ماي 2011)

سألتُ أحلام عبر الهاتف عن أحوالها، قالت إنها تعاني من ألم في إحدى أذنيها، فأخبرتها أنني أعرف طبيبا اختصاصيا في الأذن والحنجرة. أجابتني أنها تبحث عن طبيبة وليس طبيب. استغربتُ من شرطها، فقلت لها: "لنفترض أنك حامل وجاءك المخاض ولا يوجد في المستشفى إلا طبيب ذكر وليس طبيبة ماذا تفعلين؟

أجابتني في الحين: "لماذا أفترض ذلك الموقف؟ لا يمكنني أن أتصوره. أنا متأكدة أن الله سيبعث  لي طبيبة".

ذُهِلتُ من جوابها ومن يقينها.. سكتٌ قليلا.. تخيلتها واقفة أمامي فانتابتني رغبة جامحة كي أعانقها وأضمها لصدري بحرارة.. أفقتُ من غفوتي فقلت لها بكل هدوء وحب واحترام:

"أحلام أنت ملاك. كيف تريدينني ألا أحبك؟" 

أحلام مستحيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن