دانبي :
يوم عمل طويل أختمه باخر مقابلة أجريها لهذا اليوم ؛ منذ عودتي الى سيؤول وانا أعايش جدول أعمال مزدحم بين المقابلات وبالبرامج الترفيهية وغيرها من جلسات التصوير الخاصة بالمجلات ..
وامام عدسات التصوير مقابلاً لمقدم البرنامج الذي يجري المقابلة معي ابتسمت بلطف ليضيف اخر اسئلته : لابد ان التصوير في مدينة ريفية بعيدة عن سيؤول كان تجربة جديدة لك ؛ كيف وجدتِ هذه التجربة ؟شردت قليلاً بفكري قبل ان ابتلع غصتي وابتسمت ببهوت مجيبة : كانت تجربة ثمينة بكل تأكيد ؛ تمكنت من خلالها ان اخوض غمار حياتي السابقة بطريقة ما ، كنت أقضي ايامي قرب أناس أحببتهم لكنني وجدت الفراق صعباً في النهاية .!
حرك المقدم رأسه مضيفاً : سمعت ان موكبو هي مدينتك الأم ؛ أيعني ذلك انكِ قابلتي أصدقاء طفولتك هناك ؟
أعدت خصلات شعري خلف أذني مهمهة : لقد فعلت بكل تأكيد وهذا ما جعل الوداع محزناً ..
انهيت المقابلة بعد تلك الأسئلة التي نبشت شيئاً من جراحي وكهرة صغيرة اختبأت في منزلي ألعق جراحي تلك طيلة الليلة
كل مساء منذ عودتي الى سيؤول يبدو طويلاً وثقيلاً ؛ كل نفس يعبر رئتاي يبدو شائكاً وموجعاً ..كل ليلة أنغلق على نفسي وأفرد بساط أحزاني امامي ؛ أحتسي كحول الدمع وأثمل بأنات الغياب ..!
لازالت ذكراه وهو يلتفت مغادراً ليتركني خلفه أعد خطواته الراحلة تمزق فؤادي ؛ لا زالت اخر كلماته ترن في أُذني كصوت وقع المطر على زجاج هش مكسور ..مرة أخرى أجدني في حيرة من أمري ؛ من بيننا من هو المذنب في هذا الفراق ، من بيننا من هو الذي تخلى عن الاخر ؟
هل كنت انانية لانني طلبت منه ان يترك كل شيء خلفه ليأتي معي !
ألا يعني ذلك انه من الأنانيه منه ان يطالبني بالتخلي عن كل احلامي وحياتي التي بنيتها هنا في سيؤول لأبقى معه ؟ربما لا يجدر بي البحث عن المخطئ بيننا ؛ ربما سيكون من الأسهل إلقاء اللوم على الظروف القاسية التي حالت بيننا !
لكن .. اذا كان الفراق مصيرنا فلماذا عدنا منذ البداية ؟
أما كان من الأسهل علينا لو حافظنا على المسافة بيننا حتى لا نعود الى نقطة الصفر من جديد !
أنت تقرأ
" العروس الهاربة "
Фанфикانا وانت .. والحب ثالثنا .. انا وانت .. والفراق يقتلنا .. انا لك انت .. وانت لي انا .. مهما تباعدت طرقنا.. فإن كان العشق سيدنا .. والحلم مالكنا .. والهوى يأسرنا .. فمن ذا الذي سيفصلنا ..؟! #العروس الهاربة ..