" أشلاء قلبين "

325 72 112
                                    

دانبي :

أشعة الشمس الصيفية الحارقة أخذت تتدلى بنعومة من سقف السماء ؛ النسمات الناعمة داعبت خصلات شعري مما جعلني اجمعها برفق خلف أذني وانا اترقب رد سيهون الذي بدا في حيرة بين رفض او رضى
تحرك الأخير ليدور حول الرجلين متفحصاً مظهرهما ثم أخذ يلقي عليهما بأسئلته الكثيرة التي لا تنتهي فتأففت بضجر

من بين اسناني نبست : هلا توقفت عن لعب دور صعب الأرضاء ايها الصغير ؟!

رمقني بنظرة غاضبة مندداً : لست صغيراً !

اضاف وهو يقلب نظراته بين الرجلين : ثم علي ان اكون صارماً ومحافظاً مع العمال الذين سيساعدون في اعمال مزرعتنا ؛ ما الجدوى من جلب رجال لن ينفعوني بشيء ؟

وضعت يدي على وسطي بغيظ اجيبه : اخبرتك انهما مزارعين خبيرين ؛ كل ما عليك فعله هو شرح لهما اساسيات اعمالهما التي سيتكفلان بها فقط !!

تنهد اخيراً مستسلماً واشار للرجلين بالذهاب الى الحقل قبل ان يوجه كلماته لي حال ابتعادهما : من الجيد ان والدي غفر لكِ اخيراً وقبل بالمساعدة منك

ابتسمت بسعادة مشيرة بالايجاب : انتهى كل شيء الان ؛ قبل رحيلي هذه الليلة اريد ان اتأكد من كونكم جميعاً بخير ، ستجد الان من يساعدك في العمل فلا حاجة لجعل والدي يعمل ويرهق جسده فهو يتقدم بالسن

لوى شفتيه بنوع من الضيق قبل ان يهمس : ستغادرين الليلة اذاً !

ربت على كتفه بلطف أهون عليه : سأحاول العودة في اقرب وقت ممكن ؛ كما انك تستطيع زيارتي في سيؤول وقتما تشاء ..

اضاف بذات النبرة المختنقة : ودونغهي لم يأتِ حتى الان ..!

اتسعت عيناي وابتلعت غصتي بصمت ؛ هربت بنظراتي بعيداً عنه واجبت بصوت لو امعن فيه لشهد بحة الدموع المتحشرجة به : لا ترهقه هو ايضاً بالعمل في المزرعتين ؛ يحب على العاملين ان يغنياك عنه واذا احتجت المزيد من الأيدي العاملة يمكنك اخباري ..

قاطعني ببرود : أظنه يتعمد عدم لقائك لهذا لم يأتِ اليوم ..

حدقت فيه بذبول وقلبي يقرع طبول الخوف ؛ هل علم بما حدث ليلة الأمس ؟
هل اخبره دونغهي عما دار بيننا من حديث وهذا ما يزعجه ؟!

لم اعلم ما يجدر بي فعله ؛ ارتبكت في مكاني ابحث عن المبررات لألقيها عليه لكنه فاجأني عندما اضاف متنهداً : هو لن يوقفك حتى النهاية !

قطبت حاجبي امعن النظر بكلماته لادرك انه لا يعلم بما حدث في الأمس ؛ على ما يبدو انه كان يعني بتجنب دونغهي للقائي انه لا يرغب بقول الوداع او محاولة ايقافي !

" العروس الهاربة " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن