١ زائرة غير مرحب بها -

917 20 2
                                    


                     ~زائرة غير مرحب بها~

كانت الساعة تشير إلي الثالثة صباحا عندما أتت الخادمة وهي تحمل في يدها لحافا ثقيلا لتدفئ به صاحب الكرسي المتحرك الذي وقع الأختيار عليها في الأهتمام به ولكنها لم تجده في أي مكان ، توترت قليلا وبدأت تبحث عنه في أرجاء الحديقة الواسعة وأنفاسها تعلو وتهبط فهي تعرف جيدا ماذا سيحدث لها إن لم تجده ،  ولحسن حظها خرجت خادمة أخرى وقالت لها بلغة تفهمها هما الأثنتان فقط: في شنوو؟؟ وين آدم !!
إنهارت علي الكرسي وهي تقول لها:ما عارفة أختفى وين مشيت اجيب ليهو لحاف جيت لقيتو مافيي!!
_ كييف هو زول مقعد حيكون مشى وين بالسرعة دي؟
_ الساعة خشت علي 3 صباحا والسيدة نيكولا حتصحى في أي وقت ولو ما لقت آدم حتكتلني لو ما رجعتو
_طيب أهدي أرح نفتش بجهة ممر الأشجار داك يمكن يكون متخبي هناك ولا حاجة .

ط طي ، بترت كلمتها ولم ترد عليها فما رأته كان يستحق الإندهاش والصمت فقط .

#في جانب أخر.....

دلف من المكان الذي كان يختبئ فيه وتسلل بخفة نحو الحديقة الخلفية تنفس الصعداء عندما تأكد من عدم إتباع احد له ولكن ما يثير قلقه ذلك الحارس الضخم الذي يشخر ممسكا ببندقيته الكبيرة ، إبتلع ريقه بصعوبه فهو يعلم نتيجة إيقاظ هذا الوحش ولكن هيهات لم يمنعه اي شئ من الهروب من هذا المنزل الليلة ، لمعت عيناه بإنتصار عندما رأي سلما صغيرا غفل عن إخفائه الجميع ، وضعه علي الحائط بحذر وبدأ يتسلقه ولكن توازنه أختل فجأة عندما سحبته يد باردة بقوة و أوقعته هو وسلمه الصغير أرضا ، كانت مخيفة جدا شعرها أسود فاحم ومسدول حتى خصرها ، كشفت عن وجه شاحب ومرهق بعد ان أرجعت خصلاتها الطويلة وراء أذنها وقالت له بصوت متحشرج: كنت عارفة أنك بقيت تقدر تمشي بس مشيت ليك التمثيلية دي لحدي ما اشوف اخرك شنو وفي الأخير طلعت عايز تهرب مني انا يا آدم ؟؟ أنا؟!! ، إقتربت نحوه وجسمها ينتفض كأنما مسها جان ، حمل السلم الصغير ولم يتردد في ضربها به فسيفعل اي شئ ليحمي نفسه ، ولكن توسعت عيناه عندما وجد نفسه معلقا في الهواء يا للهول لقد رفعته بسلمه اي طاقة هذه؟؟ ، أستفاق الحارس من سباته عندما سمع صوت الإصطدام القوي وجهز بندقيته ، اما هو فقد كان يصرخ بألم ويتوسل إليها ان تهبط من فوقه فالسلم كاد يخترق جسمه ولكنها كانت تقول له بصوت شيطاني لا يشبه صوتها: الليلة ما حأرحمك ما حأرحمك ، نيكولا أنا آدم عايزة تقتليني لا مستحيل اصدق انو دي أنتي نيكولا البعرفها انا عمرها ما كانت بالوحشية دي انتي ما نيكولا انتي وحدة تانية خالص انا ما بعرفها وكأنما هذه الكلمات اعادت إليها رشدها هدأت قليلا ونزلت بتخبط هناك شئ داخلها يتناقض تصرفاتها وأجبرها علي النزول علي كل حال تلك كانت فرصة آدم الثمينة ابعد عنه السلم وبالكاد حتى استطاع الوقوف علي قدميه ، نظر إليها بحزن كانت تتقلب علي الأرض وهي تصرخ كأنها تصارع شيئا خفيا وقبل ان يستطيع القيام بأي شئ نال منه الحارس الضخم وضربه علي عنقه ببندقيته الثخينة لم يمضي كثير من الوقت حتى وقع هو الأخر بجانب نيكولا وفقد إتصاله عن عالمنا .

سجين نيكولاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن