أحببتُه،أحببتُها.

غضب.

ركب جوناس الطائره بعد ان اعلن وقت اقلاعها وبدأ ينظر الى المطار من خلال النافذه منذُ البدايه كان كُل شيئ واضحاً ولكن صمت والده تجاه الامر جعله يصمتُ هو ايضاً فقد كان جلياً للجميع ان مارك شخّص اناني ولديه نوايا سيئه تجاه والده وتجاهه ولكن رُبما كان سبب صمت والده هو لأنه يود التعبير عن اسفه تجاه اخيه بهذا الشكل،عادت به الذكريات حين خرجت ماري مسرعه وهربت كان قدوم والده ذلك اليوم له علاقه كبيره بهذا الامرّ و كان والده هادئاً ولم يبدي اي رد فعل قوي الا حين اخبرتنا انها فتاة
"هه"قالها جوناس بسخريه وهو يضعّ قدماً فوق الاخرى فهو ايضاً مازال مصدوماً من هذا الامر،

هل كان يعلم مارك بأمرها؟ هذه الفكرة اثارت الحنق في صدر جوناس كثيراً تجاه عمه فقد كان يتعمد الاقتراب منها ومضايقتها وهذا كان يغضبه ويثير الغيرة في صدره،

لطالما كان يود معرفة سبب تصميم والده على ان يجعله يخلفه ويتولى كل شيئ،انني اتذكر حين سألته في ذلك اليوم وقلت له لماذا تراني مناسباً لاخذ مكانك؟لم يجبني وقتها وتجاهل سؤالي ولكنني الان اعلم بأنه كان منذُ البدايه يعرف كُل شيئ عن مارك وكانت ماري هي النقطه الفاصله لكُل شيئ فقد اكدت شكوكه تجاه عمي وجعلته يتخذ معه عقاباً صارماً حين ازاله من اعماله جميعها وبات الاخر لا يستطيع التعامل مع اي شركة اخرى فالبتفكير بالامر فإن والدي شخّص له نفوذ اجتماعيه كبيره لذا مهما حاول فعبثاً..

حينها لمعت فكرة في رأسه وشعر بالاسف فجأه على والدة ماري لقد ذاقت الامر الذي يذوقه الان عمه مارك ولكن الاسوأ انها لم تكن مذنبه و رحلت بعيداً وهي تحمل هذه المشاعر،انه في كُل مره يحاول ايجاد شيئ يخفف غضبه من ماري..كما انها لم تخطط لأمر قصة الحُب هذه كُلها ربما..انه يشتاق لها حقاً في كُل مره يزداد حبه وشوقه صحيح بأنه غاضب بسبب ما حدث ولكن بالتأكيد وجوده معها سوف يجعله يرى الصوره بشكل اوضح فإن هروبه واتخاذه لهذا القرار كان خاطئاً جداً ،كما ان والده يود ان يعود ايضاً انه يعلم انه يحتاج الى وجوده و لا مجال للهروب بعد الان فهو سوف يعود...

نظر الشاب الأسمر لماري وهي تشربُ قهوتها وابتسم ابتسامه راضيه

"انت تعرف بأنني سوف الكمك الان؟"

قالت له ماري وهي تنظر اليه، بالامس حين قابلها ماريوس واحتضنها لم تعلم ماذا تقول له فقدومه اليها كُل هذه المسافه جعلها تشعرُ بالحنين لتلك الايام وهي لن تنسى ابداً فضله فهو الذي قد ساعدها لتبدأ اول خطواتها حين وفر لها تلك الهويه المزيفه ولكن الذي جعلها تشعرُ بالصدمه هو انها لم تتوقع ان يأتي لرؤيتها بعد الان ولكنه بعد ان احتضنها اخبرها انه كان متفاجئاً جداً حين شاهد الاخبار وحينها علم كُل شيئ فلطالما كان طلبها لتلك الهويه منه قد اثار فيه التساؤلات

وحين عرف السبب شعرّ بأن ماري قد خاضت الكثير حقاً كما انه لم يستطع منع نفسه من الاعجاب بها منذُ البدايه لذا كان هذا الامر كافياً وعذراً جيداً ليستطيع مقابلتها من جديد كما انهما الان اصبحا اقرب بعد كُل تلك الاحداث  فلم يعُد هناك شيئ يعيق طريقه عن الفوز في قلب هذه الفتاه الجميله بعد الان،لقد قام بدعوتها لاحتساء القهوه وهاهي امامه وهذا منظر خلاب حقاً..