ماضي لا يُنسى..

1K 51 6
                                    


"اه يا الهي كم اشعر بالإعياء اليوم.."

قالت ماري بصوتٍ ناعِس وهي تتحرك في سريرها و تذكرت ما جرى بالامس لم تُعر ما سوف يحدُث مع ذلك الرجل الذي واعدته اي اهتمام فهو مجرد بيدق في خطتها وقد انتهت حاجتها منه.. بينما كانت تمشي الليله الماضيه عائدةً الى شقتها لفتت انتباهها بعض المنازل الجميلة وكم تبدو الاجواء المحيطة بها محببه

عادت بها الذكرى لأيامٍ لا تعرف هل تُصنفها حزينةً ام سعيده ام الاثنان معاً عندما كان عمرها عشره سنوات تطلق والديها بعد العديد من المحاولات للإبقاء على زواجهما قائماً كما يبدو ليس جميع الازواج يستطيعون الاستمرار بمحبة بعضهم البعض فقد يستيقض احدهم ويجد ان ذلك الحب قد اختفى فجأه ولا يعود بعدها قادراً على المتابعه عندما انفصلا رحل والدها عنهم تماماً ولم يعد ابداً ولم يسمعو منه اية اخبار

فهو ذاهب ليعيش الحياه التي لم يستطع عيشها كما قال بأنانيه قبل خروجه من المنزل للمره الاخيره من الجانب الاخر بقيت كل المسؤليه على والدتها بالرغم من انها تزوجت والدي في سنٍ صغيره فهي لم تحظى بأية أبناء سواي لذا وفرت كل طاقتها وحبها لي انا فقط و كم انا ممنونه لذلك الايام التي تلت الطلاق كانت صعبةً بعض الشيئ توفير النفقات و مسكن جيد

وهكذا عندما اصبح عمري ١٤ كانت الاوضاع قد تحسنت كثيراً فقد توظفت امي في شركة جيده و نحن نسكن في منزل جميل مع حديقة خلفيه لا يمكن القول انه منزل فخم لكنه يبعث شعوراً بالالفه والراحة وهذا هو المهم.

كانت امي حريصه على ان ادرس في افضل المدارس وان احصل على اعلى الدرجات فهي تريدني ان اصبح شيئاً عظيماً يوماً ما كنت فتاة خجوله وحساسه بعض الشيئ و اتأثر بكل كلمة تُقال لي و كانت امي دائماً تحاول جعلي قويه و اصد اي موجات احباط قد يحاول احدهم اغراقي بها حتى لو اضطرها الامر ان تكون قاسيةً معي فهي لا تُبالي يمكن القول ان ذلك قد نفعني كثيراً فقد تغيرت و اصبحت لا اتأثر بكل كلمة اسمعها او ظروف سيئه قد تواجهني كان الحال جميلاً وفي تطورٍ ايجابي حتى اتى ذلك اليوم المشئوم..

نظرت ماري حولها انها الساعه الثامنه صباحاً قررت النهوض من سريرها علها تطرد هذه الافكار من رأسها و ذهبت لغسل وجهها نظرت بالمرآه وخارت قواها للنسيان وتذكرت صوت امها الواهن وهي تُخبرها بأن كُل شيئ انتهى كُل شيئ اختفى!!

من المؤلم رؤية الضعّف في تقاسيم الشخّص الذي عاش دائماً بقوه و الخوف بعينيه و قلّة الحيله تُحطم كل اماله كانت امها شخصاً قوياً وشجاعاً وإيجابياً بكل الظروف لكن مع ذلك اليوم تغير كُل شيئ من الصعّب جداً ان يُسلب من المرء اشياؤه التي يُحبها وهو لا يستطيع فعل شيئ حيال ذلك

هذا ما حصل تماماً عندما سُلب منهم منزلهم ووظيفة والدتها ظُلماً و بسبب بطش الاغنياء كانت امها تعمل بجد و بصدق و اخلاص لا يحق لاي شخّص القول عكس ذلك كان يوماً غائماً كئيباً كان عمري ٢٢ كنت اجلس امام المدفأه بعد ان أتيت من الجامعه وكنت اشعر يومها بالضيق الغير مبرر له انتظر امي لتعود علها تخفف عني قليلاً لكن عندما دخلت بعد مرور بعض الوقت علمت ماهو سبب الضيق الذي شعرت به من تقاسيم وجهها الشاحبه سألتها بسرعه:

"هل انتِ مُتعبه؟؟؟"

لم تُجب وانما اخذت كوب ماء علها ترطب حلقها قليلاً وجلست على الكرسي الصغير فسألتها مرة اخرى بقلق بعد ان جلست عند ركبتها :

"امي مالذي حدث مابك؟ هل انتِ بخير؟؟"

"أنا..أنا لم أفعل ذلك حقاً!!"

"م..ماذا؟؟ ماذا تقولين يا امي مالذي حدث!!!!"

شعرت بالهلع عندما بدأت امي تبكي وعلمت حينها ان الاوضاع لن تعود بخير كما كانت منذُ الان فصاعِداً..

أحببتُه،أحببتُها. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن