أحببتُه،أحببتُها.

حقيقة الأمر..

نظر جوناس للشاب امامه على الطاوله البيضاء بهدوء وكان يبدو عليه التوتر وهو يشبك يديه فوق المنضده بحركات دفاعية و كأنه مستعد لمناقشه امور الدوله و ليس اختيار طبقٍ ما للغداء

بالتفكير بالامر انه يبدو كالفتيات حقاً لديه رموش طويله وعينان كبيرتان واسعتان كما ان شعره قصير جداً ولكنه مصفف بعنايه فائقه

"هل اخترت شيئاً؟"

قالها جوناس وهو ينتظر جواباً من فاليريو الذي نظر له بتوترمما جعله يبث فيه شعوراً مؤلماً وكأنه كهرباء لا يعرف مصدرها

"انا حقاً لا اعرف ما اختار لذا سوف اطلب مثلك."

"اوه حسنا."

واشار للنادل واخبره بالطلب وحين رحل عاد جوناس ينظر لفاليريو الذي نظر اليه بدوره فتحدث جوناس بثبات وقال:

"ارجو الا يكون الامر مزعجاً بالنسبةِ لك بين الموظفين الاخرين بسبب خروجك معي."

"لا ابداً لستُ منزعجاً اذا كنتَ تظن هذا لكن ياسيد جوناس انا حقاً لا اريدُ ان يظنوا ان بيننا شيئاً اخر غير العمل لأن هناك الكثيرين مازالوا يرون انني لا استحق هذه الوظيفه وان الامر كان مجحفاً بحق المتقدمين الاخرين."

"ارى ذلك."

وتنهد وتراجع للخلف بعد ان وضع قدماً فوق الاخر وتابع:

"لكنني لا اهتم لما يدور من حولي من شائعات،و كما اخبرتك بأن سبب حصولك على هذه الوظيفه هو رغبتي انا ومن لديه اعتراض فليأتي الي ويخبرني وجهاً لوجه،غير ذلك يجبُ عليك الا تهتم لهم."

"الكلام سهل حقاً لكنني سأحاول الا اهتم."

وابتسم بجمود ثم تابع وكأنه تذكر شيئاً مهماً:

"كما انني اودُ حقاً شكرك على توظيفي اتمنى حقاً ان اكون عند حُسن ظنك."

"اعلم انك ستكون فظني بك كبير جداً لذا اراك مميزاً وناجحاً وهذا سبب طلبي لك فإني لا اريدُ منك ان تكوَّن علاقات خاطئه هنا والبعض كما اخبرتني لا يرونك مناسباً لهذه الشركة لذا اختر زملاءك بحرص لكي لا يوقعوك بالمتاعب فلستُ من النوع الذي يتجاوز او يغّفر اي تهاون بالعمل معي."

ثم امسك هاتفه بعد ان اتاه اتصال نظر له وكانت الحيره باديه عليه لكن يبدو انه حسم امره بالنهايه واجاب على المتصل وقال:

"اهلاً؟..الا تمليّن من الاتصال بي دائماً؟"

ثم ضحك بهدوء وتابع:

"ارجو ان يكون كذلك فقط."

اخذ نظرة خاطفه لفاليريو الذي بدا عليه الاستياء وكأنه يتطفل على محادثه غراميه لرئيسه بطريقةٍ ما جعل جوناس يشعرُ بالقليل من المتعه ولم يعلم سبب هذا الشعور الغريب لكنه تابع: