"لستُ كما تظُن."

947 49 5
                                    


نظرت ماري ذات الـ٢٢ ربيعاً لوالدتها وسط غرفة المعيشه التي بدت فجأة قاتمة كثيراً و قدّ شعرت بالحيرة لأن والدتها لم تنبس ببنتّ شفة منذُ قدومها كانت تحدق بالفراغ فقط اقتربت من والدتها المنطفئه وقالت:

"امي مالذي حدثّ ارجوكِ اخبريني."

و امسكت يدها بلطف.

ارتعشت جيسيكا عندما امسكت ابنتها الصغيره يدها لتوقظها من هلعها وحزنها فنظرت لها وشدتّ عليها هي الاخرى وقالت:

"كل مافعلتهُ انني عمِلتُ بإخلاصٍ حقاً!."

"اعلم يا امي اعلم.."

ونظرت لها بتعاطف كبير فأمها كانت دائماً مُجده بعملها و تحرص للحصول على ثقة الجميع لذا تعمل كسكرتيره في قسم مهم لدى شركة كبيره ليست مشهوره عالمياً انما معروفه ومرموقه جداً كانت تحب عملها حقاً وتجتهد به فقد سعت بيأس لتحصل على هذه الوظيفه منذُ وقت طويل وهذا ما جعل الحيره تتوسط قلب ماري لأنها تود حقاً معرفة ما حصل..

تنهدت والدتها ثم تابعت قائله:

"كنتُ اعمل لدى قسم التحرير كالعاده و كنتُ افعل ما يُطلب مني لا زيادة ولا نقصان لم اعرف ان كل ما كنتُ افعله منذُ الاساس كان خاطئاً كنتُ...كنتُ حقاً اعمل بنية حسنه.."

ووضعت يدها على فمها لتمنع نفسها من البكاء بقوه..

"امي..!"

واحتضنت ماري والدتها علها تواسي شعورها البائس قليلاً

"لقد..لقد طردوني من العمل لأنهم ظنوا انني مختلسة اموال!."

"مم..ماذا؟؟..!"

"لم افعل ذلك حقاً اقسم بأنني لم افعل..."

"اعلم يا امي!! بالطبع اعلم هناك شيئ خاطئ يحدث!."

"كانت تصلني ملفات واخبروني انها من السيد ستيف وكان يشدد بالسريه التامه عليها وعدم اطلاع احد عليها سواي وطلب مني ان اقوم بتحريرها وتعديلها ووارسالها اليه كانت شيئاً روتينياً جداً اعتدتُ عليه كنتُ افعله منذُ اشهر تماماً منذُ حصلت على هذه الوظيفه لم اكنّ اعلم انه يعدُ اختلاساً! لاحظتُ بعدها ان السيد ستيف قد بدأ يقيم اجتماعات عديده و عندما يحصلُ ذلك نعلم ان هناك خطباً ما و السيد الكبير على وشك معرفته كان صارماً جداً ولا يرحمُ اي شخص يخالف انظمته و مبادئه وقد عاقب الكثيرين لذا هو متشددّ بعدم جعل اياً كان ان يعمل فيه قسمه الرئيسي الا بعدما يحصلُ على ثقته الكامله كان غاضباً جداً بالايام الماضيه الاخيره و بدا عليه التوتر.."

توقفت جيسيكا عن الحديث واشعلت سيجارتها و اخذت نفساً عميقاً بعدما مسحت دموعها وتابعت:

" كنتُ اليوم اعمل كما اعمل كل يوم وكان كلُ شيئ طبيعي حينما دخل علي احد الموظفين واخبرني ان السيد الكبير يطلبني حالاً شعرتُ بالهلع وعدلت شكلي و ذهبت بخطى مرتجفه و عندما دخلت كان يوجد معه رجلٌ اخر يجلس بجانب المكتب نظر لي السيد ستيف بحدة وقال:

أحببتُه،أحببتُها. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن