" العروس الهاربة "

" نجمة سمائي "

دونغهي :

صباح جديد أشرقت فيه الشمس مختالة بنورها المبهر وأضاءت ولايا عرشها من أرض وسماء ..
صباح جديد تقافزت فيه الطيور مرحاً فوق أغصان الأشجار الباسقة التي فردت أذرعها وطناً لتلك الطيور تشارك أوراقها الخضراء أمها ..
وعلى امتداد الطريق الترابي الطويل كنت أقود سيارتي ذات الدفع الرباعي بينما أدندن مع صوت الموسيقى الذي يصدح من مسجلها مستمتعاً

وصلت أسواق المدينة أخيراً بعد رحلة أخذت مني قرابة الأربعين دقيقة ومباشرة توجهت نحو أحد محال المجوهرات
أفكر بتقديم هدية جميلة لدانبي بمناسبة استعادة علاقتنا بعد كل تلك السنوات ؛ لكنني وقفت في حيرة من امري من نوع الهدية التي يجب ان اختارها

تقدم مني البائع العجوز متسائلاً : كيف يمكنني مساعدتك يا ولدي ؟

ابتسمت بلطف مجيباً : ابحث عن هدية أقدمها لحبيبتي

حرك الرجل العجوز نظارته الطبية مهمهماً : في سنك هذا يجب ان تبحث عن الاستقرار فهل ترغب برؤية خواتم الخطوبة ؟

ارتبكت نظراتي قبل ان اخرج له من جيبي خاتمي الخطبة القديمين اللذين كان من المفترض ان نرتديهما في يوم زفافنا قبل ثماني سنوات
وضعتها امامه على المنضدة فرقع كلا حاجبية متعجباً وهو يقلبهما بين انامله متكلماً : هل انتما متزوجين بالفعل وترغب بتبديل خاتميكما ؟

حركت رأسي نافياً وهمست بفتور : كنا على وشك الزواج ... لكن ..

أضفت مبتسماً : لقد استعدتها الان يا عم واريد ان أبدأ معها من نقطة الصفر ؛ بتمهل .. ولوقت طويل .. اريد ان نكون معاً ..

ابتسم العجوز بلطف واشار لي بيده ان انتظر قليلاً ثم غاب لبعض الوقت قبل ان يعود الي ليضع سلسلة طويلة من الفضة وتكلم بينما يضع خاتمي الزواج فيها : هذه أفضل هدية يمكنك ان تقدمها لها لتخبرها بمشاعرك التي بُحتَ بها لي للتو ..

نظرت الى تلك القلادة بصمت أحاول تنظيم مشاعري ؛ هل يمكن لهذه القلادة ان تشرح لها عمق حبي ومدى حاجتي ؟
هل ستنقل اليها صوت نبضي الذي يطلب منها ان تكون لي ومعي لوقت طويل ؟

ابتسمت للرجل العجوز شاكراً وقدمت له ثمن القلادة واخذتها لأعود الى المزرعة بأسرع وقت ممكن
وحال وصولي اتجهت نحو موقع التصوير بحثاً عنها فكانت منشغلة بتأدية أحد مشاهدها فكان الانتظار هو حلي الوحيد .

وبينما كنت أقف جانباً تقدم مني سيهون ليتكلم بنبرة عابثة : بحثت عنك في الاسطبلات لكنني في النهاية عثرت عليك هنا ؛ أتعجز عن فراق محبوبتك ؟