كشف المستور
كانت بتمرر يدها علي شعرو وهي بتتأمل فيهو ، عينو الملفوفة ، وشو المليان جروح وكدمات ، يدينو المسلوخة والمعلمه عليها آثار الربط بالحبال ، حبست دموعها وقالت ليهو بصوت متحشرج : غسان أبوي أصحى يا ولدي ما تعذب قلبي كدا وقوم كلمني أحكي لي الحصل معاك كلو ، فتح عينك شوفني بس ، طيب أنا ححكي ليك حاجة تتذكر يا ولدي لمن كنت صغير وبتخاف من الضلام !، كنت أصلو ما بتبكي ولا بتناديني يمكن عشان أخوانك الكبار ما يضحكو فيك ويقولو عنك جبان صح ؟ أنا كنت بحس بيك خايف وبجي أفتح النور وأقعد أغني ليك لحدي ما تنوم ، بالرغم من أنك كنت لسع طفل صغير بيحتاج لأمو جنبو بس كنت ما بتحب تظهر خوفك وبتفضل تواجهو براك ، متذكرة في يوم بليل كانت في مطرة قوية والكهرباء كانت قاطعة وابوك إتأخر في الدكان وما قدر يجي عشان المطرة ، فجأة أنت جيت داخل علي أتوقعتك تقول لي ماما أنا حايف بصوتك الطفولي السمح داك بس ما قلت لي كدا وجيت سألتني بلهفة ماما انتِ تويسة حايفة؟ هزيت ليك راسي عشان اشوفك حتعمل لي شنو ، ولقيتك بتطمني وتقول المترة حتقيف وبابا حيجي ما تحافي انا جنبك حأحميك ، ساعتها أنا ضميتك علي شديد وفعلا حسيت بأمان معاك وأنت بديت تقرأ صورة الفاتحة مرة تقول الأية كويس ومرة تلخبطها وتنساها وأنا كنت بصلحك ، في عز خوفك كنت خايف علي أنا بس ما فاتت علي شهقتك لمن تسمع صوت الرعد العالي والمخيف وتمسكني وبعدها تتشجع وتفكني وتغمض عينك عشان تنوم ، كنت بطل بتواجه خوفك بشجاعة لحدي ما تغلبو وتتخلص منو وما كنت بتكلمنا وتحسسنا بالموضوع أو تطلب مساعدتنا بس لازم تعرف يا قلبي انو ما عيب الأنسان يخاف ويحتاج لزول يكون معاهو و يحسسو بالأمان ، ما عيب أنو تحكي لزول مشكلتك ويحلها معاك يا ولدي اليد الواحدة ما بتصفق والشورى سمحة والمشاكل ما بتتحل بالمواجهة بس بدون تجهيز أو ناس يسندوك ويقيفو معاك ، ربنا يسامحك يا جناي لأنك ما كلمتنا بالكنت ماري بيهو ودي صفة قاعدة أكرهها فيك يا ولدي لأنك لقدام حتشيل الحِمل كلو وما حتلقى اليشيلو معاك لأنك ما حكيت ليهو وحسستو بالمعاك ، كلو هين يا غسان بس أنت قوم كدي وبطل دلع أنا عارفاك سامعني يلا قوم يا بطلي شوف أبوك قلقان عليك كيف ومرافي أختك الما بتقول غير سيرتك وماجد العامل فيها ثابت وما متأثر قبيل مشى البيت يجيب لينا غيار وجانا وشو مورم من البكاء وبعد دا كلو ناكر انو بكى ، وعزوان البعد عرفت طوالي الحصل ليك خلت راجلها ونسابتها والبلد كلها وجات عشانك ، عشان تشوفك ، عافية عنك وراضية ليوم الدين كان قمت أو ؛ ما قمت .
غسان إستعاد أتصالو بمحيطو و عقد حواجبو بضيق وألم ، كان حاسي بأمو ودموعها البتنقط فيهو بس قبل ما يفتح عيونو ويشوفها داهمتو الذكرى الأليمة .
#flash_back
_أها؟
