احبك..

840 53 19
                                    

البارت الخامس عشر..و الاخير..

ان اليوم يبدو مشمساً الا ان ماري تشعرُ بالكثير من الفتور،منذُ قابلت جوناس لأول مره كاد قلبها ان يقع حين تلاقت بعينيه وكم كان يبدو قاسياً حقاً..

مشت بهدوء واخرجت بنطالاً وقميصاً فضفاضاً ورمتهم على السرير بلا مُبالاة و عادت تتذكر ما حدث،لقدّ ظنت ان جوناس لن يعود ابداً ولن تراه بعد الان لذا حاولت بتلك الايام ان تتناساه وتمحي حُبه من قلبها قدر الامكان ولكن كُل هذه المحاولات تلاشتّ حين رأته واقفاً هناك،

انها تحبهُ بعد كُل شيئ وكم تود احتضانه ولكن على ما يبدو انه لم يعُد يرغب برؤيتها حتى حين اخبرته ان يبقى لم يستجب وانما رحل،الامر كله وكأنه قد جاء اليها تلبيةً لطلب والده فقط وهذا امر اخر يجعلها تشعرُ باليأس كثيراً..

على ما يبدو ان قبولها لعرض السيد ستيف قد بات امراً حتمياً لأن مشاعر جوناس في تلك المرة بدتّ و كأنها مشاعر تقزز حين اخبرها ان تقبل عرض والده واخبرها ايضاً انه لم يبالي بإبنه بل وقام بإرساله اليها وقد يرسله مرات اكثر وهذا امر سيئ بالنسبةِ له وسوف يجعلهُ يشعرُ بمشاعر سيئه بعد كُل شيئ فقد اخطأت بحقه كثيراً حين اخفت عنه حقيقتها لوقت طويل انها ترى انه يمتلك الحق بمعاملتها هكذا ولكن هل يُعقل انه لم يعُد يحبها؟

انه شيئ محزن حقاً فهي باتت تعلم الان ان كُل شيئ لن يعود كما كان...

مشت بهدوء وبدأت تخلع ملابسها وذهبت لتستحم فلقدّ وعدت ماريوس انها ستقضي عطلة الاسبوع برفقته وعلها ايضاً تنسى ما حدثّ...

"تباً"

شتم جوناس وهو يدخنّ سيجارته و مسح على شعره بعصبيه..انه غاضب اليوم كثيراً فهناك شيئ في داخله لا يشعرُ بالراحه ابداً،لطالما تخيل الكثير من المواقف التي قدّ تحدثُ حين يتلاقى لأول مرة مع ماري ولكنه لم يتوقع ان تنتهي الاحداث هكذا..

ان يصبح لديها حبيب وانّ تتخطاه بهذه السهوله وان تكون بعيدة عنه ولا يستطيع معرفة من يدور حولها هذا كله يثير فيه الحنق.هناك شيئ في اعماقه يود ان تقبل عرض والده فعلى الاقل سوف تكون امامه وسوف يعرف عنها كُل شيئ..

ولكن في الوقت ذاته هو يعلم ان بقاءها بقربه وهو يعلم انها ليست مُلكاً له امراً مُرهقاً ايضاً فمجرد فكرة ان تحتضن غيره او تمسك يدي غيره يجعله يود قتل احدهم،حينها تذكر ذلك الشاب النحيل انه حتى ليس بنصف رجل حقاً في نظري فكيف تُفضله علي؟لا يُمكن ان ينتهي كُل شيئ بهذه السهوله و لا يمكن ان تستمتع بحياتها هكذا وتتركه خلفها!.

اطفأ سيجاره و ذهب ليغير ملابسه بعد ان قام بمراسلة جاك..

بعد وقت ليس بطويل عدل شعره المصفف و عدل قميصه الاسود لكي لا يتجعد واخذ نظارته وخرج..لقد طلب من جاك ان يخبره بمكان سكنها وسوف يذهب اليها فبعدَ كُل شيئ انها تدينُ له بالكثير من التفسيرات...

أحببتُه،أحببتُها. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن