" عصف الهوى "

431 75 129
                                    

دانبي :

كلماته تلك نزلت علي كالصاعقة قسمتني نصفين ؛ لم أقوى على الحراك وبقيت مشدوهة بالكاد أصدق ان دونغهي نفسه هو من اصر على ابقاء ذلك الخيط الوحيد الذي ابقاني متصلة بعائلتي في تلك السنوات !
لا يمكنني تصديق انه كان قلقاً من وحشة الغربة علي ، كيف استوعب انه كان يخشى ان اشعر بالوحدة بعد ان تخليت عنه ؟!

اضاف سيهون امام صمتي وإلحادي : ما لا تعرفينه ايضاً انه لحق بكِ الى سيؤول بعد رحيلك ليحاول استعادتك ..

حركت رأسي نافية بغير تصديق بينما تمرغت عيناي بالدموع وانا اهمس : توقف عن قول هذه الأكاذيب سيهون !!

باصرار كرر كلماته : لست أقول الأكاذيب فهو تبعكِ الى سيؤول بعد عامٍ من رحيلك وانا الشخص الوحيد الذي يعلم بذلك .. لكنه عاد بعد رؤيتك خالي الوفاض دون حتى ان يقابلكِ وجهاً لوجه !
دونغهي أعلن استسلامه بعدما رأى شغفك بالتمثيل وحبك له ؛ عندما وجدكِ سعيدة بتحقيق احلامك عاد فارغ اليدين مكسور الجناح دون ان يخبركِ حتى بوجوده في سيؤول حتى لا يتسبب في ازعاجك

قلبي .. أشعر انه محطم لأشلاء ..!
لا يمكنني استيعاب كل ما يقوله سيهون دفعة واحدة !
كيف يمكن انه لحق بي الى سيؤول ولم اعلم بذلك ؟
كيف حدث وان عاد بصمت ليحمي احلامي وسعادتي في حين اتهمته بالأنانية والخذلان ووجهت له سبابتي أعاتبه !!

أضاف سيهون برفق بعدما رأى من تأثري الذي انساب على هيئة دموع سخية من عيني : دونغهي احبكِ بصدق ولازال على عهده عاشقاً لك فلا تجرحيه اكثر ..
لقد وعدته بابقاء هذه الأمور سراً لكنني لا اريد لكِ ان تأرقي ندماً ذات يوم ، اخشى ان تفقدي رجلاً لا يعوض احبك بكل خلية في قلبه ..

ليتك أخبرتني بذلك سابقاً سيهون ..!
ليتني علمت بمقدار الحب الذي يحمله في دواخله لي قبل ان اجابهه بدون حياء واحاسبه بقسوة ..
وهل سينفعني التمني ؟
هل تأخر الوقت الان لاستدراك افعالي ؟
ان جريت اليه بكل سرعتي الان .. هل سيتقبلني ؟

لم أفكر في الأمر أكثر عندما ابتسم لي سيهون بلطف يشجعني وهو يحرك رأسه موافقاً كأنما قرأ اقكاري
اسرعت بخطواتي لاتخطاه وجريت عبر الأشجار أتبع وقع قلبي الذي يتقافز شوقاً اليه
اريد ان اعتذر منه ..
احتاج ان أستلقي بين جفنيه ...!
اريد ان ارتمي بين ذراعيه وان اعانقه عن كل تلك السنوات التي قضيتها بعيداً عنه ..
اريد ان أتشرب كل تفاصيله وان اتشبع بعبق انفاسه وأتلفح بعبير عطره ...

تمهلت خطواتي أخيراً عندما رأيته وسط الحقل الأخضر من بعيد بينما يعتني بفرسه البيضاء باهتمام بالغ .

" العروس الهاربة " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن