مع بداية هذا اليوم استيقظت باكراً لأبدأ محاولة جديدة في استجداء عاطفة والدي لعلني اجد الغفران منه ارتديت ثيابي بعد ان حصلت على حمام دافئ ليزيد من حيويتي ؛ سرحت شعري الطويل وتركته حراً على اكتافي ثم توجهت نحو نافذتي لافتحها على مصراعيها مستقبلة نسمات الهواء العليلة مبتسمة ..
شعور العودة الى الوطن لا يضاهيه شعور ؛ ربما لم اكن خارج حدود بلادي لكنني بقيت لسنواتٍ طويلة بعيدة عن مدينتي الأم بعيدة عن عائلتي وأصدقائي ؛ عشت وحيدة بالكاد اعرف القليل من العاملين معي وبسبب طبيعة عملي لم احظى بالفرصة للحصول على علاقات كثيرة او اوقات حرة لاستمتع بها ..
أخذت نفساً عميقاً قبل ان افتح عيني ليقع بصري على شقيقي الأصغر سيهون والذي لم يرحب بي في الأمس كما لم احظى بالفرصة للتحدث معه بسبب تواجده طيلة الوقت مع دونغهي الذي اردت تجنبه .. ناديت عليه بسرعة اطلب منه ان ينتظرني بينما كان متجهاً نحو البستان ثم أسرعت بمغادرة غرفتي لاتبعه
وصلت اليه بسرعة قياسية لالتقط انفاسي المتسارعة قبل ان اتكلم بغضب مفتعل : ايها الشقي السيء ؛ كيف يمكنك فعل ذلك بشقيقتك ، حتى اللحظة لم ترحب بي بشكل لائق رغم طول غيابي !!
نظر الي بامعان قبل ان يجيبني بفتور : جزء مني ناقم على رحيلكِ عنا بتلك الطريقة والجزء الاخر يحاول اتخاذ الاعذار لكِ ..
اخذني الصمت لوهلة متعجبة رده القاسي قبل ان اجيبه : لا تفعل انت ايضاً ؛ يجب ان تتفهمني انت بشكل خاص فأنت شاب في بداية عمرك كما كنت انا في يوم رحيلي !
تابع طريقه بينما تبعته بخطواتي المتسارعة مصغية لكلماته : ولهذا احاول تفهم فعلتك ؛ قد يكون تصرف والدي انانياً نحوكِ وربما اتخذتِ قرارك رغبة بتحقيق احلامكِ التي بدت مستحيلة اذا ما حاولتِ اخذ اذن والدي قبل تنفيذها ، ولكن .. رحيلك بتلك الطريقة والغدر بدونغهي الذي لا ذنب له بكل ما حدث ... بالاضافة الى ما اصاب والدي بعد رحيلك وكل ما مررنا به من ظروف ؛ لست واثقاً ان كان يمكنني تخطي ما فعلته اوه دانبي !
كتفت ذراعي بهدوء اجيبه : انت لست بحاجة للتردد كثيراً ، انها حياتي الخاصة وكان من حقي ان اختار الطريق الذي ارغب بعبوره وانا اخترت احلامي !
سيهون بحدة : اخترتِ احلامك مقابل التخلي عن عائلتك وزوجك !!!
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.