دونغهي :
نهار يوم جديد تقافزت فيه الطيور فوق أغصان الأشجار الكثيفة وعلى وقع ألحانها المطربة كنت أسير بخطواتي الهادئة مصغياً لعذوبة اصواتها التي تآلفت مع صوت نبضي ..
اثار الأمس لازالت عالقة في حنجرتي ؛ انفاسها التي تهادت على صدري بنعومة وجرت جريان الدم في عروقي ، اناملها التي استوطنت قلبي وأخمدت ثوراته الغاضبة ...
وجودها بذلك القرب الذي ألهب اوتار نبضي واستثار حباً كنت أظن انني سأهزمه وأقتلع جذوره من دواخلي !وقفت في مكاني بهدوء حال وصولي لموقع التصوير ؛ ارخيت يداي بجيب بنطالي ونقلت بصري في المكان حتى وقعت نظراتي عليها وهي تقوم بتمثيل احد مشاهدها باتقان ..
راقبتها بسكون ؛ ملامحها التي تقمصت دورها بدقة ؛ تتبعت نظراتها التي كانت مركزة بالممثل الذي يقابلها
كل شيء فيها يبدو هادئاً وكأنها لم تخلق عاصفة من الفوضى بداخلي امس !ألازلت املك مكاناً بداخلك حقاً اوه دانبي ؟
لماذا تبدين لي ابعد من اي وقت مضى ؟!
لماذا أشعر ان ما بيننا قد انهار بالفعل واننا لن نعثر على سبيلنا للالتقاء يوماً !ابعدت نظراتي عنها لاحدق بيو آنا التي كانت تجلس بجوار المخرج بينما تنقل اوامرة لطاقم التصوير باستخدام لغة الاشارة حتى لا تفسد التصوير
هل سأتمكن من تخطي الماضي معها يا ترى ؟
أيمكنني البدأ من جديد دون الالتفات الى الخلف ام ان كل ما افعله دون جدوى ؟مع اعلان المخرج لايقاف التصوير تقدمت بخطواتي نحو آنا التي ابتسمت حال رؤيتي متكلمة : انت هنا اليوم ، آمل ان عملنا لا يعطل اعمالك !
ابتسمت بهدوء مجيباً : ابداً لكنني اردت رؤيتك فحسب
اعادت خصلات شعرها الطويلة متكلمة بدلال : لابد انني محظوظة بما يكفي لأنال اهتمامك لي دونغهي !
أشرت بالايجاب وتكلمت بثقة : انا جاد تماماً لذلك اود دعوتك للتعرف على افراد عائلتي هذه الليلة اذا كان ذلك ملائماً لك
تفاجأت ملامحها قبل ان تطلق ضحكة خافتة نقية : انت عجول جداً لكنك تتخابط في تقدمك ...
قطبت حاجبي بعدم فهم لتلميحها ذلك فأضافت : اراك الليلة اذاً لنرى الى اي مدى سنصل بعد .!
لم افهم معنى كلماتها تلك ؛ او ربما اخترت تجاهل معناها الخفي وانا اشير بالموافقة قبل ان اتركها واعود ادراجي الى عملي
ومع حلول المساء وانتهاء اعمال المزرعة الروتينية عدت الى المنزل لأحصل على حمام سريع ثم بدلت ثيابي واتجهت الى الفندق الذي ينزل به افراد طاقم التصوير وبشكل مباشر الى غرفة يو آنا لاصطحبها الى منزل عائلتي
وجدتها قد تأنقت بشكل جيد مستعدة لمرافقتي وسرت برفقتها طيلة الطريق ونحن نتجاذب اطراف الحديث حول عائلتي التي لم يبدُ عليها الارتباك لفكرة لقائهم
![](https://img.wattpad.com/cover/256588197-288-k213016.jpg)
أنت تقرأ
" العروس الهاربة "
Fanficانا وانت .. والحب ثالثنا .. انا وانت .. والفراق يقتلنا .. انا لك انت .. وانت لي انا .. مهما تباعدت طرقنا.. فإن كان العشق سيدنا .. والحلم مالكنا .. والهوى يأسرنا .. فمن ذا الذي سيفصلنا ..؟! #العروس الهاربة ..