١٦ - إلى حين

51 4 0
                                    

 إلى حين 

غسان كان ماسك عينو الملفوفة وذكريات الغرفة الحمراء ما عايزة تطلع من بالو ، أصوات إستغاثات وتوسلات ، الدم المتطاير في كل الإتجاهات ، صراخ وبكاء وخوف ، ضغط علي أضنينو وقال : خلاااااااص أرحموني عليكم الله .

  فجأة أتذكر الفيديوهات الشافها أول مرة في الديب ويب وبعدها صورة المقنع والأطفال الماتو قدامو بأبشع صورة ، دموعو نزلت وبقى يبكي ويقول : ما عايز أشوف ولا أسمع أي شئ يا رب شيل حياتي وريحني من العذاب دا ، فجأة سمع صوت مألوف ليهو بحنس في العسكري البرة ويقول : عليك الله خليني أشوفو دقائق بس وأطلع بوعدك ما بطول الله يرضي عليك .

جاها الرد من العسكري : لا ممنوع الدخول يا بتنا ما بتفهمي عربي أنتِ ؟ .


غسان نزل بسرعة وبقى يخبط الباب ويقول : مهااااااد ، خليها تدخل يا طلعني ليها أرجوك لازم أشوفها ضروري .

مهاد قعدت في الواطة ولصقت وشها في الباب وقالت بلهفة : غسان انت كويس سامعني ؟ طمني عنك بخير صحتك كيف ، أأأ د دقيقة في شنو؟ فكوني واديني وين أنتو ، قلت ليكم عايزة أشوف غسان ، زح يدك مني ما تلمسني يا كلب ، غساان انت ما مجرم يا غسان سامعني انت ما عملت حاجة حتطلع من هنا وترجع تعيش حياتك انا متأكدة ما تفقد الامل حتطلع والله حتطلع .

غسان كان ببكي بس وما قادر يقول حرف ، هو كان في أشد لحظات الحوجة للناس البحبهم يكونو جنبو يطبطبو عليهو ومنهم مهاد ، محبوبتو منذ الصغر وللأن ما قدر يصارحها بمشاعرو ويمكن فات الأوان خلاص ، كل شئ أنتهى بالنسبة ليهو حتى أسامة رفيق دربو خسرو بعد ما اتكلم معاهو وكان غضبان شديد وقال ليهو قبل ما يطلع : ما كنت عايز أخر لقاء بينا يكون بالشكل دا بس أنت الما عايز تساعد نفسك ولا عايزني أساعدك خليك فاكر أنك كدا ما بطل وما مبهر بل بالعكس أنت حتضر نفسك أكتر كدا علي العموم أشرف قال لي قبل ما ادخل ليك أني أودعك لأنهم حيسفروني لأبوي في السعودية أقعد معاهو فترة لحدي ما الأمور تهدأ هنا ، ما تفتكر أني مبسوط بأني حخليك وأنت في أوج حوجتك لي صدقني أنا مشمئز من نفسي شديد والله بس ما في يدي حاجة ، أعفي لي ما حكون معاك في اللحظات السيئة دي بس وقسما حجيك لمن يعلنو برائتك وتبقى حر وأرجع أكون جنبك من جديد ، أنا أسف جدا يا غسان ، مع السلامة يا أخوي .


للحظة بس العالم كلو أنقلب ضدو وأقرب الناس ليهو وافقو أنو يتخلو عنو ولو حتى علي مضض! ، كان تعبان شديد ومتأزم نفسياً لدرجة التنفس كان بتعبو وبضايقو ، حسى أنو محتاج يتكلم مع ربنا ويناجيهُ يطلعو من المصيبة دي ، نزل من السرير وهو بمسح دموعو ومشى بهدوء علي الحمام الملحق بالغرفة أتوضى وفرش المصلاية عشان يصلي ، أول ما رفع يدينو وكبر وبقى يقرأ سورة الفاتحة دموعو نزلت وعرف قدر شنو هو كان بعيد من ربنا سبحانه وتعالي ولمن وقع في مصيبة ما لقى غيرو يشكي ليهو ويطلب منو المساعدة ، " عندما يبتعد عنك المقربون منك خطوة يُقرِبُك الله إليه مائة خطوة "

سجين نيكولاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن