الحلقة 5

277 8 1
                                    

19) أحلام تتابع دراستها (3 أكتوبر 2008)

أخبرتني أحلام أنها اجتازت بنجاح مباراة ولوج مدرستين للتعليم العالي بمدينة الدار البيضاء، واحدة في مجال الشبكة المعلوماتية والأخرى في مجال المعلوميات.. وأنها اختارت مجال الشبكة. نصحتُها حسب معلوماتي بأفضلية مجال المعلوميات عن مجال الشبكة..

علمتُ فيما بعد أنها غيرت اختيارها وقررت أن تتابع دراستها في مجال المعلوميات.. فأحسست بنوع من الثقة القوية بيننا..

استقرت أحلام في حي داخلي بالمدرسة.. كنت أزور مدينة الدار البيضاء في إطار العمل وكنت أطلب لقاءها وكانت ترفض.. فأصبحتُ أكتفي بالوصال معها عبر جيميل.. أتبادل رسائل رقمية قصيرة معها كل مساء.. نتحدث في العموميات.. وانساق بسرعة للتعبير لها عن حبي واشتياقي.. أما هي فتراقب جيدا كلماتها وتطلب إيقاف الاتصال بحجة الدراسة أو النوم كلما شعرَتْ بنوع من الضيق..(أو الذوبان ؟) .. كانت تؤمن أن علاقتنا يجب أن تقف فورا.. وكنت لا أطيق فراقها..

20) اِنسَ أنني موجودة (27 أكتوبر 2008)

مرة كنتُ أتحدث معها عبر الهاتف فبدأتُ أعبر لها عن حبي.. كانت تُنصت أو هكذا خُيِل إلي.. وفي لحظة، تنهدَتْ.. أحسستُ كأنها تئن فسألتُها: "أحلام، ماذا بك؟"

أحلام: "ممكن أطلب منكَ طلبا؟"

سعد: "تفضلي"

أحلام: "اِنسَ أنني موجودة.. اِنسَ من فضلك أنكَ تعرفني "..

سكتُّ مهلة فقلت لها بنبرة حزينة وحاسمة: "أنا متفق معك، اعطني وصفة تجعلني أنساك، أعدك أن أطبقَها فورا"

قالت: "لو كنتُ أعرف وصفة لطبقتها أنا الأولى"

ابتسمتُ.. فهي كذلك لم تقو على نسياني، ثم قلت لها على مضض:

س: "أخبركِ أنني بحثتُ مرارا عن طريقة تجعلني أمحوكِ من ذاكرتي، فلم أجدها.. أنتِ في دمي"

أ: "كل ما تقوله خيال لا أساس له من الصحة.. أنا وجدت الحل".

س: "أنا أنصِت إليكِ، ماذا تقترحين؟"

أ: "نحن الآن نتواصل مع بعض بصفة شبه يومية.. سوف نجعل الفترة الزمنية بين اتصالين تصل إلى أسبوع ثم شهر ثم شهرين إلى أن تبقى أبدية.. "

س: "ظاهريا ممكن ألا نتصل مع بعض لمدة زمنية قد تطول أو تقصر، لكن صدقيني لن أنساك.. قد لا أراك وقد لا أسمعك وقد لا أقرأ عنك، لكن لن أنساك أبدا.. أبدا.. مستحيل"

21) مجرد أحلام (2 نونبر 2008)

مرت بضعة أيام وأنا أشعر بخليط من الحب والحيرة تجاه أحلام.. بدأتُ استرجع قصتي معها كأني أنصت إلى لحن عذب ممزوج بالأسى فاسترسلتُ أدون أبيات نثرية تتحدث عما يخالجني في أعماق قلبي .. بعد حوالي ساعة كانت النتيجة التالية:

في يوم من الأيام..

أتتني فتاة اسمها أحلام..

تدرُس الإعلام..

كلها جمال، براءة وإلهام..

سبحان خالق الأنام..

تكلمَتْ.. أزكى كلام..

تبسمَتْ.. أحلى ابتسام..

كأني أعرفها منذ أعوام..

إنها فتاة الأحلام..

..

هذا ما قاله القلب..

ويعلَمُه الرب..

أظنه الحب؟..

قالت : لا.. لا.. هذا عيب..

لو كنتُ ابنتك وأنت الأب..

ما النصيحة وما الخُطب؟..

..

ماذا أجيبها يا فؤادي؟..

قلت هذا اسمكِ أكتبه وحدي..

في الليل على ورق عندي..

ما زلت أسائل أحرفه..

عما تخفيه وما تبدي؟

وأقول لنفسي في قلق..

ألقاها أين؟ ومتى؟

ألا ردي..

..

لم ترد..

ولا تريد أن ترد..

ثم ماذا بعد؟..

هي تريدني أنساها..

ويجب أن أنساها..

ولكن كيف؟..

كيف أنساها؟..

وقلبي مليء بهواها!!!..

ولساني لا يكف عن ذكراها!!

..

الجواب قد يبدو سهلا.. !

لن أكلمها..

لن أراسلها..

لن أهاتفها..

بل لن أجيبها..

فهي أحلام..

مجرد أحلام..

وطريقي إليها كله ألغام..

..

كلامي هذا قد يُغضبها..

وقد يُعجبها..

لكن ضميرها يؤنبها..

أما أنا.. فأحبها..

..

آهٍ.. ثم آهٍ.. ثم آه.. .

آهٍ لو كانت هناك طريقة..

تمحو في دقيقة..

كل كلماتي الرقيقة..

فأحتفظ بها لي صديقة..

والله أعلم بالحقيقة..

بعثتُ ب"قصيدتي" هاته إلى أحلام ثم اتصلتُ بها في اليوم التالي عبر الهاتف. وجدتُها سعيدة جدا أو هكذا خُيل إلي.. قالت: "أكيد الكل لاحظ أنني على غير عادتي منذ أن قرأتُ قصيدتك.. أكاد أُجن.. يجب أن تشارك في برامج مسابقات الشعر.. "

ما كتبتُه قد لا يكون شعرا .. لكن كلاما من صميم القلب..

أحلام مستحيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن